الثَّعْلب

 حيوان من عائلة الكلب له ذيل كثيف وخطم مدبب. تشتمل الثعالب الحقيقية على الثعلب القطبي والثعلب الرمادي والثعلب الأحمر.
وتعيش الثعالب في جميع أنحاء العالم ما عدا منطقة القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) وجنوب شرقي آسيا وبعض الجزر. وقد توجد الثعالب في المناطق الزراعية والغابات والصحاري وحتى في المناطق الحرجية لبعض المدن والضواحي. وكان الثعلب الأحمر بالذات يغير على المناطق الحضرية في بريطانيا للحصول على الغذاء من فضلات المنازل ومن مخلفات الحوانيت والمطاعم.
والثعالب سريعة وماهرة في الصيد، ويستطيع الثعلب الأحمر الإمساك بسهولة بأرنب مراوغ. كما يستطيع هذا الثعلب أن يتسلل خلسة باتجاه طائر ومن ثم يداهمه، قافزا فوقه.
ولكل من الثعلب القطبي والثعلب الأحمر فرو طويل ناعم غالي الثمن. ويصطاد الناس الثعالب من أجل فرائها كما يربونها في المزارع. انظر: الفراء.
ويجد كثير من الصيادين متعة في تعقب الثعلب وصيده ولا يقتلونه. ومن أجل ذلك يستخدم الصيادون كلاب الصيد من أجل تتبع رائحة الثعلب، لكن الثعلب ينثني مغيرًا طريقه أو يقفز إلى الماء مما يجعل تعقب رائحته أمرًا صعبًا.
يبلغ طول معظم الثعالب 60 -70سم، إضافة إلى 35-40سم لطول الذيل. ويزن الثعلب نحو 5 - 7 كجم.


حقائق موجزة

الأسمـــــاء: الذكر : ثعلب، الأنثى: ثعلبة، الصغير تتفل أو جرو.
فترة الحمل: 49 - 79 يوماً تبعا لنوع الثعلب.
فترة الحياة: حتى 14 عاما.
موطنــــه: في جميع أنحاء العالم ماعدا القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) وجنوب شرق آسيا وبعض الجزر.

جسم الثعلب


تشبه معظم أنواع الثعالب صغار الكلاب، إلا أن للثعلب ذيلاً كثيفًا، كما أن له أذنين مدببتين وخطما طويلاً حادًا.
وللثعلب سمع حاد وحاسة شم قوية، وهو يعتمد بشكل خاص على هاتين الحاسَّتين من أجل تحديد الفريسة. ويستطيع الثعلب الأحمر سماع صوت الفأر على بعد 30م. وتشاهد الثعالب الأشياء المتحركة ولكن ربما لاتستطيع ملاحظة الأشياء الثابتة غير المتحركة.
وللثعلب أربع أصابع وإصبع داخلية لا وظيفة لها في كل من القدمين الأماميتين. والأصبع الداخلية هي إبهام غير متحرك ولايلامس الأرض. ويوجد في كل قدم خلفية أربع أصابع. وعند المشي أو الجري فإن كفي القدمين الخلفيتين تقعان على إثر القدمين الأماميتين.
ترفع معظم الثعالب ذيولها بشكل مستقيم خلفها أثناء الجري وتخفضها عند المشي. وربما ينام الثعلب وذيله فوق أنفه وفوق راحة أقدامه الأمامية. ويمتلك كثير من الثعالب غددًا للرائحة تفرز منها رائحة خاصة مميزة.

