الماسونية و خطرها

 منظمة سرية محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم. وجل أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم، يوثقهم عهد بحفظ الأسرار ويجتمعون بما يسمى بالمحافل للتخطيط والتكليف بالمهام.
التأسيس. يعد بعض المؤرخين هيرودس أكرابيا (ت 44م) ملك الرومان المؤسس الأول للماسونية بمساعدة مستشاريه اليهوديين حيرام أبيود، وموآب لامي. قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على الغموض والتمويه حيث اختار أعضاؤها رموزًا وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف، وسموا محفلهم هيكل أورشليم للإيهام بأنه هيكل سليمان. كانت الماسونية في عهد التأسيس تسمى القوة الخفية، ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسونية لتتخذ من نقابة البنائين الأحرار لافتة تعمل من خلالها، ثم التصق بها الاسم دون حقيقته. واستطاعت الماسونية خلال تاريخها الطويل استقطاب عدد كبير من الشخصيات المؤثرة مثل آدم وايزهاويت الذي بدأت على يده مرحلة التأسيس الثانية للماسونية سنة 1770م، وميرابو أحد قادة الثورة الفرنسية، ومازيني الإيطالي الذي خلف وايزهاويت، والجنرال الأمريكي ألبرت مايك، وليوم بلوم الفرنسي مؤلف كتاب الزواج، وكودير لوس صاحب كتاب العلاقات الخطيرة.
طرحت الماسونية أهدافاً إنسانية في مظهرها منها المساواة بين البشر بغض النظر عن الدين واللون والجنس. ولما كان اليهود في عموم أوروبا يعانون من الاضطهاد، بسبب دسائسهم وخبثهم، فقد وجدوا في الماسونية فرصة كبيرة تساعدهم في تحقيق الاندماج في المجتمعات الأوروبية، وإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، لذلك سيطروا على مراكزها وفروعها الرئيسة في كافة أنحاء العالم.
ساهمت الماسونية بشعاراتها الإنسانية الفضفاضة في إضعاف المشاعر الدينية والقومية والوطنية لدى شعوب العالم الثالث، ووقفت منظماتها إلى جانب قوات الاحتلال الأجنبي في تلك الدول. وكانت شعاراتها مقدمات استخدمت أغطية أخلاقية لفرض الحماية والانتداب على العديد من بلدان العالم الثالث.
الانتشار ومواقع النفوذ. لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوى نفوذًا من الماسونية، فلها محافل في كل أنحاء العالم تقريبًا، حيث تستقطب هذه المحافل الشخصيات المؤثرة في كل بلد لضمان سيطرتها عليه. وهي تسيطر على بعض الجمعيات والمنظمات الدولية ومنظمات الشباب، وبعض وسائل الإعلام ودور النشر والصحافة في العالم. وبيدها الكثير من موارد الاقتصاد ووسائل الإنتاج في العالم.
تنشط الحركة الماسونية الآن في المجالات الاقتصادية والاجتماعية بالدول الغربية ولها مساهمات بارزة في إدارة أندية اجتماعية معروفة تخص الطبقات الأرستقراطية وأرباب المال مثل ناديي الروتاري والليونز.

الطاقة النووية

 تسمى أيضًا الطاقة الذرية. هي أشد أنواع الطاقة المعروفة فاعلية. فهي تولّد ضوء الشمس الشديد وحرارتها الهائلة. وقد وجد العلماء والمهندسون استعمالات كثيرة لهذه الطاقة ولاسيما في إنتاج الكهرباء، ولكنهم لم يستطيعوا حتى الآن الاستفادة من كامل قدرتها. ويمكن أن تزود الطاقة النووية العالم كله بالكهرباء لملايين السنين لو أمكن تطويرها تطويرًا كاملاً.
لم يعرف العلماء شيئًا عن الطاقة النووية حتى أوائل القرن العشرين، حين قاموا باكتشافات مهمة في المادة والطاقة. وكانوا يعرفون من قبل أن كل المواد تتكوّن من ذرات، لكنهم عَلِموا بعد ذلك أن معظم كتلة الذرة تعود إلى نواتها، وأن هذه النواة متماسكة بقوة هائلة جدًا، يحتشد فيها مقدار ضخم من الطاقة بفضل هذه القوة. وكانت الخطوة التالية جَعْل النواة تُطْلقُ تلك الطاقة.
استطاع العلماء إطلاق الطاقة النووية على نطاق واسع لأول مرة في جامعة شيكاغو عام 1942م بعد ثلاث سنوات من بداية الحرب العالمية الثانية. وأدى إنجازهم هذا إلى تطوير القنبلة الذرية التي فُجِّرت للمرة الأولى في الصحراء قرب ألاموجوردو بولاية نيومكسيكو بالولايات المتحدة في 16 يوليو 1945م. وقد أسقطت طائرات الولايات المتحدة في أغسطس من العام نفسه قنبلتين نوويتين على كل من هيروشيما وناجازاكي، وهما مدينتان يابانيتان. وقد دمرت القنبلتان كلتا المدينتين تدميرًا كبيرًا. وفي عام 1949م أصبح الاتحاد السوفييتي (سابقًا) الدولة الثانية التي فجرت القنبلة الذرية. أما اليوم فهناك ستّ دول على الأقل تملك قنابل نووية.
بدأ تطوير الاستعمالات السلمية للطاقة النووية منذ عام 1945م؛ فالطاقة التي تطلقها النواة تولّد كميات كبيرة من الحرارة. ويمكن استخدام هذه الحرارة لتوليد البخار الذي يمكن استعماله لإنتاج الكهرباء. وقد اخترع المهندسون أجهزة تسمى المفاعلات النووية وذلك من أجل إنتاج الطاقة النووية والتحكم فيها.
ويعمل المفاعل النووي مثل الفرن إلى حدٍ ما، ولكن بدلاً من استعمال الفحم الحجري أو النِّفط وقودًا تستخدم المفاعلات في الغالب، اليورانيوم. وبدلاً من الاحتراق في المفاعل يحدث لليورانيوم انشطار، أي تنفلق نواته إلى قسمين مُطْلِقَة طاقةً معظمها طاقة حرارية. ويطلق 0,45كجم من اليورانيوم من الطاقة ما ينتج من احتراق ألف طن متري من الفحم الحجري.
وأهم استعمال سلمي للطاقة النووية هو إنتاج الطاقة الكهربائية. ويعتمد أكثر من نصف إنتاج الطاقة الكلي على الطاقة النووية في بعض البلدان مثل فرنسا وبلجيكا والسويد. وتُسَيِّر الطاقة النووية أيضًا بعض الغواصات والسفن التي يُولِّد فيها المفاعل حرارة لتكوين بخار يحرك دواسرها. وإضافة إلى ذلك فإن للانشطار الذي يُولِّد الطاقة النووية قيمةً كبيرة إذ إنه يطلق أشعة وجسيمات تسمى الإشعاع النووي، تُستعمل في الطب والصناعة. ولكن يمكن أن يكون الإشعاع النووي خطيرًا جدًا، إذ يمكن أن ينجم عن التعرض لكميات ضارة من الإشعاع حالة تدعى داء الإشعاع. انظر: داء الإشعاع.
وتعالج هذه المقالة بالدرجة الأولى الطاقة النووية كمصدر للكهرباء. ولمعرفة الاستعمالات الأخرى للطاقة النووية. انظر: السلاح النووي؛ النشاط الإشعاعي؛ السفينة؛ الغواصة.

دور الطاقة النووية في إنتاج القدرة

تنتُج كلُّ الطاقة الكهربائية في العالم تقريبًا من محطات القدرة الحرارية ومحطات القدرة الكهرومائية. فالمحطات الحرارية تستخدم قوة البخار الناتج من الماء المغلي لتوليد الكهرباء، في حين تستعمل المحطات الكهرومائية قوة اندفاع الماء الساقط من سَد أو شلال. وتعمل معظم المحطات الحرارية بوقودٍ أحفوري يتكون من الفحم الحجري والزيت في المقام الأول، وذلك لتوليد الحرارة اللازمة لغلي الماء. وقد نشأ الوقود الأحفوري وتطور من بقايا النباتات والحيوانات التي ماتت منذ ملايين السنين. أما باقي المحطات الحرارية فتستخدم انشطار اليورانيوم لتوليد الحرارة. يُعَدُّ تشغيل المحطات الكهرومائية أرخص كثيرًا من محطات الوقود الأحفوري. وهي كذلك أنظف منها؛ لأن محطات الوقود الأحفوري تلوّث الهواء كثيرًا. ولكن القليل من البلدان يملك ما يكفي من الطاقة المائية القادرة على توليد مقادير كبيرة من الكهرباء. ولذلك تعتمد معظم البلدان ـ إلى حد بعيد ـ على محطات الوقود الأحفوري في إنتاج الكهرباء.
وليس في الأرض سوى مخزون محدد من الوقود الأحفوري، في حين يزداد الطلب عالميًا على الكهرباء كل سنة. لذلك يمكن أن تتزايد أهمية المحطات النووية أكثر فأكثر، ولكنها لا تنتج في الوقت الحالي سوى ما يقرب من 16% من الكهرباء في العالم.
توزيع الطاقة النووية في العالم. في منتصف تسعينيات القرن العشرين كان هناك نحو 425 مفاعلاً نوويًا في 30 بلدًا. وتُخطِّط ستة أقطار أخرى لإقامة مفاعل واحد على الأقل في كل منها. ومعظم الدول يعجز عن الحصول على محطات طاقة نووية لأن هذه المحطات تتطلب معدات وأجهزة غالية الثمن. وكان في الولايات المتحدة نحو 110 محطات قدرة نووية عاملة في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وتُعَدُّ بذلك المنتج الأول للقدرة النووية. وتولد مفاعلاتها النووية نحو 20% من مجمل القدرة الكهربائية للولايات المتحدة. وأهم الدول المنتجة الأخرى: كندا وفرنسا وبريطانيا واليابان وروسيا والسويد وألمانيا؛ وفي كندا يوجد 20 مفاعلاً نوويًا تنتج نحو 15% من الكهرباء التي تحتاج إليها البلاد. وقد ساعدت الولايات المتحدة والدول المنتجة الأخرى في تطوير محطات القدرة النووية في بلاد كالهند وباكستان.
مزايا الطاقة النووية وعيوبها. تتميز محطات القدرة النووية عن محطات الوقود الأحفوري بميزتين رئيسيتين: 1- تستعمل المحطات النووية وقودًا أقل كثيرًا مما تستهلكه محطة الوقود الأحفوري. فانشطار طن متري من اليورانيوم مثلاً يعطي طاقة حرارية تعادل ما ينتج عن احتراق ثلاثة ملايين طن من الفحم الحجري أو 12 مليون برميل من النفَّط. 2- لا يطلق اليورانيوم إلى الجو مواد كيميائية ملوثة أو صلبة أثناء استعماله على عكس الوقود الأحفوري.
ولكن للطاقة النووية ـ على الرغم من مزاياها ـ ثلاثة عيوب رئيسية عملت على إبطاء تطور الطاقة النووية في العالم، وهي: 1- تكلفة إنشاء المحطة النووية تفوق كثيرًا تكلفة إنشاء محطة الوقود الأحفوري 2- أخطار المحطات النووية كبيرة، لدرجة لا تجعلها تخضع لقوانين حكومية معينة يمكن أن تخضع لها محطات الوقود الأحفوري، كأن تفي هذه المحطات بمطالب السلطات الحكومية بحيث تكون قادرة على معالجة أي حالة طارئة تلقائيًا وبسرعة كبيرة. أضف إلى ذلك معارضة الكثيرين لإقامة محطات جديدة منذ ما حدث عام 1979م في محطات القدرة النووية المقامة في ثِري مايِلْ آيْلاند بالقرب من هارِسْبورْج في بنسلفانيا، والحادث الذي جرى عام 1986م في تشيرنوبل في الاتحاد السوفييتي (سابقًا) 3- يستمر اليورانيوم في إطلاق إشعاعات خطيرة، ولفترة طويلة، بعد استعماله كوقود للطاقة النووية، كما أن مشكلة تخزين نفايات اليورانيوم لم تحل بعد.
التطوير الكامل للطاقة النووية. يعتقد كثير من الخبراء أن فوائد القدرة النووية تفوق أي مشكلات تنجم عن إنتاجها. ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن مخزون العالم من النِّفط يمكن أن يُستنفد في منتصف القرن الحادي والعشرين. وتمتلك روسيا والولايات المتحدة، والصين وبلاد أخرى ما يكفي من الفحم الحجري لسد حاجتها من الطاقة لمئات السنين. ولكن الفحم الحجري وقود غير نظيف، إذ يطلق، أثناء احتراقه، مقادير كبيرة من الكبريت وملوثات أخرى إلى الجو. انظر: التلوث البيئي. ولو أمكن تطوير الطاقة النووية تطويرًا كاملاً فإنها يمكن أن تحل تمامًا محل الفحم الحجري والنفط، مصدرًا للطاقة الكهربائية.
ولكن يجب حل عدد من المشكلات قبل أن يتم تطوير الطاقة النووية تطويرًا كاملاً. فعلى سبيل المثال، يمكن القول إن كل المفاعلات النووية الموجودة حاليًا تتطلَّب نوعًا من اليورانيوم المعروف باليورانيوم ـ 235 (U-235)، وهذا النوع مخزونه في العالم محدود، فلو استمر استخدامه بالمعدّل الحالي فإنه سينقص باطّراد، ويُسْتَنْفَدُ قبل منتصف القرن الجاري. لذلك لا يمكن أن تحل القدرة النووية محل مصادر القدرة الأخرى إلا حين يستطيع العلماء تطوير طريقة لإنتاج الطاقة النووية التي لا تتطلب اليورانيوم ـ 235. وتتناول الفقرة الفرعية الطاقة النووية في الوقت الحاضر، الطرق الرئيسة في إنتاج الطاقة النووية التي هي قيد التطوير.

علم الطاقة النووية

يُطلَق على العملية التي تُطلق بها النواة طاقة اسم التفاعل النووي. وعلى المرء أن يعرف شيئًا عن طبيعة المادة كي يستطيع فهم مختلف أنواع التفاعلات النووية.

