الإجهاد

حالة تعب بدني أو إرهاق تحدث رد فعلٍ لمتاعب حقيقية، أو متوقعة في الحياة. وكثيرًا ما يعاني الناس الإجهاد نتيجة لأحداث كبرى
في حياتهم، كموت أحد الوالدين أو الطلاق، أو فقد وظيفة. وقد يحدث الإجهاد أيضًا رد فعل لمشاكل يومية مثل قيادة السيارة وسط الزحام، أو التعرض لإزعاج من شخص ما. بالإضافة إلى ذلك، فقد يعاني الناس الإجهاد حينما يواجهون تهديدًا لحياتهم مثلاً. وقد يصاب بالإجهاد أي إنسان يشعر بأنه لا يستطيع الخروج من مأزق.

من علامات الإجهاد زيادة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتوتر الأعصاب، والخمول الذهني، وفقد القدرة على التركيز. ومن بين ردود الفعل للإجهاد الانعزال الاجتماعي، والشعور بالعجز عن إصلاح الحال.

أسباب الإجهاد ودواعيه. ينشأ الإجهاد من ضغوط خارجية تُلقي على جسم الإنسان أمورًا ليست في حدود قدرته. وهناك خمسة أنواع من دواعي الإجهاد الرئيسية: 1- المتغيرات البيولوجية 2- الظروف البيئية 3- الأوضاع المعيشية 4- التصرفات 5- النشاطات الحسية.
تؤثر المتغيرات البيولوجية على حالة الإنسان البدنية، وتشمل المرض والإرهاق البدني. والظروف البيئية هي ضغوط تتأتى من محيط الإنسان، مثل الإزعاج، وشدة الزحام، والفقر، والكوارث الطبيعية. وتشمل الأوضاع المعيشية الأحداث المرهقة، كوفاة صديق حميم، أو العيش بين الغرباء. ومن التصرفات التي قد تؤدي إلى الإجهاد عادة التدخين، وسوء التغذية. وتشمل النشاطات الحسية والفكرية التي قد تُحدث الإجهاد الخضوع لاختبار أو التركيز على إحراز سبق كبير في لعبة منافسة.

لا يؤثر الإجهاد على كل شخص بالطريقة نفسها. ففي موقف معين قد يظل شخص هادئًا، على حين تبدو على الآخر علامات الإجهاد بوضوح. وقد يكون الاختلاف بين الاثنين، أن الأول يشعر بأنه يسيطر على الموقف، ويرى فيه تحديًا يتعين التغلب عليه. أما الثاني، فلا يشعر بأنه يسيطر على الموقف وأنه يواجه فيه تهديدًا له، ولا يريد إلا الهروب من مواجهته.

تأثير الإجهاد على الجسم. يُثير الإجهاد ردَّ فعل تحذيريًا في الجسم. وفي أثناء ردَ الفعل يزداد إفراز مادة كيميائية معينة تسمى الهورمونات في مجرى الدم زيادة كبيرة. أولاً تتلقى مساحة صغيرة في قاع الدماغ، تسمى الوطاء (تحت المهاد)، إشارات من أجزاء الدماغ الأخرى. وتزيد الإشارات من إفراز قشرة الكظر (الغدة فوق الكلوية) لهورمون إطلاق موجه قشرة الكظر فيؤثر هذا الهورمون على الغدة النخامية، ويجعلها تفرز الهورمون الموجه لقشرة الكظر ، في مجرى الدم. ثم ينتقل هذا الهورمون إلى قشرة الكظر. وتفرز الغدد الكظرية هورمونات تسمى القشرانيات السكرية . وتوفر هذه الهورمونات طاقة فورية وتوقف نشاط الجهاز المناعي بالجسم. وفي نفس الوقت، تُفرز الغدد الكظرية هورمونات أخرى. أهم هذه الهورمونات هو الأدرينالين الذي يزيد معدل ضربات القلب وضغط الدم.

وإذا طال الإجهاد، تبدأ مرحلة المقاومة في الجسم، فتصل المقاومة البدنية إلى قمتها، أثناء هذه الفترة. غير أن مقاومة الضغوط الأخرى تميل إلى الانخفاض دون مستواها العادي. وهذا يُفسر لماذا يصبح الناس الذين يعانون من ضغط في العمل، أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا. وإذا استمر التعرض للإجهاد، يفقد الجسم قدرته على التلاؤم مع الحالة، فيدخل مرحلة الإنهاك . وأثناء هذه الفترة تتدنى المقاومة للضغوط إلى حد بعيد.

الأمراض المتصلة بالإجهاد. يعتقد الأطباء أن أنواعًا عديدة من الأمراض قد تنتج عن الإجهاد الطويل، أو تكرار حدوثه. كثيرًا ما تُعلل أمراض المعدة والأمعاء كقرحات الاثني عشر، والتهاب غشاء القولون بالإجهاد، وتحدث أحيانًا اضطرابات ضربات القلب، بل إن النوبات القلبية تكون بسبب حالات الإجهاد الشديدة. ويعوق الإجهاد أيضًا مقدرة الجسم على مقاومة المرض. فأمراض كالرشح (الإنفلونزا) والحُمَّى الغدية، والحلأ (الهربيس) وهو ما يظهر على الشفة من بثور بعد المرض، وبعض أنواع السرطان، ثبت أنها تتأثر بالإجهاد.

مقاومة الإجهاد. يحتاج الناس لقدر من الجهد لتحسين أدائهم. لكن الإجهاد البالغ يؤدي إلى كثير من الآثار السلبية. لذلك يبحث الناس عن طرق مقاومة الإجهاد في حياتهم. يمارس بعض الناس أسلوب الاسترخاء، مثل حالات التأمل، كما يمكن تخفيف الإجهاد بالتفكير في الأمور التي تبعث على الإجهاد بطريقة مختلفة. مثلاً، يستطيع الناس تخفيف الإجهاد بتقبل الأحداث كما هي إذا جاءت بخلاف ما كانوا يشتهون. والرياضة المنتظمة والغذاء الجيد يخففان أيضًا من الإجهاد.