حياة الثعلب

جاءت معظم المعلومات عن الثعالب من خلال الدراسات التي أجريت على الثعلب الأحمر. والمعلومات التي توافرت في هذا النّص تتعلق غالبًا بالثعلب الأحمر، ولا تختلف بقية أنواع الثعالب الأخرى عن ذلك بشكل كبير.
تعيش الثعالب في مجموعات عائلية أثناء تربية الصغار، وفي الأوقات الأخرى تعيش بشكل منفرد، ولاتشكل أسرابًا كما تفعل الذئاب. ويتم التزاوج بين الذكر والأنثى في بداية فصل الشتاء حيث تسودهما روح المداعبة والتعاون في الصيد. وإذا ما تم الإمساك بأحد الزوجين من قبل عدو فإن الآخر يسرع بالهرب من مخبئه ويعيش تائهًا مُلاحَقًا.
تتصل الثعالب ببعضها عن طريق الدمدمة والعواء (النباح). وكذلك تقوم الثعالب بعمل محطات للرائحة عن طريق التبول عند نقاط متعددة، وتنبه محطات الرائحة هذه الثعالب في المنطقة إلى وجود ثعلب آخر.
الصغار. تضع الأنثى صغارها في نهاية فصل الشتاء أو بداية فصل الربيع، ويدعى صغير الثعلب عادة تتفلا (جروًا). وتضع الثعلبة الحمراء من أربعة إلى تسعة تتافل في المرة الواحدة، بينما يبلغ عدد تتافل الثعلبة الرمادية مابين ثلاثة وخمسة. وتقدم كل من الأنثى والذكر الغذاء إلى تتافلهما، كما يقومان بحمايتها من الأعداء.
يزن الثعلب الوليد نحو 110جم، وله خطم وعيون مقفلة تفتح بعد اليوم التاسع من الولادة. تشرب التتافل حليب الأم لمدة خمسة أسابيع، ثم تتغذى بعد ذلك ببعض الغذاء الصلب وتترك أوجرتها فترات قصيرة، وبعد ذلك تبدأ التتافل في الصراع مع بعضها، وتداهم الحشرات وأوراق النباتات والعصي وذيول والديها. وتحمل الثعالب المكتملة النمو الفئران الحية إلى صغارها، لتتعلم الانقضاض عليها. وفي وقت لاحق تقوم الثعالب المكتملة النمو بتعليم صغارها ملاحقة الفرائس. تبدأ التتافل العيش بشكل مستقل في نهاية فصل الصيف، وربما هامت على وجهها بعيدا عن مكان ولادتها. وكذلك قد ينفصل الوالدان بعد ذلك أو في بداية فصل الخريف، ثم يعاودان الاجتماع معًا خلال فصل الشتاء.

الأوجرة. تستقر الثعالب بالأوجرة بعد التزاوج. وقد يكون وجار الثعلب تحت الأرض في مغارة أو بين الصخور أو في تجويف قرمة أو شجرة. تحفر بعض الثعالب أوجرتها، بينما يستخدم بعضها الأخر مخابئ حفرت من قبل حيوانات أخرى مثل الغرير. وقد تقوم الثعالب بتوسيع هذه المخابىء إذا لزم الأمر. وقد يصل طول الوجار تحت الأرض أكثر من 20م وله عدة مداخل. يقود السرداب الرئيسي إلى عدد من الجحور تستخدمها الحيوانات للتعشيش وخزن الغذاء. ويمكن أن يشترك زوجان من الثعالب في مخبأ واحد.
الغذاء. تأكل الثعالب تقريبا كل شيء تستطيع الإمساك به بسهولة، خاصة الفئران والأنواع الأخرى من القوارض. وتصطاد أيضا الطيور والضفادع والحشرات والأرانب. كما تتغذى الثعالب بكثير من أنواع الفواكه وجيف الحيوانات. تخزن معظم أنواع الثعالب الجزء المتبقي من فريستها، حيث تحفر له حفرة غير عميقة وتنزل بها الغذاء، وتطمرها بالتراب. ويعود الثعلب إلى مخزن الغذاء عند حاجته للغذاء وأحياناً للاطمئنان عليه.
وربما تفترس الثعالب دجاج المزارعين إذا كان هذا الدجاج يتنقل بحرية أو كانت حظائره غير محكمة الإغلاق. وتعتبر الثعالب ـ مع ذلك ـ ذات فائدة للمزارعين حيث إنها تتغذى بالفئران. وفي بعض المناطق التي اختفت منها الثعالب، تكاثرت بها القوارض لدرجة جعلت المزارعين يجلبون ثعالب أخرى.
الصيد. تصطاد الثعالب بالليل غالبا وتكون نشطة على مدار السنة، وتنتقل بين حشائش المروج وتتنصت لسماع صوت الفئران، وتختفي الفئران بين الحشائش. وإذا شاهد الثعلب أية حركة للحشائش فإنه يقفز إلى مكانها. وتقف الثعالب أحياناً على أقدامها الخلفية من أجل رؤية أفضل بين الحشائش الطويلة. وربما يكمن الثعلب أيضًا منتظرا ليداهم فأر الحقل أو السنجاب الأرضي أثناء خروجه من المخبأ.