مصطلحات الطاقة النووية

الإشعاع النووي يتألف من جسيمات عالية الطاقة وأشعة تنطلق أثناء تفاعل نووي.
الاندماج نوع من التفاعل النووي يحدث حينما تتحد نواتان خفيفتان لتكوِّنا نواة أثقل منهما. والاندماج هو الذي يولد طاقة الشمس.
الانشطار نوع من التفاعل النووي المستخدم لإطلاق طاقة في المفاعلات النووية. ويحدث عندما تنفلق نواة اليورانيوم أو نواة أي عنصر ثقيل آخر إلى قسميْن متساويين تقريبًا.
البروتون جسيم في نواة الذرة ذو شحنة موجبة.
التفاعل المتسلسل سلسلة تفاعلات انشطار مستديمة ذاتيًا ومستمرة تتم في كتلة من اليورانيوم أو البلوتونيوم.
التفاعل النووي تفاعل يتضمن تغيُّرًا في بنية الذرة. وأهم أنواع التفاعلات النووية الانشطار والاندماج والتفكك (الاضمحلال) الإشعاعي.
الانحلال الإشعاعي أو النشاط الإشعاعي هو تحول نواة تلقائيًا (طبيعيًا) إلى نواة عنصر أو نظير آخر، ويصاحبه انطلاق طاقة في شكل إشعاع نووي.
العدد الكتلي مجموع عدد النيترونات والبروتونات في نواة ذرة ما.
المفاعل النووي جهاز يولد طاقة نووية بوساطة تفاعلات متسلسلة متحكم فيها.
نصف العمر الزمن اللازم لتفكك نصف ذرات مادة مشعة وتحوُّلها إلى مادة أخرى.
النظائر أشكال مختلفة للعنصر نفسه تختلف ذراته فى العدد الكتلي.
النواة قلب الذرة، وشحنتها موجبة. وتتكون نويات جميع العناصر من نيوترونات وبروتونات، باستثناء الهيدروجين العادي الذي تتألف نواته من بروتون واحد فقط.
النيوترون جسيم متعادل كهربائيًا (غير مشحون) في نواة ما.
تركيب المادة. تتكون كل المواد من عناصر كيميائية تتألف بدورها من ذرات. ويتألف العنصر الكيميائي من مادة لا يمكن تحليلها كيميائيًا إلى مواد أقل منها. ويبلغ عدد العناصر الكيميائية المعروفة 109 عناصر، يوجد 93 منها في الطبيعة، أما الـ 16 الأخرى فيتم الحصول عليها اصطناعيًا. ويرتب العلماء العناصر حسب كتلها أو أوزانها. وأخف عنصر طبيعي هو الهيدروجين، واليورانيوم أثقلها. ومعظم العناصر الاصطناعية أثقل من اليورانيوم. الذرات والنوى. تتكون الذَّرة من نواة شحنتها موجبة ومن شحنة كهربائية سالبة واحدة أو عدة شحنات منها تسمى إلكترونات. وتؤلف النواة كل كتلة الذرة تقريبًا، وتدور الإلكترونات التي تكاد تكون عديمة الكتلة، حول النواة. وهي التي تُحدِّد مختلف الاتحادات الكيميائية التي يمكن أن تقوم بها ذرة مع أنواع أخرى من الذرات. انظر: الكيمياء. ولا تقوم الإلكترونات بأي دور فَعَّال في التفاعلات النووية.
تحمل البروتونات شحنة موجبة، بينما تكون النيوترونات غير مشحونةكهربائيًا. ويمسك البروتونات والنيوترونات ببعضها في النواة قوى كبيرة جدًا تسمى القوى النووية؛ وتحدد هذه القوى في كل نواة مقدار الطاقة اللازمة لتحرير نيوتروناتها وبروتوناتها. وتعرف هذه الطاقة باسم طاقة الترابط.
النظائر.لا كون لمعظم العناصرالكيميائية أكثر من شكل واحد، وتسمى هذه الأشكال المختلفة نظائر العنصر. وللذرات التي تؤلف الاشكال المختلفة للعنصر أوزان مختلفة، وتسمى النظائر أيضًا.
ويعين العلماء النظير بالعدد الكتلي أي بالعدد الكلي للنيوترونات والبروتونات في كل نواة. ولكل نظائر عنصر ما العددُ نفسه من البروتونات في كل نواة. ففي نواة الهيدروجين مثلاً بروتون واحد، وتحتوي كل نواة من نوى اليورانيوم على92 بروتونًا، ولكن لكل نظير من نظائر عنصر ما عدد مختلف من النيوترونات في نواته، ولذلك كان له عدد كتلي مختلف. فعلى سبيل المثال، لنظير اليورانيوم الأكثر وفرة 146 نيوترونًا. وهذا يعني أن عدده الكتلي 238 (مجموع 92 مع 146). ويسمي العلماء هذا النظيرّ اليورانيوم 238. أما اليورانيوم الذي تستعمله المفاعلات النووية ففي نواته 143 نيوترونًا أي أن عدده الكتلي 235. ويُسمَّى هذا النظير اليورانيوم 235. وتُعَرَّف نظائر العناصرالكيميائية الأخرى بالطريقة نفسها.
ولا يمكن أن يكون لعنصرين العدد نفسه من البروتونات في ذَرّتيهْما. وإذا فقدت ذرة بروتونًا أو اكتسبته، فإنها تصبح ذرة لعنصر آخر مختلف. أما إذا فقدت ذرة ما نيوترونًا أو أكثر أو اكتسبته فإنها تصبح نظيرًا آخر للعنصر نفسه.
التفاعلات النووية. يتضمَّن التفاعل النووي تغيرات في بنية النواة يكون من نتيجتها أن تكتسب النواة واحدًا أو أكثر من النيوترونات أو البروتونات أو تفقده؛ فتتحول بذلك إلى نواة نظير أو عنصر آخر. وإذا تغيرت النواة وتحولت إلى نواة عنصر آخر فإن هذا التغير يسمى التحول. انظر:تحول العناصر.
وهناك ثلاثة أنماط من التفاعلات النووية التي تنطلق منها مقادير مفيدة من الطاقة، وهذه التفاعلات هي: 1- التفكك الإشعاعي 2- الانشطار النووي 3- الاندماج النووي. ويقل وزن المادة المستخدمة بعد التفاعل وتتحول المادة المفقودة إلى طاقة.
الانحلال الإشعاعي أو النشاط الإشعاعي، هو العملية التي تتحوّل فيها نواة تلقائيًا (طبيعيًا) إلى نواة نظير آخر أو عنصر آخر. وتُصْدرُ هذه العملية طاقة يتضمن أكثرها جسيمات وأشعة تُسمَّى الإشعاع النووي. ويتفكك اليورانيوم والثوريوم وبضعة عناصر طبيعية أخرى تلقائيًا وبذلك يضاف ما تصدره إلى الإشعاع الطبيعي أو المخزون الموجود دائمًا على الأرض. أما الانحلال الإشعاعي الصّناعي فتحدثه المفاعلات النووية، ويؤلف الإشعاع النووي في هذا الانحلال نحو 10% من الطاقة التي ينتجها المفاعل النووي. ويتألف الإشعاع النووي بصورة عامة من جسيمات ألفا وبيتا، ومن أشعة جاما. وليس جسيم ألفا المكوَّن من بروتُونَيْن ونيُوتْرونين إلا نواة الهيليوم. أما جسيم بيتا فيتألف من شحنة كهربائية سالبة. وهو بذلك مماثل للإلكترون، وينتج من تحلل نيوترون في نواة مشعة. وينتج هذا التحلل أيضًا بروتونًا يبقى في النواة، وينطلق الجسيم بيتا في شكل طاقة. وتعرف جُسيمات ألفا وبيتا أحيانًا بأشعة ألفا وبيتا. أما أشعة جاما فهي موجات كهرومغنطيسية شبيهة بالأشعة السينية. انظر: الموجات الكهرومغنطيسية.
يقيس العلماء التفكك الإشعاعي بوحدات زمنية تُسمَّى نصف العمر. وهذه الوحدة تساوي الزمن اللازم كي يتفكك نصف ذرات عنصر مشع معين أو نظير معين إلى عنصر أو نظير آخر. وتتراوح فترة نصف العمر للمواد المشعة بين جزء من الثانية وملايين السنين. انظر: النشاط الإشعاعي.
الانشطار النووي. هو انفلاق نَوَى ثقيلة لإطلاق طاقاتها، وكل المفاعلات النووية تولِّد الطاقة بهذه الطريقة. ويتطلب المفاعل ـ كي يحدث الانشطار ـ جسيمًا قاذفًا كالنيوترون مثلاً ومادة هدف مثل اليورانيوم 235. ويحدث الانشطار النووي حين يَشْطُر الجسيم القاذف نواة مادة الهدف إلى قسمين متساويين تقريبًا تسمى شظايا الانشطار. وتتألف كل شظية من نواة تحتوي تقريبًا على نصف عدد النيوترونات والبروتونات في النّواة الأصلية المشطورة. ولا يُطلق تفاعل الانشطار إلاجزءًا من طاقة النواة. وتؤلف الحرارة معظم هذه الطاقة وما بقي منها يكون على صورة إشعاع. يقيس العلماء الطاقة بوحدة تُسَّمى إلكترون فولت. ويولِّد احتراق ذَرّة من الكربون في الفحم الحجري أو النفط طاقة مقدارها نحو 3 إلكترون فولت، في حين يولّد انشطار نواة واحدة من اليورانيوم نحو 200 مليون إلكترون فولت.
الجُسيم القاذف يجب أولاً أن تأسره النواة كي يحدث الانشطار. وتستخدم المفاعلات النيوترونات الذرية الوحيدة التي تُؤسَر بسهولة. وتستطيع أيضًا أن تسبب الانشطار، كما يمكن للنيوترونات أن تمر خلال معظم أنواع المادة بما في ذلك اليورانيوم. ويمكن للبروتون أن يسبب الانشطار، لكن، نظرًا لأنه موجب الشحنة مثل النواة، لذلك يتنافران ويدفع أحدهما الآخر بعيدًا عنه، في حين تستطيع النواة أن تأسر النيوترونات بسهولة لأنها متعادلة كهربائيًا.
مادة الهدف تستعمل المفاعلات اليورانيوم بمثابة وقود أو مادة هدف. فنواة اليورانيوم هي أيسر كل النوى الطبيعية انشطارًا، لأن فيها عددًا كبيرًا من البروتونات التي تتنافر ويدفع أحدها الآخر بعيدًا عنه. لذلك تميل النواة كثيرة البروتونات لأن تتطاير فيمكن شطرها بسهولة.
ويصلح اليورانيوم وقوداً للمفاعل النووي، إذ يمكنه أن يولِّد سلسلة مستمرة من تفاعلات الانشطار، وبذلك يُعَدّ مخزونًا دائمًا للطاقة. ولكي تحدث سلسلة التفاعلات يجب أن تطلق كل نواة منشطرة نيوترونات حرة إضافة إلى النيوترونات المنطلقة مع شظيتي الانشطار. ويمكن أن يستمر النيوترون الحر في شطر نواة أخرى من اليورانيوم، فيطلق بذلك عددًا أكبر من النيوترونات الحرة. وتصبح هذه العملية تفاعلاً متسلسلاً مستديمًا ذاتيًا، حيث تتكرر باستمرار. ولا يصلح لإحداث التفاعل النووي المتسلسل إلا النوى التي يكون فيها عدد النيوترونات أكبر كثيرًا من عدد البروتونات. ويُعَدُّ النظير اليورانيوم U-238 وقودًا مثاليًا في التفاعل النووي بسبب وفرته في الطبيعة. ولكن نواته تمْتَصُّ النيوترونات الحُرّة عادة دون أن تنشطر، ويصبح النيوترون الممتص مجرد جزء من النواة. وعلى هذا كان نظير اليورانيوم U-235 النادر، المادةَ الطبيعية الوحيدة التي يمكن أن تستعملها المفاعلات النووية لإحداث تفاعل متسلسل.
ويصعب جدًا فصل U-235 عن U-238 في خام اليورانيوم. لذلك، يحتوي الوقود المستعمل في المفاعلات التجارية عددًا من ذرات U-238 أكثر من ذرات U-235. ولضمان أَسْر النيوترونات بنواة U-235 إلى حد ما، أكثر من أسرها بنواة U-238، يجب أن يَستعمل المفاعل نيوترونات بطيئة بمثابة جسيمات قاذفة. وتقطع النيوترونات المحررة بالانشطار نحو 19,000كم في الثانية عادة أو أكثر من ذلك، وتمر هذه النيوترونات السريعة بنوى U-235 النادر في الوقود بسرعة كبيرة يصعب معها أسرها. أما النيوترون البطيء فيقطع 1,6كم في الثانية، ولذا فإن احتمال أسره من قبل نواة U-235 كبير. وتحتوي المفاعلات على الماء أو مواد أخرى تُسَمّى المهدئات لإبطاء النيوترونات السريعة.
وقد طور العلماء مفاعلات مولدة تُنْتِج النظيرْين الصناعيَّيْن، البلوتونيوم 239 واليورانيوم 233، وتشطرهما. ولا يتضمن هذان النوعان من الوقود اليورانيوم U-238 من أجل أسر النيوترونات الحرة، وتستطيع بذلك المفاعلات المولِّدة استعمال النيوترونات السريعة بمثابة جسيمات قاذفة. ولذلك تُسمى مثل هذه المفاعلات، المفاعلات المولدة السريعة. وتعالج الفقرة الفرعية الطاقة النووية في الوقت الحاضر المفاعلات المولدة بتفصيل أكثر.
الاندماج النووي ويطلق عليه أيضًا الالتحام الذري، يحدث عندما تندمج (تتحد) نواتان خفيفتان لتكوِّنا نواة عنصر أثقل منهما. ويكون وزن ناتج الاندماج أقل من مجموع وَزْن النواتين الأصليتين، وتتحول المادة المفقودة إلى طاقة. ولا تحُدث تفاعلات الاندماج التي تُنتج مقادير كبيرة من الطاقة إلا بوساطة حرارة شديدة جدًا، وتسمى مثل هذه التفاعلات، التفاعلات النووية الحرارية، وهي التي تنتج طاقة الشمس وطاقة القنبلة الهيدروجينية.
ولا يحدث التفاعل النووي الحراري إلا في نوع خاص من المادة يسمى البلازما، وهو غاز مكون من إلكترونات حُرّة ونوىات حرة. ومن المعلوم أن النوى تتنافر مع بعضها البعض، غير أنه إذا سُخِّنت البلازما التي تحتوي على نوى ذرية خفيفة إلى درجة حرارة تبلغ عدة ملايين، فإن النوى تبدأ في حركة سريعة تُمكنِّها من أن تخترق إحداها الحواجز الكهربائية للأخرى ثم تندمجان. انظر: البلازما.
مشاكل ضبط الاندماج. لم يفلح العلماء حتى الآن في استخدام الطاقة الاندماجية لإنتاج الطاقة، حيث يستعملون في تجارب الاندماج عمومًا بلازما مكونة من نظير واحد أو نظيريْن للهيدروجين، أحدهما التريتيوم وهو نظير مُشِعّ، والنظير الآخر هو الديوتريوم أو الهيدروجين الثقيل. ويعد الديوتريوم وقودًا نوويًا حراريًا مثاليًا حيث يمكن الحصول عليه من الماء العادي. ويمكن أن يُنتِج وزنُُ معين منه طاقةً تبلغ أربعة أضعاف الطاقة التي ينتجها الوزن نفسه من اليورانيوم.
ولإنتاج تفاعل نووي حراري، يجب تسخين بلازما من الديوترويوم أو التريتيوم أو من كليهما إلى درجة حرارة تبلغ عدة ملايين. ولكن على العلماء أيضًا أن يطوروا حاوية يمكنها المحافظة على البلازما الفائقة السخونة. وتتمدد هذه البلازما بسرعة كبيرة، أضف إلى ذلك أنه ينبغي جعل درجة حرارة الحاوية منخفضة كي لا تنصهر. ولكن طالما أن البلازما تَمسّ جدران الحاوية فإن برودتها لا تسمح بإحداث الاندماج. لذلك ينبغي الحفاظ على البلازما بعيدة عن هذه الجدران مدة كافية لكي تندمج النويات وتنتج كميات كافية من الطاقة.
نبائط الاندماج. تُصمّم معظم مفاعلات الاندماج التجربيية بحيث تحوي البلازما فائقة السخونة في أوعية مغنطيسية معدة بأشكال مختلفة تشبه الملفات. وتُصنع جدران الأوعية من النحاس أو أي فلز آخر. وتحاط هذه الجدران بمغنطيس كهربائي يمر فيه تيار كهربائي يولَّد مجالاً مغنطيسيًا داخل الجدران يفيد في إبعاد البلازما عن الجدران نحو مراكز الملفات، وتسمى هذه التقنية الحصر المغنطيسي. ولكن كل أجهزة الاندماج التي طُوِّرت حتى الآن تستهلك من الطاقة أكثر مما تنتج. وتناقش الفقرة الفرعية الطاقة النووية في الوقت الحاضر المستقبل التجريبي للمفاعلات بتفصيل أكثر. وللاطلاع على معلومات إضافية عن الاندماج النووي. انظر: السلاح النووي؛ الشمس.

كيف يتم إنتاج الطاقة النووية

تنتج كل محطات القدرة النووية التجارية الكبيرة طاقتها بانشطار اليورانيوم 235 الذي يؤلف أقل من 1% من اليورانيوم الموجود في الطبيعة؛ بينما يؤلف اليورانيوم 238، 99 % من هذا اليورانيوم. ويوجد هذان النوعان معا في خام اليورانيوم مثل الكرنوتيت والبتشبلند. ويَصْعُب إلى حد كبير فصل اليورانيوم 235 عن اليورانيوم 238 في خامات اليورانيوم، ويكلف كثيرًا. لذلك يتكون معظم الوقود المستعمل في المفاعلات من اليورانيوم 238، ولكنه يتضمن ما يكفي من اليورانيوم 235 لإحداث التفاعل المتسلسل. ويتطلب الوقود النووي إجراءات خاصة قبل وبعد استعماله. وتبدأ هذه الإجراءات باستخراج خام اليورانيوم وتنتهي بالتخلص من النفايات. وتعرف هذه الإجراءات كاملة باسم دورة الوقود النووي. وتعالج هذه الفقرة في المقام الأول الطرق التي طورتها صناعة الطاقة النووية في الولايات المتحدة، ولكنها تشبه تلك المستخدمة في بلدان أخرى. تصميم محطة القدرة. تشغل معظم محطات القدرة النووية ما بين 80 و 120 هكتارًا، ويقام أكثرها بالقرب من نهر كبير أو بحيرة لأن المحطات النووية تتطلب كميات هائلة من الماء لأغراض التبريد.
وتتكون أي محطة نووية من بضعة مبان رئيسية. ويوجد في أحدها المفاعل والأجزاء المتصلة به. ويشتمل مبنى رئيسي آخر على عنفات (توربينات) المحطة والمولدات الكهربائية. وتوجد في كل محطة أماكن لخزن الوقود المستعمل وغير المستعمل. ويتم تشغيل كثير من المحطات أوتوماتيًا، ولكل محطة غرفة تحكّم مركزية يمكن أن تكون في مبنى مستقل أو في أحد المباني الرئيسية.
ويكون لمبنى المفاعل، أو بنية الاحتواء، أرضية خرسانية سميكة وجدران سميكة من الفولاذ أو من الخرسانة المكسوة بالفولاذ. ويمنع كل من الخرسانة والفولاذ هروب الإشعاع نتيجة تسرب طارئ من المفاعل النووي.
مفاعلات القدرة. تتألف بوجه عام من ثلاثة أقسام رئيسية وهي 1- وعاء المفاعل أو وعاء الضغط 2- القلب 3- قضبان التحكم. وعاء المفاعل.بناء في شكل صهريج، يتضمن كل أجزاء المفاعل، ويوضع قرب قاعدة مبنى المفاعل. وتصنع جدران الوعاء من الفولاذ بحيث لا يقل سمكها عن 15سم، وتدخل إلى الوعاء وتخرج منه أنابيب من الفولاذ لنقل الماء والبخار.
القلب يحتوي على الوقود النووي، ولذا فهو يمثل الجزء الذي يحدث به الانشطار. ويقع القلب قرب قاع وعاء المفاعل، ويتألف بصورة رئيسية من الوقود النووي الذي يُثَبّت في مكانه بين صفيحتين، علوية وسفلية، تسندان الوقود.
قضبان التحكم. قضبان فلزية طويلة تحتوي على عناصر كالبورون والكادميوم التي تمتص النيوترونات الحرة، وتساعد بذلك على ضمان أمان التفاعل المتسلسل. وتتصل هذه القضبان برافعة آلية خارج وعاء المفاعل تمامًا. وتستطيع الرافعة إدخال القضبان إلى القلب أو سحبها لإبطاء التفاعل المتسلسل أو تسريعه.
وتتوقف عمليات المفاعل على مواد تسمى المهدئات والمبرّدات. والمهدئ مادة كالماء أو الكربون تبطئ النيوترونات التي تمر خلالها. وتتطلب المفاعلات مهدئًا، لأن النيوترونات التي يطلقها الانشطار تكون سريعة، في حين أن النيوترونات البطيئة هي اللازمة لإحداث تفاعل متسلسل في خليط اليورانيوم 238 واليورانيوم 235 الذي يستعمله المفاعل وقودًا. أما المبرِّد فهو مادة كالماء أو ثاني أكسيد الكربون تنقل الحرارة نقلاً جيدًا، ولكنها لا تمتص النيوترونات بسهولة. فهي تنقل الحرارة الناتجة من التفاعل المتسلسل وبذلك تعمل على منع انصهار قلب المفاعل وعلى توليد البخار. وكثير من مفاعلات القدرة هي من نوع مفاعلات الماء الخفيف التي تستعمل ماءً خفيفًا عاديًا بمثابة مهدئ ومبِّرد معًا. يطلق الماء إلى داخل القلب حيث يستخدم مهدئًا للبدء بتفاعل متسلسل، وحالما يبدأ التفاعل يُستخدم الماء مبرّدًا. ويستخدم كثير من البلدان مواد أخرى في التهدئة والتبريد. فبعض مفاعلات القدرة، على سبيل المثال، مفاعلات ماء ثقيل ويُستعمل فيها أكسيد الديوتريوم أو الماء الثقيل مهدئًا ومبردًا على حد سواء.
تحضير الوقود. بعد أن يتم استخراج خام اليورانيوم، يمر الخام بعمليات طويلة من الطحن والتنقية لفصل اليورانيوم عن العناصر الأخرى. ولما كان الماء الخفيف يمتص النيوترونات الحرة أكثر من الأنواع الأخرى من المهدئات، فإن اليورانيوم يجب أن يخصب، ليزيد احتمال ارتطام النيوترونات الحرة بنواة اليورانيوم 235، أي يجب زيادة نسبة هذا اليورانيوم، ليزيد احتمال ارتطام النيوترونات الحرة بنواة اليورانيوم 235. ويرسل اليورانيوم الذي تم فصله من الخام إلى محطة الإخصاب. وتنزع محطات الإخصاب من اليورانيوم مقادير مختلفة من اليورانيوم 238 اللازم للاستعمال. ويحتاج معظم مفاعلات الماء الخفيف وقودًا لا يحتوي على أكثر من 97,5% من اليورانيوم 238، و 2,5 إلى 3 % من اليورانيوم 235. ويُحتاج في الأسلحة النووية، وفي وقود السفن النووية، إلى كميات من اليورانيوم 235 نسبتها أعلى من ذلك كثيرًا. ويشحن اليورانيوم المخصب الذي يراد استعماله وقودًا في المفاعل إلى محطات إعداد الوقود.

وتحوِّل محطة إعداد الوقود اليورانيوم المخصب إلى مسحوق أسود يُسمّى ثاني أكسيد اليورانيوم، ثم تجعله بشكل حبُيَبْات قطرها نحو 8مم، وطولها نحو 13مم. وتدخل الحبيبات بعدئذ في أنابيب مصنوعة من الزركونيوم أو من فولاذ لا يصدأ. ويبلغ قطر كل أنبوبة نحو 13مم، وطولها يتراوح بين 3 و5 أمتار. وتستطيع النيوترونات الحرة أن تخترق جدران الأنابيب، في حين يعجز معظم الجسيمات النووية الأخرى عن ذلك. ويُلحم طرفا الأنبوب بعد ملئه بحبيبات ثاني أكسيد اليورانيوم، ثم تثبت قضبان الوقود ببعضها بعضًا مكونة رزمة يتراوح عددها بين 30 و 300 رزمة. وتزن كل رزمة من 140 إلى 680كجم، وتكوّن مجمعة وقود أو عنصر وقود المفاعل. وتتطلب المفاعلات التجارية من 45 إلى 136 طنًا متريًا من ثاني أكسيد اليورانيوم، وتتوقف الكمية على حجم المفاعل. وعلى هذا يكون في قلب المفاعل مقدار كبير جدًا من مجمعات الوقود التي تُثَبَّت عمودية في القلب بين صفيحتين وتستند إليهما.
التفاعلات المتسلسلة. يحتاج المفاعل إلى كمية من الوقود مناسبة تمامًا للحفاظ على التفاعل المتسلسل، وتسمى هذه الكمية الكتلة الحرجة. وهي تختلف باختلاف حجم المفاعل وتصميمه. ويتوقف التفاعل المتسلسل إذا نقصت كمية الوقود في المفاعل عن الكتلة الحرجة. أما إذا تجاوز تزويد المفاعل بالوقود هذه الكتلة الحرجة فإن درجة حرارته ترتفع ارتفاعًا مفرطًا، ومن ثَمّ يمكن أن ينصهر القلب. ولكن المفاعلات تصمم بحيث يجعلها تحتفظ بكمية من الوقود أكثر من الكتلة الحرجة. وتستطيع قضبان الأمان أن تبطئ التفاعل المتسلسل إذا ازدادت سرعته ازديادًا كبيرًا. وتتم تهيئة المفاعل للعمل بتزويد قلبه بمجمعات الوقود وإدخال قضبان التحكم إدخالاً كاملاً. وفي مفاعل الماء الخفيف يملأ الماء المستخدم مهدئًا لتخفيض سرعة النيوترونات، الفجوات بين مجمعات الوقود. وبعدئذ تُسحب قضبان التحكم ببطء ويبدأ التفاعل المتسلسل. وكلما أبُعدت القضبان بسحبها ازدادت شدة التفاعل إذ لا يُمتص حينئذ إلا القليل من النيوترونات، ويصبح الكثير منها حَّرًا لإحداث الانشطار. وينقل الماء، الذي في قلب المفاعل، الحرارة الهائلة التي يولِّدها التفاعل المتسلسل. ويمكن إيقاف هذا التفاعل بإنزال القضبان مرة أخرى إلى قلب المفاعل لامتصاص معظم النيوترونات الحرة.
توليد البخار. هناك نوعان من المفاعلات التي تستخدم الماء الخفيف: أحدهما، وهو مفاعل الماء المضغوط، يولد البخارخارج وعاء المفاعل. أما النوع الثاني، فهو مفاعل الماء المغلي، ويولّد البخار داخل وعاء المفاعل. وتستخدم معظم المحطات النووية مفاعلات الماء المضغوط التي تسخن الماء المهدِّئ في قلب المفاعل تحت ضغط عال جدًا مما يتيح للماء أن يصل إلى درجة حرارة أعلى من درجة غليانه العادية التي تساوي 100°م دون أن يغلي فعلاً. ويسخِّن التفاعل الماء إلى درجة حرارة تبلغ نحو 320°م، وتنقل الأنابيب هذا الماء الحار جدًا والذي لا يغلي، إلى مولدات البخار خارج المفاعل.
وتستخدم حرارة الماء المضغوط في غليان الماء الموجود في مولد البخار فيتولد بذلك البخار. وفي مفاعلات الماء المغلي يولد التفاعل المتسلسل حرارة لغلي الماء المهدئ في قلب المفاعل، وتنقل الأنابيب البخار المتكون من المفاعل إلى عنفات (توربينات) المحطة.
ويتم تبريد معظم المفاعلات في المملكة المتحدة بالغاز، إذ يتدفق ثاني أكسيد الكربون على الوقود في قلب المفاعل وينقل الحرارة إلى مولدات البخار. وتُسمى هذه المفاعلات مَاغْنوكْس، لأن وقود اليورانيوم يوضع في علب مصنوعة من سبيكة المغنسيوم.
وعند إنتاج الكهرباء تعمل توربينات المحطة النووية ومولداتها الكهربائية، مثل تلك التي في محطات الوقود الأحفوري. فالبخار الذي يولّده المفاعل يدير ريش توربينات المحطة التي تسيِّر المولِّدات. ولكثير من المحطات مجموعة مؤتلفة من التوربينات والمولِّدات تُسمّى المولدات التوربينية.
ويُنْقل البخار بعد مروره خلال توربينات المحطة بأنابيب إلى مُكَثِّف يُحوّل البخار إلى ماء ثانية. ويستطيع المفاعل بذلك تكرار استعمال الماء نفسه، غير أن المكثِّف يتطلب تزويده بمقدار ثابت من ماء جديد لتبريد البخار. ويحصل معظم المحطات على هذا الماء من نهر أو بحيرة. ويصبح هذا الماء ساخنًا كلما مر عبر المكثف، ويُضخّ مرة أخرى إلى النهر أو البحيرة. ويمكن أن تسبب هذه البقايا من الماء الساخن نوعًا من تلوث الماء يُسمى التلوث الحراري، الذي يمكن أن يعرّض حياة النبات والحيوان للخطر في بعض الأنهار والبحيرات التي يحدث فيها مثل هذا التلوث.
وتوجد في معظم المحطات النووية الحديثة أبراج تبريد لحل مشكلة التلوث الحراري، حيث يُنقل الماء الساخن من مكثفات البخار إلى هذه الأبراج بطريقة تجعل حرارة الماء تنتقل إلى الجو بصورة بخار أو بخار ماء.
المخاطر وطرق الحماية. لا ينفجر مفاعل القدرة العادي مثل القنبلة الذرية، إذ أن انفجارًا كهذا يستدعي كتلة فائقة الحرجية من البلوتونيوم 239 أو من اليورانيوم 235 المخَصَّب. وتحتوي الكتلة فوق الحرجة مقدارًا من البلوتونيوم واليورانيوم أكثر مما يلزم لتعزيز التفاعل المتسلسل.
وتنجم المخاطر الرئيسية لإنتاج الطاقة النووية عن الكميات الكبيرة للمواد المشعة التي يولِّدها المفاعل، والتي تطلق إشعاعات ألفا وبيتا وجاما. ويحاط وعاء المفاعل بكتل سميكة من الخرسانة تسمى الدِّرع تمنع كل الإشعاعات تقريبا من التسرب.
وتحدد الأنظمة في الدول التي تنتج الطاقة النووية كمية ما يُسمح به من الإشعاع الذي تطلقه المحطات النووية. فلكل محطة معدات تقيس باستمرار النشاط الإشعاعي داخل المحطة وحولها. وهي تطلق إنذارًا بصورة تلقائية حين يرتفع النشاط الإشعاعي فوق مستوى قُدِّر سلفًا، وقد يُغلق المفاعل إذا دعت الضرورة ذلك.
وتقلل إجراءات السلامة الدورية في المحطة احتمال وقوع الحوادث البالغة الخطورة. غير أن لكل محطة أنظمة أمان للطوارئ تتدرج من ظهور تشقق في أنبوب ماء المفاعل إلى تسرب الإشعاع من وعائه. وحين يحدث طارئ كهذا ينشط نظام أوتوماتي لإيقاف المفاعل في الحال. ويسمى هذا الإجراء الإيقاف المفاجئ، ويتم عادة بالإسراع في إدخال قضبان التحكم إلى قلب المفاعل.
ويمكن أن يؤدي تشقق في أنبوب المفاعل أوتسرب منه إلى نتائج خطيرة إذا كان من نتيجته فقدان المبرد. فبعد إيقاف المفاعل، يمكن أن تصبح المواد المشعة الباقية في قلب المفاعل ساخنة جدًا إذا لم يكن تبريدها كافيًا، فينصهر قلب المفاعل. ويمكن أن ينتج عن هذه الحالة المسماة الانصهار التام انطلاق مقادير خطيرة من الإشعاع. ويمكن أن تحول دون تسربه إلى الجو، في معظم الحالات، بنية الاحتواء الضخمة التي تحيط بالمفاعل. ومع ذلك فهناك احتمال ضعيف أن تصبح حرارة القلب المنصهر كافية لأن تحرق أرضية بنية الاحتواء، وأن تنتشر في أعماق الأرض. ويسمِّي المهندسون النوويون مثل هذه الحالة متلازمة الصين. وتُزوَّد كل المفاعلات لمنع ذلك بنظام تبريد القلب في الطوارئ التي تغمر القلب تلقائيًا بالماء عند فقدان المبرِّد.
النفايات والتخلص منها. يولِّد انشطار اليورانيوم 235 نيوترونات حرة أكثر مما هو ضروري لاستمرار التفاعل المتسلسل. ويتحد بعضها مع نوى اليورانيوم 238 التي يفوق عددها في وقود المفاعل عدد نوى اليورانيوم 235 كثيرًا. وحين تأسر نواة اليورانيوم 238 نيوترونًا تتحول إلى يورانيوم 239 التي تتفكك إلى نبتونيوم 239 (Np-239)، والتي تتفكك إلى بلوتونيوم 239. وهذه العملية نفسها تكون بلوتونيوم 239 في المفاعل المولِّد. ويمكن للنيوترونات البطيئة أن تشطر البلوتونيوم 239 مثلما تشطر اليورانيوم 235 أيضًا. وهكذا ينشطر البلوتونيوم 239 المتكون أثناء انشطار اليورانيوم 235 ويبقى البلوتونيوم 239 في مجمعات الوقود.
ويُحْدث انشطار اليورانيوم 235 أيضًا كثيرًا من النظائر المشعة الأخرى مثل السترونتيوم 90، والسيزيوم 137 والباريوم 140. وتظل هذه النفايات مشعة وخطرة حتى نحو 600 سنة بسبب النظيرْين السترونتيوم والسيزيوم.ويتفكك مقدار كاف من هذين النظيرين بعد هذا الوقت إلى نظائر مستقرة ولايثيران بعدئذ أي مشكلة. غير أن نفايات البلوتونيوم وبعض العناصر الأخرى المتولدة اصطناعيًا تظل مشعة لآلاف السنين. ويمكن أن يسبب البلوتونيوم مهما صغر حجمه سرطانات أو أمراضًا وراثيةً للإنسان. أما إذا كان مقداره أكبر فقد يسبب داء الإشعاع كما يسبب الموت. انظر: داء الإشعاع. ويمثل التخلص من هذه النفايات على نحو آمن إحدى مشكلات إنتاج الطاقة النووية.
وتحتاج معظم المحطات النووية إلى تبديل مجمعات الوقود مرة كل سنة. ولما كانت النفايات المشعة تصدر حرارة، فقد وجب تبريد ما استعمل من مجمعات الوقود بعد نقلها. ويتم تبريد هذا الوقود المستعمل بتخزينه تحت الماء في أحواض تخزين مصممة تصميمًا خاصًا.
وتعمل بعض الحكومات على وضع خطط رشيدة للتخلص من النفايات النووية بصورة دائمة وآمنة. وتقضي إحدى الخطط باستعمال محطات إعادة المعالجة التجارية على نطاق واسع للتقليل من مشكلة التخلص من النفايات. فعلى المحطات النووية ـ وفق هذه الخطة ـ أن تشحن ما استُعمل من مجمعات الوقود إلى محطات إعادة المعالجة لفصل البلوتونيوم 239، وما لم يُسْتعمل من اليورانيوم 235. ويمكن بعدئذ تكرار استعمال هذين النظيرين وقودًا في المفاعلات النووية. ولكن هذه الطريقة تترك نظائر مشعة في المحاليل الكيميائية المستعملة في محطة إعادة المعالجة، ولذا يجب تحويلها إلى شكل صلب كي يتم تخزينها بأمان، لمنع أي تسرب طارئ من السوائل.
وقد أوضح الخبراء أنه من الممكن عزل النفايات النووية المعمّرة عن البيئة، لآلاف السنين. ومازالت عدة طرق للتخزين الدائم في مواقع تحت الأرض قيد الدراسة. وقد استمر كثير من المحطات النووية، نتيجة لذلك، في تخزين ما تستعمله من مجمعات الوقود في بحيرات مائية أقامتها تحت الأرض في موقع المحطة.