أنواع الثعالب


الثعلب القطبي. يعيش هذا الثعلب في مناطق أقصى الشمال من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. يحمي الفرو الطويل الثعلب القطبي من البرد القارس. ولهذه الثعالب آذان قصيرة وأكثر دائرية من بقية الثعالب. وتساعد هذه الآذان الصغيرة على الاحتفاظ بالحرارة مقارنة مع الآذان الطويلة. انظر: الثعلب القطبي.
الثعلب خفاشي الأذن. ويسمى أيضا الثعلب ضخم الأذن. يعيش هذا الثعلب في المناطق الجافة من شرقي وجنوب إفريقيا. ولهذه الثعالب آذان طويلة، ولون ظهر بني رمادي بينما المناطق السفلية رملية اللون. يقتات الثعلب خفاشي الأذن بشكل أساسي الحشرات خاصة المنّ. كما يتغذى بالفواكه وبالقوارض مثل الفئران والجرذان. ويستطيع هذا الثعلب تغيير اتجاه مساره بشكل حاد أثناء الجري. وتساعده هذه الإمكانية في التغلب على الفرائس الصغيرة سريعة الجري.
الفِنك. وهو أصغر أنواع الثعالب ويعيش في صحاري شمال إفريقيا والجزيرة العربية. ينمو جسم الفنك فقط حتى 40 سم، ويزن مابين 1 و 1,5 كجم. ولون فروه رملي فاتح يميل إلى البياض في الأسفل، ويبلغ طول أذنيه 10 - 15سم. ومساحة سطح جسم الفنك كبيرة حيث يستطيع بسبب ذلك فقدان كمية كبيرة من الحرارة وحماية جسمه من السخونة انظر: الفنك.

الثعلب الرمادي. يعيش هذا الثعلب في جنوبي كندا والولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الوسطى وجنوب شرقي أمريكا، وهو أكثر الثعالب شيوعا في جنوب الولايات المتحدة. ولون ظهر هذا الثعلب يشبه مخلوط ملح الطعام مع الفلفل، بينما أجزاؤه السفلية بيضاء. أما جوانب الرقبة والأذرع والأقدام والجهة السفلية للذيل فلها لون صدئي، وطرف الذيل أسود. ويعرف هذا الثعلب أيضا بأنه ثعلب الشجرة، لأنه يتسلق الأشجار.
الثعلب الصغير. ويسمّى أيضًا الثعلب الرشيق. يتنقل من مناطق الحشائش والصحاري الغربية من أمريكا الشمالية. ولهذا الثعلب فرو رملي أصفر رمادي، وطرف ذيل أسود. ويشبه هذا الثعلب إلى حد كبير الثعلب الأحمر، ويبلغ طوله 38 - 50 سم، بينما طول الذيل 28سم. وقد أُطلق عليه اسم ثعلب صغير الهرة بسبب وجه الشبه بينه وبين القطة الصغيرة، وهذا الثعلب سريع الجري، تصل سرعته حتى 40كم في الساعة. وتنشط الثعالب الصغيرة أثناء الليل.


الثعلب الأحمر. يعيش هذا الثعلب في معظم أنحاء آسيا وأوروبا والأجزاء الشمالية من أمريكا الشمالية. وقد أُدخل هذا الثعلب إلى أستراليا في الخمسينيات من القرن التاسع عشر من أجل ممارسة رياضة الصيد. ولكنه تحول إلى آفة حيث افترس الحيوانات الأخرى خاصة الثدييات الجرابية الصغيرة والمستوطنة.
ولمعظم الثعالب الحمراء فراء حمراء فاقعة اللون أو حمراء برتقالية، بينما لون فراء البطن أبيض. وكذلك لهذه الثعالب أرجل سوداء، بينما تكون أطراف ذيولها بيضاء. وليس لجميع الثعالب الحمراء فراء حمراء، فبعضها يدعى الثعالب الفضية ولها فراء سوداء تتخللها بقع بيضاء. وقد تظهر الثعالب الفضية ضاربة للسواد أو رمادية أو بلون فضِّي أشبه بالشَّيْب، تبعًا لحجم البقع البيضاء بها. وتسمَّى الثعالب الفضية التي لها فراء سوداء الثعالب السوداء. وهنالك ثعالب حمراء أخرى تدعى ثعالب الصليب. ولون هذه الثعالب أحمر صدئي، ويوجد صليب كبير أسود على الذراعين. ويمتد الصليب إلى الأسفل حتى منتصف الظهر. وقد تولد ثعالب فضية وثعالب صليب وثعالب حمراء في الوقت نفسه ومن الوالدين أنفسهما.
ثعالب أخرى. تشتمل على الثعلب البنغالي في جنوب آسيا، وثعلب القرصان في المنحدرات الأوراسية.