صناعة الطاقة النووية

تقوم الحكومة في كل بلد يمتلك صناعة طاقة نووية بدور كبير في هذه الصناعة، لكن طبيعة دور الحكومة ومداه يختلفان كثيرًا باختلاف البلدان. ففي معظم البلاد الصناعية وعدة بلدان نامية، توفر المفاعلات النووية قسمًا من الإنتاج الكلي للطاقة الكهربائية. وفي بلدان قليلة مثل فرنسا وبلجيكا والسويد تنتج القدرة النووية معظم الطاقة الكهربائية. وأحد الأسباب الرئيسية لتحوُل هذه البلدان إلى القدرة النووية هو تجنب الاعتماد على النفط المستورد. وليس في بعض البلدان مثل أستراليا ونيوزيلندا، محطات قدرة نووية. ويأتي نحو خُمس الطاقة الكهربائية في بريطانيا من 14محطة طاقة نووية. ويراقب مجلس إنتاج الكهرباء المركزي 12 محطة منها، بينما يراقب المحطتين الأخريَيْن مجلس كهرباء جنوبي أسكتلندا.
ويزود بريطانيا أيضًا مفاعلان نموذجيان بمقدار صغير من الكهرباء للاستعمال العام، تديرهما هيئة الطاقة الذرية في بريطانيا، ومفاعلان آخران تديرهما شركة الوقود النووي البريطانية المحدودة. ويمتلك معظم محطات القدرة النووية في الولايات المتحدة شركات خاصة للمرافق ذات المنفعة العامة. وتنتج نحو 280 محطة في 25 بلدًا ما يقارب 2% من إجمالي الطاقة في العالم، ولكن نمو الطاقة النووية تباطأ بسبب ارتفاع كلفة إنتاجها.

الصناعة والاقتصاد. الميزة الاقتصادية الرئيسية لمحطات القدرة النووية هي أن كلفة تشغيلها أقل من كلفة محطات الوقود الأحفوري. ولكن كلفة تشييد المحطة النووية أكبر كثيرًا من كلفة إنشاء محطة الوقود الأحفوري.
وما توفره محطة نووية من رخص الوقود في ظروف اقتصادية طبيعية، يعوّض ما تنفقه من مال كثير على تشييدها. ويضاف هذا الإنفاق إلى كلفة إنتاج الكهرباء في البداية، ولكن المحطة تستطيع بعد بضع سنين أن تستعيد كلفة تشييدها، ويمكنها أن تنتج الكهرباء بعدئذ بسعر أرخص من سعر محطة الوقود الأحفوري. غير أن ثمة مشكلتين رئيسيتين هما أن ارتفاع كلفة المحطة وإخفاق المعدات والأجهزة قَللتا من الميزة الاقتصادية لمحطات القدرة النووية في آخر المطاف. فكثير من المحطات النووية كان عليها أن تتوقف عن عملها عدة شهور في كل مرة بسبب تعطل أجهزتها، وتضاف مثل الخسارة الناجمة عن توقُّف العمل إلى كلفة إنتاج الكهرباء.
الصناعة والبيئة. تطلق المحطة النووية مقادير قليلة من الغازات المشعة في الجو. ويكتسب ماء التبريد المستعمل في ماء المحطة المضغوط مقدارًا صغيرًا من التريتيوم (الهيدروجين المشِعّ) أثناء مروره في مكثف البخار، ويبقى هذا التريتيوم في الماء عندما يُعاد إلى النهر أو البحيرة. ولكن لا يعتقد أن مقادير صغيرة كهذه من الإشعاعات المنطلقة إلى المحيط يمكن أن تكون مؤذية. ويظل التلوث الحراري مشكلة في بعض المحطات النووية، غير أن أبراج التبريد تساعد في معالجة هذه المشكلة وتصححها. ولا تُلقي المحطات النووية ملوثات صلبة أو كيميائية في الجو كما تفعل محطات الوقود الأحفوري. ولكن حين يقع حادث خطير يمكن أن تُطلق إلى الجو إشعاعات نشطة تعرض الناس في المناطق المجاورة للخطر. وقد حدث مثل ذلك في الاتحاد السوفييتي (سابقًا) عام 1986م. ويعتقد منتقدو الطاقة النووية أن احتمال حدوث حادث خطير يزداد بازدياد عدد المحطات النووية. وقد سبق أن نوقشت الطرق الرئيسية للحماية من الحوادث في فقرة المخاطر وطرق الحماية من هذه المقالة. ويخشى معارضو استخدام الطاقة النووية أيضًَا خطرًا آخر يصيب البيئة. فكلما ازداد إنتاج الطاقة ازداد أيضًا إنتاج مقاديركبيرة من النفايات المشعة التي تظل مشعة نحو 600سنة، لأنها تحتوي على النظيريْن: السترونتيوم 90 والسيزيوم 137. وتحتوي النفايات أيضًا على البلوتونيوم وبعض العناصر الثقيلة الأخرى المتولدة اصطناعيًا، وهي لذلك تظل مشعة إشعاعًا قويًا لآلاف السنين. وقد سبق مناقشة مشكلة تخزين النفايات المشعة في الفقرة الفرعية النفايات والتخلص منها في هذه المقالة.

تطور الطاقة النووية

اكتشف العلماء عام 1972م، أن تفاعلاً متسلسلاً طبيعيًا حدث منذ بليوني سنة تقريبًا في بعض رواسب اليورانيوم في غربي وسط إفريقيا. ولكن التفكك الإشعاعي لم يتقدم كثيرًا منذ بليوني سنة مثلما تقدم في يومنا هذا. كان اليورانيوم الخام حينئذ يحوي من اليورانيوم 235 ما يكفي للبدء في تفاعل متسلسل، وأدت المياه الجوفية المتجمعة مهمة المهدئ كي يبدأ التفاعل. ونظرًا لأن الحرارة الناتجة عن التفاعل حولت الماء إلى بخار، فإن الماء نقص بالتدريج ولم يعد هناك ماء يكفي للقيام بمهمة المهدئ، فخمد التفاعل. وفيما عدا مثل هذه الحوادث الطبيعية النادرة، فإن الطاقة النووية لم تطلق بكميات كبيرة إلا بعد عام 1942م حين أنجز العلماء أول تفاعل متسلسل متولد اصطناعيًا. وقد مكنت اكتشافات العلماء التي تمت في المائة سنة الأخيرة من انتشار محطات القدرة النووية انتشارًا واسعًا.

التواريخ المهمة فى تطور الطاقة النووية

1896 اكتشف الفيزيائي الفرنسي أنطوان هنري بكويريل النشاط الإشعاعي الطبيعي.
1905 نشر الفيزيائي الشهير، الألماني المولد ألبرت أينشتاين نظريته التي نصت على أن المادة شكل من أشكال الطاقة، وأن بينهما علاقة.
1911 أعلن الفيزيائي البريطاني إرنست رذرفورد اكتشاف نواة الذرة.
1932 اكتشف الفيزيائي البريطاني جيمس شادويك النيوترون.
1938 حصل العالمان الألمانيان في الكيمياء الإشعاعية، أوتو هان وفريتز ستراسمان، على عنصري الباريوم والكريبتون بقذف اليورانيوم بالنيوترونات.
1939 بين الفيزيائىان النمساويان ليز ميْتنر و أوتو فريش أن هان وشتراسمان كانا أول من أجرى تفاعل انشطار مولدًا اصطناعيًا.
1942 حققت مجموعة من العلماء يرأسهم الفيزيائي الإيطالي المولد إنريكو فيرمي أول تفاعل متسلسل مولد اصطناعيًا في العالم في جامعة شيكاغو. ومكَّن هذا الإنجاز من تطوير القنبلة الذرية وصنعها.
1945 فَجّرت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية بالقرب من ألاموجوردو في ولاية نيومكسيكو.
1952 أقامت هيئة الطاقة الذرية في الولايات المتحدة أول مفاعل مولَّد ينتج البلوتونيوم وينتج في الوقت نفسه الطاقة من اليورانيوم.
1952 فجرت الولايات المتحدة أول قنبلة هيدروجينية في إنيوتوك، وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهادئ، وأنجزت بذلك أول تفاعل متسلسل على نطاق واسع في العالم.
1956 بدأت أول محطة قدرة نووية كاملة العمل في كالْدر هول بإنجلترا.
1957 أنشأت الأمم المتحدة وكالة الطاقة الذرية العالمية لتعزيز الاستعمالات السلمية للطاقة النووية. وافتتحت أول محطة قدرة نووية كاملة فى الولايات المتحدة في شيبينج بورت في ولاية بنسلفانيا
1957 كونت كل من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبرج، وهولندا وألمانيا الغربية جماعة الطاقة الذرية الأوروبية.
1973 انضمت بريطانيا وأيرلندا والدنمارك إلى جماعة الطاقة الذرية الأوروبية.
التطورات الأولى. في عام 1896م وجد الفيزيائي الفرنسي أنطوان هنري بكويريل أن اليورانيوم يطلق طاقة في شكل أشعة غير مرئية، وأصبح بذلك مكتشف النشاط الإشعاعي الطبيعي. وسرعان ما بدأ علماء آخرون بإجراء تجارب كي يعرفوا المزيد عن هذا الشكل الغامض من الطاقة.
بداية الفيزياء النووية. وجد الفيزيائي البريطاني الشهير إرنست رذرفورد، بين عامي 1899م و 1903م، أن بعض الأشعة ذات النشاط الإشعاعي تتألف من جسيمات عالية الطاقة، واكتشف نوعين من الجُسيمات المشعة أسماهما جُسيْمات ألفا وبيتا. وأرشدته تجاربه على هذه الجُسيمات بعدئذ إلى اكتشاف نواة الذرة. ويُعدُّ هذا الإنجاز الذي أعلنه رذرفورد في عام1911م، بداية علم جديد هو علم الفيزياء النووية.
وبدأ العلماء نحو عام 1914م محاولة فلق نويات خفيفة بجسيمات ألفا الصادرة من مواد مشعة طبيعيًا. ذلك لأن النوىات الخفيفة لا تتنافر مع الجسيمات الموجبة الشحنة مثل جسيمات ألفا بنفس القوة التي تتنافر بها النويات الثقيلة. واستطاع رذرفورد عام 1919م أن يحوِّل النيتروجين إلى أكسجين باتباع هذه الطريقة، وأنجز بذلك أول تحول مولّد اصطناعيًا لعنصر إلى عنصر آخر. ولما كان الأكسجين يزن أكثر من النيتروجين فإن التفاعل يستهلك طاقة في شكل جسيمات ألفا، أكثر مما ينتج. ومع أن رذرفورد لم يفلح في إحداث انشطار، إلا أنه أوضح أنه يمكن تغيير بنية النواة.
أول تفاعل انشطاري مولد اصطناعيًا. يحتاج حدوث الانشطار إلى جسيم لا تتنافر معه نواة ثقيلة وتدفعه عنها. وقد اكتشف الفيزيائي البريطاني جيمس تشادويك عام 1932م جسيمًا كهذا الجسيم ـ أي النيوترون. وفي عام 1938م أفاد عالمان ألمانيان في الكيمياء الإشعاعية، وهما أوتو هان وفرتز ستراسمان، أنهما أنتجا الباريوم بقذف اليورانيوم بالنيوترونات.
ولم يستطع العلماء في البدء تفسير كيف أنتج اليورانيوم الباريوم الذي هو أخف كثيرًا من اليورانيوم، فقد تمت كل التحولات السابقة بإنتاج عنصر يكون وزنه قريبًا من وزن العنصر الأصلي. وفي عام 1939م بينت الفيزيائية النمساوية لِيز ميتْنر وابن أخيها أوتو فريتش أنَّ هان وستراسمان قاما فعلاً بأول تفاعل انشطار مولد اصطناعيًا انفلقت فيه نواة اليورانيوم إلى شظيتين متساويتين تقريبًا، تتألف إحداهما من نواة الباريوم، والثانية من نواة الكريبتون، وهو عنصر أخف من الباريوم، ورافق الانشطار أيضًا إصدار نيوترونين. ويقل إجمالي وزن الشظيتين والنيوترونين عن إجمالي وزن نواة اليورانيوم والنيوترون، مما يدل على أن التفاعل قد أنتج من الطاقة أكثر مما استهلك.
وسرعان ما تحقق العلماء أنه إذا كان اليورانيوم يحدث تفاعلاً متسلسلاً، فإنه يجب أن يطلق طاقة هائلة. واستخدم العلماء لمعرفة مقدار الطاقة، نظرية وضعها الفيزيائي الشهير الألماني المولد، ألبرت أينشتاين عام 1905م. وتنص النظرية على أن المادة شكل من الطاقة، وأنها ترتبط مع الطاقة بالمعادلة: ط = ك ث². وتنص هذه المعادلة على أن الطاقة (ط) في مادة تساوي كتلة هذه المادة (ك) مضروبة في مربع سرعة الضوء (ث²). وتبلغ سرعة الضوء في الفراغ 299,792كم في الثانية (نحو 300 ألف كم/ث). واستطاع العلماء باستخدام هذه المعادلة أن يحددوا نسبة الطاقة التي تنجم عن انشطار 0,45كجم من اليورانيوم بما يعادل 7,300 طن متري من ثلاثي نيترو التلوين (ت.ن.ت). لذا يمكن استخدام اليورانيوم في صنع قنبلة شديدة الانفجار. انظر: ط= ك ث2.
بداية العصر النووي. بدأ العصر النووي من خلال مرحلتين هما 1- تطور الأسلحة النووية. 2- الاستعمالات السلمية الأولى. وفيما يلي تفصيل كل مرحلة على حدة.
تطور الأسلحة النووية. اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوروبا في سبتمبر عام 1939م. وكان أينشتاين قد كتب قبل شهر من ذلك إلى رئيس الولايات المتحدة فرانكلين روزفلت يستحثه على أن تشرع الولايات المتحدة في تطوير قنبلة ذرية. وهاجر أينشتاين إلى الولايات المتحدة من ألمانيا، وحذر روزفلت من أن العلماء الألمان ربما سبق لهم العمل لإنتاج قنبلة نووية. واستجاب روزفلت لما حثه عليه أينشتاين، وتسلم العلماء، في أوائل عام 1940م، أول اعتماد مالي لإجراء بحوث عن اليورانيوم في الولايات المتحدة. وكانوا ينشدون اكتشاف طريقة لتحضير ما يكفي من البلوتونيوم أو من اليورانيوم المخَصّب لصنع قنبلة. وحين دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية عام 1941م أمرت الحكومة باستخدام جميع الطاقات المتوفرة لصنع قنبلة ذرية صنعًا كاملاً، وأقامت مشروع مانهاتن البالغ السرية لإنجاز هذا الهدف. انظر: مانهاتن، مشروع.
وكُلّفت مجموعة من العلماء من جامعة شيكاغو بإنتاج البلوتونيوم من أجل مشروع مانهاتن. وقد ضمت المجموعة علماء ذائعي الصيت مثل إنريكو فيرمي وليو زيلارد وإيوجين ويجنر، وكلهم من مواليد أوروبا المقيمين في الولايات المتحدة. وترأس فيرمي المجموعة، وأنشأ العاملون بتوجيهات العلماء، مفاعلاً ذريًا تحت قواعد ساحة الألعاب الرياضية في الجامعة. وكان المفاعل يتألف من 45 طنًا متريا من اليورانيوم الطبيعي المطمور في450 طنًا متريا من الجرافيت الذي كان يُستخدم مهدئًا. وقد صُمِّم المفاعل كي يبدأ تفاعلاً متسلسلاً في اليورانيوم الذي ينتج بعدئذ البلوتونيوم بالتفكك الإشعاعي، وكانت قضبان الكادميوم تتحكم في التفاعل. واستطاع هذا المفاعل البدائي في 2 ديسمبر 1942م، أن يحدث أول تفاعل متسلسل مولد صناعيًا.
وأدى نجاح مشروع جامعة شيكاغو إلى أن تقيم حكومة الولايات المتحدة محطة لإنتاج البلوتونيوم في هانْفورد في ولاية واشنطن. وقد أقامت الحكومة أيضًا محطة في أوُك ريدْج في ولاية تنيسي لتخصيب اليورانيوم. وقد استُعمل البلوتونيوم واليورانيوم المخصَّب من هاتين المحطتين في القنبلتين الذريتين اللتين أُلقيتا على اليابان في أغسطس 1945م.
وبدأ العلماء بعد الحرب العالمية الثانية يعملون لتطوير قنبلة هيدروجينية. وفجرت الولايات المتحدة أول قنبلة هيدروجينية عام 1952م، وأنجزت بذلك أول تفاعل نووي حراري واسع النطاق في العالم. أما الاتحاد السوفييتي، فقد اختبر أول قنبلة ذرية له عام 1949م، وأول قنبلة هيدروجينية واسعة النطاق عام 1953م. كما فجرت كل من الصين وفرنسا وبريطانيا والهند أسلحة نووية. انظر: السلاح النووي.
الاستعمالات السلمية الأولى. في حين استمر البحث في تصنيع الأسلحة النووية بدأت دول مختلفة في إجراء تجارب على المفاعلات النووية. فقد أقام كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي محطات لتخصيب اليورانيوم، وبدأت كلتا الدولتين بتطوير مفاعلات الماء الخفيف الذي يتطلب وقودًا من اليورانيوم المخصَّب. أما كندا وفرنسا وبريطانيا، فقد بدأت العمل بمفاعلات يُهدِّئها الجرافيت أو الماء الثقيل. وتكلف إقامة هذه المفاعلات أكثر من مفاعلات الماء الخفيف إلا أنها تستعمل اليورانيوم العادي غير المخصَّب.
وأنشأ الكونجرس في الولايات المتحدة هيئة الطاقة الذرية عام 1946م، كي تدير كل جوانب تطور الطاقة النووية وتنظمها وتراقبها في الولايات المتحدة. وسمح الكونجرس عام 1954م للقطاع الخاص الصناعي بأن يتولى معظم جوانب تطور الطاقة النووية التجارية، ولكن هيئة الطاقة الذرية الأمريكية ظلت مسؤولة عن تنظيم صناعة الطاقة النووية، وحافظت كذلك على المراقبة في مجالات مثل إخصاب اليورانيوم والتخلص من النفايات.
وأصبحت الولايات المتحدة عام 1954م، أول من استعمل طاقة نووية متحكمًا فيها على نطاق واسع. ففي تلك السنة دشّنت البحرية الأمريكية أول غواصة تعمل بالقدرة النووية وهي الغواصة نوتيلوس. أما أول محطة قدرة نووية واسعة النطاق فكانت في كالْدَر هُول شمال غربي بريطانيا والتي بدأ تشغيلها عام 1956م. وافتُتحت أول محطة نووية واسعة النطاق في الولايات المتحدة عام 1957م في شيبينج بورت، بولاية بنسلفانيا. وقد ظلت هذه المحطة تُزوِّد منطقة بتْسبِرْغ بالكهرباء حتى أُغلقت عام 1982م. كذلك افتتحت كندا أول محطة واسعة النطاق عام 1962م في رُلْفتون في أُنتارْيو.
وقد أقنعت هذه البداية الناجحة لصناعة الطاقة النووية قادة العالم بالحاجة إلى تعاون دولي في هذا المجال. فأسست منظمة الأمم المتحدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز الاستعمالات السلمية للطاقة النووية. انظر: وكالة الطاقة الذرية الدولية؛ الأمم المتحدة. وفي عام 1957م كوّنت بعض الدول الأوروبية، وهي بلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا وألمانيا الغربية، جماعة الطاقة الذرية الأوروبية. وتشجِّع هذه المنظمة تطوير الطاقة النووية في هذه البلدان. وقد انضمت الدنمارك وبريطانيا وأيرلندا إلى الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية عام 1973م.
الطاقة النووية في الوقت الحاضر. تشمل انتشار الكفاءة النووية، والبحث عن أنواع جديدة من المفاعلات، وأجهزة الاندماج التجريبية، وهموم الأمان.
انتشار الكفاءة النووية.شيد عدد من الدول أثناء الستينيات وأوئل السبعينيات مفاعلات استُعلمت لبدء تطوير القدرة النووية. وحدث أيضًا أثناء هذه الفترة تقدُّمُ في تحديد تجارب الأسلحة النووية، والحد من انتشارها. ففي عام 1970م، على سبيل المثال، أصبحت معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية سارية المفعول. وتحظر المعاهدة على الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي (سابقًا) والقوى النووية الأخرى التي وقعت على وثيقة المعاهدة وصادقت عليها، أن تبيع أسلحة نووية للدول التي لم تكن تمتلك منها شيئًا. وتحظر هذه المعاهدة أيضًا على الدول التي ليس لديها أسلحة نووية أن تسعى للحصول عليها.
غير أن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية لا تحظر على الدول بيع المفاعلات النووية أو شراءها. ولكن المفاعل لا يستعمل لأغراض سلمية فحسب، بل يمكن استعماله لإنتاج البلوتونيوم اللازم للحصول على الأسلحة النووية. فالهند استعملت مفاعل بحوث لهذا الغرض، واستطاعت أن تفجر عام 1974م أول قنبلة ذرية لها. وكانت كندا قد زوّدت الهند بالمفاعل لاستعماله لأغراض سلمية فحسب. وإذا كانت كندا قد وقعّت على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، فإن الهند لم تكن قد وقّعت عليها. ويتساءل منتقدو ما فعلته الهند عن الحكمة في تزويد دول بمفاعلات لم تكن تمتلك شيئًا منها في السابق.
وكانت الولايات المتحدة أثناء ذلك قد زادت قدرة طاقتها النووية زيادة كبيرة، ولكن معارضة تطوير الطاقة النووية ازدادت أيضا في الولايات المتحدة وبلاد أخرى أثناء أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات من القرن العشرين. وبدأ النقاد يتساءلون عن كل جانب من جوانب إنتاج الطاقة النووية، مثل كلفة إخصاب اليورانيوم ومشكلات التخلص من النفايات.
ويتهم كثير من نقاد البرامج النووية الحكومات بالتغاضي عن مختلف أخطار السلامة في المحطات النووية لتعزير تطور الطاقة النووية.
البحث عن أنواع جديدة من المفاعلات نشط خوفًا من نقص اليورانيوم 235 وعجزه عن دعم مفاعلات الانشطار. ولكن ازدياد إنتاج الطاقة النووية أثناء السبعينيات كان أبطأ مما كان متوقعًا، غير أنه لم يحدث ما كان متوقعًا من نقص. ويسعى العلماء في الوقت الحاضر إلى تطوير مفاعلات أكثر سلامة وأعلى مردودًا. ويركز الباحثون جهودهم على تطوير مفاعل اندماج ومفاعل مولِّد تجاري.
نبائط الاندماج التجريبية. تركزت معظم الجهود التجريبية لإنتاج الطاقة من الاندماج النووي على استعمال بلازما فائقة الحرارة من الهيدروجين الثقيل كوقود. ويمكن أن يزودنا الهيدروجين الثقيل بمقادير لا حد لها من الطاقة تقريبًا، لأنه يمكن الحصول عليه من الماء العادي. وحاول بعض العلماء أن ينجزوا الاندماج النووي للهيدروجين الثقيل في درجات حرارة الغرفة. ولا شك أن كلفة استعمال وقود بارد في تفاعلات الاندماج أقل كثيرًا من تسخين بلازما إلى درجات حرارة فائقة. ولكن لا يعتقد معظم الخبراء أن أي نوع من أجهزة الاندماج العملية يمكن أن تُستكمل في القرن العشرين.
وقد صمم أكثر مفاعلات الاندماج نجاحًا أصلاً في الاتحاد السوفييتي (سابقًا) ويسمى توكاماك وتعني في الروسية التيار القوي. ويستعمل التوكاماك كغيره من مفاعلات الاندماج حقلاً مغنطيسيًا يدفع البلازما بعيدًا عن جدران الحاوية. كما يُرسلُ عبر البلازما تيارًا كهربائيًا شديدًا يعمل مع الحقل المغنطيسي لحصر البلازما في الحاوية.
وطوّر العلماء في الولايات المتحدة وفي غيرها من الدول توكاماكات أيضًا، ولكن لم ينتج أيٌ منها حتى الآن مقادير مفيدة من الطاقة، إذ يجب تسخين البلازما حتى درجة حرارة تبلغ مائة مليون درجة مئوية على الأقل كي تحدث تفاعلاً نوويًا حراريًا متحكمًا فيه، ومن الصعب حصر البلازما في درجات حرارة كهذه.
وتُستعمل طريقة تجريبية أخرى لإنجاز الاندماج، باستخدام حزمة من أشعة الليزر لضغط حبيبات دقيقة من الديوتريوم والتريتيوم المجمّديْن وتسخينهما. وتولِّد هذه العملية انفجارات نووية حرارية مصغرة تطلق طاقة قبل أن تصل إلى جدران الحاوية، غير أن كل تجارب هذه الطريقة لم تؤد إلى إنتاج مقادير مفيدة من الطاقة. انظر:الليزر.
المفاعلات المولَّدة التجريبية. يستعمل أهم نوع من المفاعلات المولِّدة التجريبية مقدارًا وافرًا من اليورانيوم 238 وقودًا أساسيًا، ويحوِّل المفاعل اليورانيوم 238 إلى البلوتونيوم 239 (Pu-239) بالتفكك الإشعاعي. ويستطيع البلوتونيوم 239، شأنه شأن اليورانيوم 235، أن يحدث تفاعلاً متسلسلاً وبذلك يمكن استخدامه في إنتاج الطاقة. ويستعمل مولِّد آخر عنصر الثوريوم الطبيعي وقودًا أساسيًا، ويحوله إلى اليورانيوم 233 الذي يمكنه أيضًا أن يحدث تفاعلاً متسلسلاً.
وقد أقامت كل من فرنسا وبريطانيا والهند واليابان والاتحاد السوفييتي (سابقًا) والولايات المتحدة مفاعلات مولِّدة تجريبية. وأنجح هذه المفاعلات هو المفاعل الفرنسي الذي يُسمى فينكْس، حيث يولّد بانتظام 250 ألف كيلوواط من الكهرباء. ولكن ليس لدى أي بلد حتى الأن مفاعل مولَّد صالح للاستعمال التجاري على نطاق واسع.
هموم الأمان. جرى عدد من الحوادث في محطات الطاقة النووية، ولم يكن معظمها خطيرًا. ولكن ازداد القلق حول إجراءات الأمان الخاصة بإنتاج القدرة النووية بعد الحادث الخطير عام 1979م بمحطة القدرة النووية المقامة في جزيرة ثري مايل آيلانْد بالقرب من هاريسبرج في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة، إذ أدت أعطال آلية وبشرية إلى تعطيل نظام تبريد المفاعل وتدمير قلبه. وقد نجح العلماء والفنيون في منع انصهار القلب انصهارًا كليًا، الذي كان يمكن أن يؤدي إلى انطلاق مقادير كبيرة من النظائر المشعة إلى الجو المحيط بالمحطة. وقد استمر تنظيف المحطة حتى أواخر الثمانينيات.
وقد حدث أسوأ حادث نووي في التاريخ عام 1986م في محطة الطاقة النووية في تشيرنوبل بالقرب من كييف في أوكرانيا التي كانت حينذاك جزءًا من الاتحاد السوفييتي. فقد قضى الانفجار والنار على المفاعل وحطماه، وانطلقت مقادير كبيرة من النظائر المشعة إلى الجو. وكانت مفاعلات تشيرنوبل، بخلاف معظم المفاعلات الغربية، تفتقر إلى سياج يحول دون تسرب النظائر المشعة، فانساقت سحب من الحطام المشع عبر أوروبا. وقد لقي 31 شخصًا حتفهم بسبب الحروق أو مرض الإشعاع، وأصيب أكثر من 200 شخص آخرين بإصابات خطيرة. وقد انتشر الإشعاع فوق القسم الشرقي من الاتحاد السوفييتي السابق، وحملته الرياح إلى شمالي أوروبا ووسطها، وتوقع الخبراء ازديادًا كبيرًا في عدد الأموات بالسرطان بين الذين يقيمون بجوار المفاعل، ولكنهم تنبأوا بضآلة الآثار الصحية في المناطق التي تقع خارج تشيرنوبل وبعيدًا عنها.
وتزايدت المعارضة تجاه الطاقة النووية في كثير من البلدان في أواخر الثمانينيات نتيجة للحوادت التي جرت في ثري مايل أيلاند وتشيرنوبل. ويعتقد كثير من الخبراء أنه يمكن حل مشكلات الأمان، بل إن بعضهم خطط لتوسيع الطاقة النووية ونشرها.
واستمر البحث في تطوير مفاعلات أكثر أمانا. فالمهندسون ـ على سبيل المثال ـ يعملون على إنشاء مفاعل يستعمل الجرافيت مهدِّئًا وإحاطة قضبان الوقود بطبقات من الخزف والكربون بدلاً من الفلز، وهم يعتقدون أن مفاعلاً كهذا لا يمكن أن ينصهر قط. قضت التطورات السياسية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق بين عامي 1989م و1991م على الحرب الباردة. وتحول خوف أوروبا من الهجوم الشامل المتوقع إلى إرساء الاستقرار السياسي ومن ثم العسكري في المنطقة. ويتوقع المحللون العسكريون أن الاتفاق على خفض الترسانات النووية سيقلل من احتمال تطور التوترات السياسية إلى حرب شاملة.

أسئلة

  1. ما الميزتان اللتان تتفوق بهما محطة الطاقة النووية على محطة الوقود الأحفوري؟
  2. ما التفاعل المتسلسل؟
  3. كيف يحدث المفاعل النووي انشطارًا؟
  4. ما اليورانيوم 235؟ ولماذا يبحث العلماء عن بديل له؟
  5. ما الدور الذي قام به إرْ نسْت رذرفورد في تطوير الطاقة النووية؟
  6. ما التفكك الإشعاعي؟ وما الإشعاع النووي؟
  7. ما أنواع النفايات التي تكوّنها المفاعلات النووية؟

الحيوان

 تعيش الحيوانات متعددة الأشكال والأحجام في كل أنحاء العالم. منها ما يمشي أو يزحف على الأرض، ومنها ما يطير في الهواء أو ما يسبح في الماء. فالخيل وطيور الكناري والعلاجيم والأسماك الذهبية والفراشات والديدان جميعها حيوانات، وكذلك المحار والخنافس والأفيال والكركند والإسفنج والفقمات والحيات. وكثير من الحيوانات صغير جدًا لايرى إلا بوساطة المجهر، أما أكبر الحيوانات حجمًا فهو حوت العنبر الأزرق ويبلغ طوله أكثر من صف مكون من خمسة أفيال.
ولا يعرف أحد بالضبط كم عدد أنواع الحيوانات الموجودة في العالم. وقد تمكن العلماء حتى الآن من تصنيف أكثر من مليون نوع من الحيوانات، ولكنه يكتشف كل عام بضع مئات من الأنواع الجديدة.
لقد صنف العالم الأمريكي روبرت هويتيكر في عام 1969م الأحياء في خمس ممالك (مجاميع رئيسية) هي: مملكة أوليات النواة (المونيرا )، مملكة الفرطيسيات (البروتيستا)، مملكة الفطريات، مملكة النبات ومملكة الحيوان.

من السهل جدًا تمييز الحيوانات من غيرها من الأحياء الأخرى. فعلى سبيل المثال تتميز غالبية الحيوانات بالحركة من مكان إلى آخر، ولكن أغلب النباتات والفطريات مثبت في أماكنه التي ينمو فيها بواسطة الجذور أو بواسطة تراكيب شبيهة بالجذور. وتتغذى الحيوانات بالنباتات أو بحيوانات أخرى، بينما تُصنِّع غالبية النباتات غذاءها بنفسها من الهواء والماء باستخدام ضوء الشمس. ومع ذلك فإن أنواعًا معينة من الحيوانات مثل الإسفنج يمضي كل حياته بعد الطور اليرقي مثبتًا على الصخور في قيعان البحار، بينما تنمو النباتات اللاحمة في تربة فقيرة،ولكنها تلتهم الحشرات لتعوض ما تتحصل عليه من غذاء ضئيل من التربة.
وتتكون معظم الحيوانات من أنواع مختلفة من الخلايا، ولكن الفرطيسيات (البروتيستا) وأوليات النواة (المونيرا) تتكون من نوع واحد من الخلايا. انظر: مملكة الحيوان والنبات. تقدم هذه المقالة معلومات عامة عن مملكة الحيوان. فهي توضح أهمية الحيوانات للبشر، وتصف طرق حياة الحيوانات وخصائص أجسامها. كما تحتوي على جداول لتصنيف الحيوانات وصور للعديد من الحيوانات. وهناك مقالات منفصلة في هذه الموسوعة بها تفاصيل عن مئات من أنواع الحيوانات.

حقائق مهمة عن الحيوانات

أنواع الحيوانات. صنف العلماء أكثر من مليون نوع من الحيوانات . وقد قاموا بتعريف حوالي مليون من الحشرات لوحدها. كما يوجد جوالي 21,700 نوع من الأسماك و 8,600 من الطيور و 6,000 نوع من الزواحف و 3,200 نوع من البرمائيات و 4,000 نوع من الثديات
الطائر الطنان يمكنه الطيران عموديًا مثل الطائرة المروحية. ويستطيع أن يرفرف أمام الزهرة ليمتص الرحيق. وطائر النحل الطنان لا يتعدى طوله 5سم ويعتبر أصغر الطيور على الإطلاق.
لسان الحرباء يبلغ طوله مثل طول جسمها. تطلق هذه السحلية لسانها بسرعة لاقتناص الحشرات لتتغذى بها. وتستطيع بعض الحرباوات تغيير لونها بسرعة، كما يمكنها إظهار بعض البقع والخطوط التي تجعلها تبدو كأنها جزء من المكان الموجودة فيه.
أكثر الطيور خطورة هو الشبنم الموجود بأستراليا وغينيا الجديدة، له أرجل قوية ومخالب حادة كالسكين. وركلة من الشبنم، يمكنها أن تعوّق، أو تقتل أي شخص.
السرطان متسلق الأشجار يعيش في العديد من الجزر الاستوائية. وقد سمي سرطان جوز الهند حيث يمكنه أن يكسر جوزة الهند بمخلبيه القويين ليأكل محتواها الداخلي الحلو المذاق.
التنين الطائر سحلية تعيش في آسيا، وجزر الهند الشرقية، يمكنها بسط ثنيات جلدية لتكوِّن أجنحة تستخدمها في الانزلاق في الهواء من شجرة لأخرى.
البلاتيبوس حيوان ثديي له منقار كالبط ويضع بيضًا مثل الطيور. ولكنه يرضع صغاره كباقي الثدييات، وهو يعيش فقط في أستراليا وجزيرة تسمانيا.


المملكة التـنـظيم طريقـة التغذيــة الأمثـلــــة
مملكة أوليات النواة (المونيرا) وحيدة الخلية وتتكون من خلايا أولية، النـواة بلا غشاء (بدائية)، أحيانًا تُكوِّن مجموعات لى شكل سلاسل أو تراكيب أخرى تمتص الغذاء وبعضها يُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي البكتيريا بما في ذلك البكتيريا الخضراء المزرقة (الطحالب الخضراء المزرقة)
مملكة الفرطيسيات (البروتيستا) وحيدة الخلية وتتكون من خلايا حقيقية النواة، كبيرة الحجم، تُكَوِّن مجموعـات على شكـل سلاسل أو مستعمرات. تمتص الغذاء وبعضها يُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي. الأوليات والطحالب المختلفة
مملكة الفطريات عديدات الخلايا وخيطية الشكل وذات خلايا متخصصة معقدة التركيب بعضها يمتص الغذاء وبعضها يُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي العفن وعش الغراب
مملكة النبات عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب. تلتهم الغذاء لأشنات والسراخس والنباتات المزهرة
مملكة الحيوان عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب عديدات الخلايا وذات خلايا معقدة التركيب. تُصنِّع الغذاء بالتركيب الضوئي تلتهم الغذاء الإسفنــج واللاسعــات والديــــدان والحشــرات والأسمــاك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات
.

أنواع الحيوانات

يختلف كل نوع من الحيوانات عن الأنواع الأخرى؛ فلكل نوع منها طريقة حياته الخاصة التي تتواءم مع المكان الذي يعيش فيه ومع الغذاء الذي يأكله. ومع ذلك يتشابه كثير من الحيوانات في أشياء معينة. فبعضها يربى كحيوانات مدللة في المنازل، وبعضها الآخر يربى لإنتاج اللحوم، وبعض الحيوانات وحشي (بَرِّي). وتعيش بعض الحيوانات في البر وبعضها في الماء. ويمكن تصنيف الحيوانات بطرق عديدة أخرى تعتمد على التشابه فيما بينها مثل عدد الأرجل التي لدى كل منها. ويعد تصنيف الحيوانات حسب التشابه فيما بينها من الطرق الجيدة المستعملة في تقسيم المملكة الحيوانية إلى مجاميع كبيرة معدودة. ولكن الدراسة العلمية للحيوانات تتطلب اهتمامًا أكبر، حيث يصنف علماء الحيوان الحيوانات إلى مجاميع اعتمادًا على صفاتها الجسمية الخاصة.
الحيوانات الأليفة والحيوانات الوحشية (البرية). لقد تم تصنيف الحيوانات إلى أليفة ووحشية حسب تعاملها مع البشر. فالكلب الذي لا يعض ولا يهرب إذا حاول أحد الناس ملاطفته حيوان أليف، وكذلك الحصان الذي لا يرفس، والقط الذي لا يخدش، والطائر الذي يجلس على إصبع يد إنسان. أما الحيوانات الوحشية فهي تخشى الاقتراب من البشر. والغالبية العظمى من الحيوانات وحشية ويمكن استئناس أفراد منها، ولكنها كثيرًا ما تعود وحشية مرة أخرى. لقد تم استئناس القليل من أنواع الحيوانات الوحشية بأعداد كبيرة. وغالبية تلك الحيوانات هي الحيوانات المدللة المنزلية المعروفة وحيوانات المزرعة. الحيوانات البرية والحيوانات المائية. تقسم غالبية الحيوانات إلى مجموعتين كبيرتين حسب البيئة التي تعيش فيها. فبعضها بري يعيش في البر وبعضها الآخر مائي يعيش في الماء. وتضم الحيوانات البرية أنماطًا عدة من الحيوانات مثل القردة العظمى والفراشات والعقبان والأفيال والخيول والحمام والعناكب. كما تضم الحيوانات المائية مخلوقات متباينة مثل المحار الملزمي (البطلينوس) والأسماك والكركند (جراد البحر) والإسفنج والحيتان.
ويمضي بعض الحيوانات مثل اليعاسيب والضفادع والسرطان حدوة الحصان (السرطان الملك) والسَّمنْدر والسلاحف البرية والعلاجيم جزءًا من حياته في البر وجزءًا في الماء.
الحيوانات المتساوية الأرجل. قد يصنف العديد من الحيوانات حسب عدد أرجلها، وكل حيوان من ذوات الأرجل قد يكون لديه رجلان أو أربع أو ست أو ثماني أو عشر أو مئات الأرجل. وتُكوِّن الخفافيش والطيور غالبية الحيوانات ذات الرجلين، بينما تشمل الحيوانات ذوات الأربع أرجل الحيوانات المألوفة جدًا مثل القطط والأبقار والكلاب والضفادع والأسود والنمور المخططة. ولدى كل أنواع الحشرات ست أرجل ولدى العناكب ثماني أرجل، بينما يصل عدد الأرجل لدى الحيوانات ذات المئة رجل إلى 340 رجلا. والعديد من الحيوانات مثل الأسماك والديدان ليس لديه أية أرجل على الإطلاق.
الحيوانات ذات الدم الحار والحيوانات ذات الدم البارد. تبقى حرارة أجسام بعض الحيوانات ثابتة دون تغيير في كل الأوقات. وتسمى تلك الحيوانات الحيوانات ذات الدم الحار حيث تظل درجة حرارة أجسامها ثابتة في الأيام الحارة وفي الأيام الباردة.
وتتغير درجة حرارة أجسام بعض الحيوانات الأخرى من وقت لآخر. وتسمى تلك الحيوانات ــ الحيوانات ذات الدم البارد، إذ تكون درجة حرارة أجسامها مرتفعة في الجو الساخن ومتدنية في الجو البارد، ويندر أن تختلف درجة حرارة أجسام تلك الحيوانات عن درجة حرارة الوسط الموجودة فيه.
وتمثل الطيور والثدييات (أو الحيوانات اللبونة أو الحيوانات التي تربي صغارها على حليب الأمهات) الحيوانات ذات الدم الحار، بينما بقية الحيوانات الأخرى في المملكة الحيوانية تقريبًا هي من ذوات الدم البارد. وتضم الحيوانات ذات الدم البارد حيوانات ليس لديها دم على الإطلاق مثل قنديل البحر والإسفنج.
التصنيف العلمي للحيوانات. يصنف علماء الحيوان الحيوانات حسب خصائصها الجسمية. ويبرز هذا التنظيم المنسق في المملكة الحيوانية الصلات العديدة بين مجاميع الحيوانات المختلفة. يُقسِّم علماء الحيوان الحيوانات التي تشترك في صفة أو أكثر من صفاتها الجسمية إلى مجاميع رئيسية تسمى كل مجموعة منها شعبة. كما يُقسِّم علماء الحيوان الحيوانات التابعة لكل شعبة حسب اختلافات معينة فيما بينها إلى مجاميع تسمى طوائف. وتُقسَّم الطوائف إلى رتب والرتب إلى فصائل، والفصائل إلى أجناس، والأجناس إلى أنواع. ويستعمل علماء الحيوان هذا الترتيب لتصنيف كل نوع من أنواع الحيوان.
وتوجد جداول لتصنيف الحيوانات في نهاية هذه المقالة تبين المجاميع الأساسية للحيوانات. انظر: التصنيف العلمي.

أهمية الحيوانات

يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءًا مهمًا من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد على بناء الحياة حيث تمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في نفس الوقت تُدَمِّر الحياة كذلك، لأنها تصيد وتقتل الحيوانات الأخرى كما تتغذى بالنباتات. ونتيجة لذلك فهي تحافظ على التوازن العددي للنباتات والحيوانات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، وغالبًا ما يُسمَّى شبكة الحياة. والنظام الطبيعي الذي يربط بين كل الكائنات الحية مشروح في مقالة البيئة في هذه الموسوعة. وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تقوم به الحيوانات في التوازن الطبيعي هو أهم خدمة تؤديها للبشرية. وعلاوة على ذلك فإن الحيوانات تمد البشر بكثير من الأغذية المختلفة والمنتوجات المفيدة الأخرى. فبدون الحيوانات لن يكون للبشر أغذية مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، أو منتجات مفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.
وقد أحدث البشر منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان حيث استأنسوا أنواعًا من الحيوانات واستغلوها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة، كما قتلوا أو شردوا الحيوانات التي كانت تهاجمهم أو التي كانت تعوق استصلاحهم للأراضي. أما اليوم فإن البشر يحاولون حماية أنواع من الحيوانات التي كانوا قد عرَّضُوها لخطر الانقراض.
وتعتمد معظم النباتات مثلها مثل البشر على الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فبدون الحيوانات لا يتكاثر العديد من النباتات (ينتج أجيالاً جديدة من نفس نوعه). وعلى سبيل المثال يعتمد كثير من النباتات الزهرية على النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر. انظر: اللقاح. كما تنمو بعض أشجار البلوط من جوزات البلوط التي دفنتها السناجب كموؤنة غذائية ونسيت المواقع التي دفنت فيها تلك الجوزات. وكذلك ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط التي وطئتها الأيائل بأرجلها ودفنتها عميقًا في التربة. وتطير الطيور من مكان إلى آخر، وغالبًا ماتكون بذور النباتات معلقة بأرجلها. كما أن لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، حيث تحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيدًا عن النبات الأم. تأكل الحيوانات النباتات أو تحطمها، ولكن كليهما يعتمد على الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلى التربة المواد التي تُعين على النمو والحياة. انظر: التربة.
تُغير بعض الحيوانات من طبيعة بيئاتها وذلك بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات، كما تفعل حيوانات المرجان مثلاً بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية. انظر: المرجان.
الحيوانات المساعدة للبشر. بدأت معرفة البشر بالحيوانات عندما كانوا يصيدونها لغذائهم وعندما كانت تصيدهم لغذائها. لقد كانت أولى الخطوات التي خطاها الإنسان الأول نحو الحضارة هي اتخاذه الكلاب رفيقة صيد. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات الأليفة التي استأنسها الإنسان واستعملها في صيد الحيوانات الأخرى لغذائه. وبعدها تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي 12,000 عام مضت تم استئناس الأبقار في المنطقة التي تتبع الآن للأجزاء الجنوبية من جمهوريات آسيا الوسطى المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت حيوان الياك (ثور التيبت). وكان لدى اللابيين ـ وهم شعب مترحل يعيش في شمالي أوروبا ـ قطعان من الرَّنة الأليفة. وقد استأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعانًا من حيوانات الألبكة واللاما. استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها ثم تعلم البشر استعمال فرائها وجلودها وصوفها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم البشر ركوب الحصان الأليف واستعملوه لجر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي 8,000 عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي الجزيرة العربية وفي بابل بالعراق للركوب ولحمل الأثقال. وقد كان الحمار يحمل الأثقال في شمالي إفريقيا منذ حوالي 5,000 عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.
وكان الحمام أول ما استؤنس من الطيور، حيث كان يربيه سكان حوض البحر الأبيض المتوسط منذ حوالي5,000 عام مضت للحمه. وقد تمت تربية الدجاج المستأنس أولاً في مناطق جنوب شرقي آسيا من دجاج الغاب الوحشي. واستؤنس البط والإوز منذ فجر التاريخ. وقد كان الهنود الحمر يربون الدجاج الرومي فيما يعرف الآن بالمكسيك قبل أن يُبْحر كريستوفر كولمبوس إلى أمريكا بزمن بعيد.
وحتى الحشرات تم استغلالها بواسطة البشر لمصالحهم. فمنذ مئات السنين والنحل ينتج العسل للبشر، ويساعد في تلقيح أشجار الفاكهة في العديد من الأماكن. ومنذ آلاف السنين بدأ قدماء الصينيين تربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الطبيعي من شرانقها.
وقد استُخدمت الكلاب وخنازير غينيا والفئران والقوارض الأخرى في زيادة معلومات البشر عن الكثير من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدامها في البشر، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض. انظر: الدواء.
الحيوانات الضارة بالبشر. قضى البشر على معظم الحيوانات التي كانت تصيدهم. ومعظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم البشر إلا عندما تعجز عن الهروب منهم أو للدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات مثل الأسود والنمور المخططة مازالت تصطاد البشر، غير أن تلك الحيوانات لاتفعل ذلك إلا إذا أصابها الصيادون أو صارت طاعنة في السن، بحيث لاتستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في الكثير من أجزاء العالم. أما أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. يعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدم مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل الملاريا والحمى الصفراء وأمراضًا أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي مرض النوم الذي يفتك بكثير من البشر، كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أما البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس. تسبب الطفيليات الدقيقة التي تدخل أجساد البشر العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر مثل ديدان البلهارسيا والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المسطحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساسًا ـ من طبقات محدودة من الخلايا. والخلية هي وحدة المادة الحية. انظر: الخلية.
الحيوانات التي أثر عليها البشر. أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فقد اختفت بعض أنواع الحيوانات لأن البشر قد قتلوا أعدادًا كبيرة منها، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، لأن البشر قد سلبوه أماكن معيشته، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين. وصاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان مثل الماموث ودب الكهوف لدرجة أدت بها إلى الانقراض، وبعد ذلك قتل البشر ثور الأرخُصّ الوحشي الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أفنوا تقريبًا ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر عادة ما يُسمى الجاموس ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.
وقد قلت أعداد كثير من الحيوانات لأن البشر قد استغلوا أماكن معيشتها السابقة لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن وحمار الوحش.
وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج فراءً أجود تستعمل في صناعة الملابس. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام معينة مثل سلالة كلاب الأشهند الألمانية ذات الأرجل القصيرة المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية، وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة ورعي قطعان الأغنام. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاجية العالية للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات الإنتاجية العالية للحوم. وهناك أيضًا سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة مثل السلالات التي تستعمل للنقل والأعمال الأخرى وسلالات خيول السباق.
حماية البشر للحيوانات. من واجبات الإنسان المحافظة على أنواع الحيوانات الموجودة حاليًا في العالم من أجل مصلحة الأجيال القادمة من البشر. فهناك أنواع معينة من الحيوان مهددة بالانقراض بسبب صيد الإنسان الجائر لها، وبعضها لم يتوفر لها الآن أماكن كافية لمعيشتها وتكاثرها. وعليه فقد عمد الكثير من الأمم إلى تخصيص محميات خاصة للحياة الفطرية وسنت القوانين اللازمة لمنع صيد الحيوانات داخل تلك المحميات، ولمنع الصيد الجائر لها في أماكن خاصة خارج تلك المحميات. وتؤدي حماية الحياة الفطرية وإنماؤها دورًا مهمًا في المحافظة على التوازن الطبيعي. ففي أمريكا الشمالية مثلاً لايمكن أن تهاجم حيوانات القيوط قطعان أغنام البشر متى ما وجدت ما يكفيها من طرائدها الطبيعية من الفئران والأرنب الأمريكي. ولنفرض أن البشر قد قتلوا الأرانب الأمريكية لتغذية حيوانات المنك التي يربونها في المزارع لإنتاج الفراء الفاخر. ففي هذه الحالة تظل حيوانات القيوط جائعة حتى بعد أكلها لكل الفئران المهيأة لها وبذلك تكون تلك الحيوانات مضطرة لمهاجمة قطعان الأغنام الخاصة بالبشر بدافع الجوع. انظر: حماية الحياة الفطرية.
أماكن وجود الحيوانات. توجد الحيوانات في كل الأماكن , وفي جميع أنواع المناخات على الأرض, وفي جميع مستويات الأعماق في المحيطات. و و تعيش أنواع كثيرة من الحيوانات في المكان نفسة على الاغلب, و عادة ما تكون هي نفس الحيوانات التي عاشتفي ذالك المكان منذ آ لاف السنين, و علية فإن أجسام الحيوانات و طرق معيشتها متوائمة تماما مع ظروف أماكن و جودها . لذلك تتحرك تلك الحيوانات بسهولة عبر تلك الأماكن , كما تجد طعامها بيسر فيها و تتكاثر بكثرة في تلك الاماكن . ويسمى الوسط الذي يعيش فية الحيوان بيئة الحيوان , وفيما ياتي تجميع للحيوانات حسب بيئتها.
حيوانات الجبال. تتضمن السلاسل الجبلية كافة أنواع المناخات والبيئات الحيوانية. والقليل من الحيوانات فيما عدا الحشرات والعناكب يمكنه أن يعيش في البرد القارس في قمم الجبال المغطاة بالجليد. وأسفل القمم الجليدية بقليل، تحتوي معظم المناطق الجبلية على أماكن صخرية وجروف صخرية شديدة الانحدار. ويعيش هناك من الحيوانات ما يستطيع أن يتسلق الصخور والجروف الصخرية بكفاءة عالية مثل الماعز والأغنام الجبلية، كما تعيش الحيوانات صغيرة الحجم مثل حيوانات البيكا الشبيهة بالأرانب، كما يبني الكثير من الطيور أعشاشه بين الجروف الصخرية. يبني طائر السمامة النيبالي أعشاشه على ارتفاع حوالي 6,100م فوق سطح البحر كما في جبال الهملايا. ويوجد في كل السلاسل الجبلية تقريبًا قمم ومنحدرات مغطاة بالأعشاب أو وديان مغطاة بالغابات حيث تعيش حيوانات المراعي مثل حيوانات الفكونة والياك. ويتجول العديد من الحيوانات الجبلية من ارتفاع إلى آخر بحثًا عن الطعام حسب تغير الفصول. حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية. تعيش الغالبية من أكبر الحيوانات حجمًا ومن أسرعها عدوًا في مساحات شاسعة من السهول المكشوفة تعرف بمناطق السهول الطبيعية. ومن بين أكبر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية حجمًا الفيل وفرس النهر ووحيد القرن، بينما تشمل حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية السريعة العدو الظبي الأسود وبقر الكودو الوحشي والنعام والغزال الشائك القرن والحمار الوحشي. وتوجد أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية والسهول المكشوفة في قارة إفريقيا، حيث تصطاد الأسود ويعيش الزراف الذي يعتبر من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الإفريقية. ويعد الكنغر أكثر حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية شيوعًا في قارة أستراليا. ويحفر الكثير من حيوانات مناطق الحشائش الطبيعية الصغيرة أوجارًا في الأرض للمأوى، مثل كلب البراري في أمريكا الشمالية وهو حيوان من أكبر القوارض حجمًا. حيوانات الغابات المعتدلة. تتميز معظم الحيوانات التي تعيش في مناطق الغابات المعتدلة بصغر الأجسام حيث تتمكن من الحركة بسهولة عبر الحشائش الكثيفة التي تنمو في أرض الغابة. وتشمل تلك الحيوانات الصيدناني والقنفذ والشيهم والراقون والظربان والسنجاب. كما توجد أيضًا حيوانات كبيرة الحجم مثل الدب والخنزير البري والأَيل الأحمر وحيوان الموظ في تلك المناطق. كما تُؤْوي غدران وبحيرات وجداول غابات المناطق المعتدلة حيوانات تعيش في البر وفي الماء من بينها القندس والضفادع وجرذ المسك وثعلب الماء والسمندر والسلاحف المائية. ويبني الكثير من الطيور أعشاشه في غابات المناطق المعتدلة حيث تتغذى بالحشرات والديدان التي تعيش بين النباتات وفي التربة الغنية. وتوجد معظم غابات المناطق المعتدلة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية بينما يوجد بعض تلك الغابات في قارة أستراليا حيث يعيش قنفذ النمل والكوالا. حيوانات الغابات الاستوائية. تعيش حيوانات الغابات الاستوائية في بيئة حارة طوال العام. ومن تلك الحيوانات آكل النمل واليغور والنمر التابير والنمر المخطط. وتشمل الغابات الاستوائية أماكن قليلة الأشجار في مناطق الأمطار المتوسطة، وأماكن كثيفة الأشجار في مناطق الأمطار الغزيرة. وفي الغابات الاستوائية المطيرة تُكوِّن قمم الأشجار وعروشها غطاءً رأسيًا كثيفًا يسمى الظلة، حيث تعيش الحيوانات المتسلقة مثل القردة والكسلان. ويعيش في الغابات المطيرة الاستوائية كذلك قردة الجيبون والسعلاة والقردة العظمى، كما تعشش في أشجارها الببغاوات ذات الألوان الزاهية والكثير من الطيور الأخرى. ويتغذى الكثير من طيور الغابات الاستوائية المطيرة أساسًا بمعسكرات النمل الكبيرة والحشرات الأخرى. وتنمو الثعابين مثل أفعى البواء والعناكب مثل عنكبوت الرتيلاء بأحجام كبيرة في الغابات الاستوائية المطيرة. حيوانات الصحاري. لدى معظم حيوانات الصحاري أجسام صغيرة الحجم. والحجم الصغير يُمكِّن تلك الحيوانات من الهروب من حرارة الشمس القاسية التي تلهب الصحاري خلال النهار، حيث تختفي معظم تلك الحيوانات في أوجارها الأرضية خلال النهار، هروبًا من شمس الصحراء المحرقة. وتستظل حيوانات الصحاري الأخرى تحت الشجيرات الصغيرة والصخور والأشجار الكبيرة. ولكن تبرد معظم الصحاري بعد الغروب، وعندها تسعى الحيوانات بحثًا عن الطعام. وتفضل بعض السحالي والحيات والسلاحف البرية البحث عن الطعام خلال حر النهار الشديد. ويمكن لمعظم حيوانات الصحاري العيش دون ماء لعدة أيام. والجمل العربي من أشهر تلك الحيوانات في هذا الخصوص حيث يمكنه السفر في الصحراء لأيام عديدة دون أن يشرب. وتشمل حيوانات الصحاري الفئران والأرانب البرية والأرانب وفأر الكنغر والعلجوم المجرافي القدم. وتشمل حيوانات الصحاري كبيرة الحجم القيوط وكلب الدنجو المتوحش والأيل الأذاني. حيوانات المناطق القطبية. يعيش القليل من الحيوانات البرية في المناطق القطبية حيث الثلج والجليد طوال العام. ولكن حتى أبرد مياه القطب الشمالي والقطب الجنوبي (أنتاركتيكا) يوجد بها أعداد ضخمة من الأسماك، حيث تمثل تلك الأسماك في القطب الشمالي مصدر غذاء مهمًا للدب القطبي الذي يعيش في جزر وثلوج القطب الشمالي، بينما تتغذى طيور البطريق والطيور الأخرى في الدائرة القطبية الجنوبية بأسماك بحار القطب الجنوبي. ويعيش الكثير من الحيوانات في مناطق التندرا (مستنقعات وسهول) في شمالي قارة آسيا وشمالي كندا وشمالي قارة أوروبا. وتشمل تلك الحيوانات حيوانات المراعي، مثل أيل الكاربيو وثور المسك وكذلك الأرنب البري والقاقوم (حيوان من فصيلة بنات عرس) والثعلب والدب الرمادي واللاموس والذئب والحيوان الذئبي. وتضم طيور القطب الشمالي الغطاس الشمالي الأعظم وحجل الثلوج الألبي وكركي التلال وبومة الجليد والقطقاط الذهبي. حيوانات المحيطات. تعيش الحيوانات في كل مكان من مياه المحيطات الشاسعة التي تغطي 70% من سطح الأرض. ويُكون العديد من الحيوانات الصغيرة مثل مجدافية الأرجل الشبيهة بالروبيان الجانب الحيواني من العوالق المائية وهي كتلة من الكائنات الدقيقة التي تنجرف مع تيارات المحيطات ومع المد والجزر. وتعيش الحيتان - أكبر الحيوانات على الإطلاق - في المحيطات. وكما تشمل حيوانات المحيطات الكبيرة بقرة البحر والأخطبوط وسمك القرش والسمك اللساع، يعيش العديد من الأسماك ذات الألوان الزاهية قرب الشعاب المرجانية في مياه المحيطات المدارية. وتعيش غالبية الأسماك قرب سواحل القارات وإن كان بعضها مثل الأسماك الطائرة يعيش في أواسط البحار. ويعيش العديد من الحيوانات ذات الأصداف، مثل المحار الملزمي البحري والحيوانات ذات الأشواك مثل قنافذ البحر في قيعان المحيطات.

أنماط حياة الحيوان

تعيش كل حيوانات المملكة الحيوانية في صراع دائم من أجل البقاء. وقد كسبت الحيوانات حتى الآن ذلك الصراع، ولكن كثيرًا منها خسر ذلك الصراع في الماضي، وربما يخسر الكثير منها الصراع في المستقبل. فقد اختفت الديناصورات وحيوانات ماقبل التاريخ منذ زمن بعيد، كما اختفت بعض الحيوانات الأخرى خلال الأزمان القليلة الماضية، حيث انقرض على الأقل حوالي 12 نوعًا خلال القرن العشرين. ومن تلك الأنواع الحمامة المهاجرة الأمريكية التي انقرضت منذ العام 1914م وكنغر التولاش من أستراليا منذ عام 1940م والعصفور الساحلي من ولاية فلوريدا الأمريكية منذ عام 1989م. انظر: الحيوان المنقرض. ولدى الحيوانات التي تعيش اليوم وسائل ناجحة للبقاء. فبعضها يعيش حتى يتوالد ويربي صغاره إذ لديها الوسائل التي تمكنها من إيجاد الغذاء الكافي عند ندرة الطعام، كما تستطيع إيجاد أماكن جديدة للمعيشة، عندما تخرب ديارها النيران أو الفيضانات وتستطيع أن تدافع عن نفسها إذا هاجمتها الحيوانات الأخرى.
التموية في الحيوان. التلوين الوقائي ياسعد الكثير من الحيوانات على الاختفاء من أعدائها. فألوان جسم السمكة المفلطحة تتغير لتتكيف مع قاع المحيط، مما يجعلها غير ظاهرة . ولدى الكثير من الطيور مثل طير التدرج ألوان تظهرها و كأنها جزء من الوسط الذي تبني فية أعشاشها .و من الصعوبة رؤية ضغار الكثير من أنواع الأيل ، حيث تشبة ألوانها ألوان الغابة التي تعيش فيها. ولدى الكثير من العثات ألوان تشابة ألوان جدوع , أغصان بعض الأشجار مما يجعلها تختفي تماما عندما تحط على تلك الأشجار. و يظل الحيوان الذي يخدع أعداءة بالتلوين الوقائي ساكنا تماما حتى زوال الخطر بهابهم.

دفاعات الحيوانات

لكل نوع من الحيوان وسائله الدفاعية الخاصة التي يدافع بها عن نفسه. فقد يهاجم الحيوان من قبل الحيوانات الأخرى التي تريد صيده لطعامها أو من البشر لصيده إشباعًا لهواية الصيد. وقد تختفي بعض الحيوانات حين تشعر بالخطر، وقد يتظاهر الحيوان وكأنه ميت حتى يذهب العدو بعيدًا. ولدى العديد من أنواع الحيوانات دروع في أجسادها لحمايتها، بينما يحاول كثير من الحيوانات الهروب من أعدائه، ولكنها إذا منعت من الهروب فإنها عادة ما تقف وتدافع عن نفسها وعن صغارها.
التخفي. يختبئ الكثير من الحيوانات حين اقتراب الأعداء منها. وبعض الحيوانات ذات تلوين يطابق الوسط الموجودة فيه لدرجة يصعب فيها تمييزها بينما تشابه أجسام بعض الحيوانات أجزاء من النباتات. والحيوانات التي لديها تلك الخصائص يمكنها أن تختفي ببساطة، وذلك بأن تظل ساكنة في مكانها. والطرق المختلفة التي تستعمل لتخفي مظاهر الأشياء الحقيقية تسمى التمويه. والحيوانات التي تعتمد على لونها لتختفي من الأعداء يقال إن لديها تلوينًا وقائيًا. فالعثة الرمادية الجناح لايمكن تمييزها إذا بقيت ساكنة على جذع شجرة رمادي اللون، ويصعب تمييز علجوم بني اللون جالس على أرض بنية. كذلك يعتمد الكثير من الطيور على ألوانه للتخفي من الأعداء. فأجسام بعض الطيور المدارية مثل طائر الطوقان تضم تشكيلة من الألوان الزاهية. وهذا النسق اللوني لايظهر جسم الطائر عبر الخلفية الرقطاء الناشئة من مرور أشعة الشمس عبر الأغصان والأوراق في الغابة حيث تعيش.
ويغير بعض الحيوانات ألوانه لتطابق لون الخلفية التي يوجد فيها مثل الحرباء التي تستطيع تغيير لونها بسرعة حسب لون الوسط الموجودة فيه، وتأخذ بعض أنواع الروبيان ألوان أعشاب البحر المحيطة بها.
أما الحيوانات التي تعتمد على أشكالها للتخفي فيقال أن لديها تشابهًا وقائيًا. فالعديد من أنواع النطاطات يماثل أشواك النباتات في شكله. أما السرعوف فلديه جسم عريض وأجنحة تشابه أوراق النباتات، لذلك فهو يبدو كورقة نبات مفلوفة إذا بقي ساكنًا. وكثيرًا ما يطلق على طائر الواق الطائر الخفي، لما لديه من تشابه وقائي جيد لعنقه الطويل وجسمه الانسيابي؛ فحينما يمد عنقه ويقف ساكنًا بين القصب والبوص يصعب تمييزه منها. ويضم السمك ذو التشابه الوقائي سمك الضفدع وسمك المحلاق. فالزعانف المسننة لسمك الضفدع تجعله يبدو كأنه نبات مائي طاف، وأجسام سمك المحلاق الطويلة تجعله كأنه أوراق نبات مغمور في الماء.
وتختبئ الحيوانات الصيادة كذلك. فإذا وقف النمر المخطط ساكنـًا بين الأعشاب الطويلة فإن تخطيط جسمه يجعله يندمج مع ظلال الأعشاب ويصعب تمييزه، وكذلك فإن الدب القطبي الناصع البياض يبدو كأنه يتلاشى بين الثلوج. وعن طريق هذا التمويه تستطيع تلك الحيوانات الصيادة رصد فريستها في صمت، دون أن تكتشف حتى تنقض على طرائدها في الوقت المناسب.
التظاهر بالموت. تخدع بعض الحيوانات أعداءَها أحيانًا بأن تبدو كأنها ميتة. فإذا شعر حيوان الأبوسوم بالخطر مثلاً، فإنه يغلق عينيه ويتصلب جسمه ويظل هكذا إذا التقط وألقي أو دحرج أو حتى عض برفق. فالكلب الذي دائمًا ما يهجم على الأبوسوم الحي لا يلقي بالاً لآخر ميت. ومن الحيوانات التي تتظاهر بالموت لتنجو من الأعداء بعض الخنافس والحية ذات الأنف الخنزيري (أفعى من فصيلة الصِّلْ)، إذ تنقلب تلك الحيوانات على ظهرها وتبدو كالميتة إذا شعرت بالخطر.
الدفاع عن طريق الدروع. لدى بعض الحيوانات أصداف أو أغطية صلبة تستعملها دروعًا للحماية. ومن الحيوانات ما لديه قوادم حادة أو أشواك تستعملها في الدفاع عن أنفسها. فالمحارات الملزمية والقواقع تنسحب داخل أصدافها وتغلقها على جسمها بإحكام حتى يذهب الخطر عنها. ولدى الحيوان المدرع غطاء قوي مكوّن من صفائح عظمية صغيرة ينسحب داخله عند شعوره بالخطر. ولدى حيوان الشيهم أشواك ذات أنصال معقوفة مثل خطاطيف الأسماك، حيث يقوس الحيوان ظهره إذا هوجم فتنتصب أشواكه في جميع الاتجاهات. ويندفع بعض تلك الأشواك إذا لمست فتحدث جروحًا مؤلمة. ولدى سمكة الشيهم جسم قصير ومستدير ومغطى بالأشواك الحادة. وينتفخ جسم السمكة إذا هوجمت فتنتصب أشواكها مثل أشواك الشيهم للدفاع عن نفسها. الهروب عن طريق الفرار. تحاول معظم الحيوانات الهروب من الخطر بأسرع مايمكن، فيسبق بعضها معظم مهاجميها من الحيوانات الأخرى. فلدى الغزال والأيل والحصان والكنغر والنعامة أرجل طويلة وتستطيع قطع مسافات كبيرة بسرعة عالية، بينما يقفز الأرنب بسرعة كبيرة قفزات عالية ومتعرجة. والعديد من الحيوانات قصيرة الأرجل الأخرى، مثل كلب البراري، لاتستطيع العدو لمسافات طويلة بسرعة عالية. وعليه فإنها تهرع إلى جحور في الأرض لايستطيع مطاردها من الحيوانات الأخرى تتبعها داخلها. ويطير بعض الطيور الصغيرةداخل الشجيرات الكثيفة، حيث لايستطيع مهاجموها من الطيور الكبيرة أو الحيوانات الأخرى تتبعها. ولكن عادة ما تطير معظم الطيور بسرعة عند شعورها بالخطر. القتال. لدى العديد من أنواع الحيوانات أسلحة خاصة لقتال أعدائها، فالخيول والبغال مثلاً لها حوافر حادة وأسنان قوية تستخدمها للقتال. أما حيوانات الموظ والإلكة والأنواع الأخرى من الأيائل، فإنها لا ترفس بحوافرها فقط في القتال، بل تستعمل قرونها أسلحة كذلك. ولدى الكنغر والنعام مخلب قوي في أحد أصابع قدميهما يمكن بوساطته بقر بطن العدو. ولدى آكل النمل مخالب معقوفة في أرجله الأمامية القوية يستخدمها في تمزيق أعدائه. أما الخنازير الوحشية الأوروبية والإفريقية، فتعتمد في القتال على أنيابها الحادة. ويقاتل الأسد وأفراد فصيلة السنوريات الأخرى بمخالب حادة وأسنان وفكوك قوية. ولدى قرد الرَبَّاح أنياب كبيرة وحادة وفكوك قوية يستعملها إذا هوجم. وقد تقتل قردة الرباح النمر في القتال. وتستعمل العقبان والصقور والبوم مخالبها القوية ومناقيرها المعقوفة القوية في القتال. تلف بعض الثعابين الكبيرة مثل أصلات الأناكوندا والبواء العاصرة والأصلة أجسامها العضلية القوية في حلقات حول أعدائها في القتال لتعصرها بها، كما تستخدم الطريقة نفسها في صيد طرائدها. فقد تعصر حيوانًا بحجم الأيل لمدة فتقتله خنقًا. يستخدم العديد من الحيوانات أيضًا أسلحة كيميائية. فلدى بعضها، مثل العديد من النمل والنحل والزنابير سموم تحقنها في أعدائها بوساطة أدوات اللسع، بينما يحقن بعض الثعابين والعناكب سمومها بوساطة أنيابها. وعند الخوف أو الخطر يقذف الظربان بسائل ذي رائحة كريهة قوية من غدد قرب ذيله تطرد أعداءه.

مدى عمر الحيوانات
الأرقام فى هذه القائمة لحيوانات في الأسْر وذلك لصعوبة تحديد أعمار الحيوانات البرية

الثدييــات أقصى عمر بالسنين الثدييــات أقصى عمر بالسنين
الأسد 20-25 القط 10-15
الأيل الأسمر 10 الفأر 1-2
الببر 11 فرس النهر 40
الشمبانزي (البعام) 40-50 الفيل 60
الجاموس 10 قرد الريص 15
الحصان 20 -30 القط المنزلي 13-17
الحمار الوحشي 22 الكلب 13
الدب الرمادي 20 الماعز 10
الذئب 12 نمر اليغور 14
السنجاب 9    
الطيـــور أقصى عمر بالسنين الطيـــور أقصى عمر بالسنين

أبو الحناء 12 الشحرور (الأوروبي) 9 (الأمريكي)
أبو الحناء 5 العصفور الدوري 20 (الأوروبي)
الإوز الكندي 32 الغراب الأسحم 69
ببغاء المقو 64 الكاردينال 22
البطريق الملك 26 الكناري 24
البلشون 24 الكندور 52
بومة الحديد 5,24 النعام الإفريقي 50
الحمام 35    
الزرزور 15    
الأسماك أقصى عمر بالسنين الأسماك أقصى عمر بالسنين
التروتة 4 السمك المفلطح 10
الجلكي 5 سمك موسى 15
حصان البحر 5,4 الفرخ 11
الحفش 50 الكراكي 24
الرّعاد 5,11 كلب البحر 2
سمك الأسقمري (الباسفيكي) 11 الهلبوت 40
السمك الذهبي 25    
السمك الرئوي (إفريقي) 17    
الزواحف والبرمائيات أقصى عمر بالسنين الزواحف والبرمائيات أقصى عمر بالسنين
البواء العاصرة 23 السمندر العملاق 52
أفعى الغرطر 6 السمندر المبقع 25
الأفعى النافخة 14 صلّ الماء 21
التمساح 5,13 الضفدع الأرقط 6
ثعبان العشب 9 ضفدع العجل 5,15
الحرباء 5,3 القاطور  
الحيَّة المجلجلة 5,18 (التمساح الأمريكي) 56
السلحفاة المائية 123 الهيلية 20

الحيوانات وصغارها

لايحتاج العديد من صغار الحيوانات أي عناية من والديه. فبعد الولادة بقليل يمكن للصغار الحركة والعثور على الطعام. وتحتاج صغار بعض الحيوانات الأخرى الرعاية لبعض الوقت بعد ولادتها حيث يغذيها ويحميها والداها حتى تستطيع العناية بأنفسها. ويستطيع العديد من أنواع الحيوانات التي تولد في المحيطات العناية بأنفسها منذ ولادتها. ومن تلك الحيوانات الرخويات وقنافذ البحر ونجم البحر، حيث لا يعيرها آباؤها أي اهتمام. وتقطع بعض الأسماك مثل أسماك السالمون آلاف الكيلومترات لتضع بيضها في أنهار معينة. ولكنها بعد ذلك تترك البيض والصغار التي تفقس منه دون أي عناية. وكذلك تفعل السلاحف البحرية التي تخرج من البحر إلى الشواطئ الرملية حيث تضع بيضها وتعود للبحر تاركة البيض والسلاحف الصغيرة التي تفقس منه دون أية عناية. ويفعل ذلك أيضًا بعض الضفادع والعلاجيم، حيث تترك بيضها في البرك وما يفقس منه من أبي ذنيبة دون عناية. ولايفعل معظم الحشرات أكثر من أن يضع البيض في أماكن يجد الصغار فيها الغذاء عند فقسها من البيض. ولكن حصان البحر مشهور بالحماية التي يمنحها لصغاره، حيث يحمل الذكر البيض في جيب في الجانب الأسفل من جسمه. وبعد فقس الصغار يخرجها الأب واحدًا واحدًا في الأعشاب البحرية حيث تجد الغذاء. ويبني ذكر الأسماك المنجلية الظهر عشًا من الجذور والعيدان تضع فيه أنثاه البيض ويقوم بحراسة العش لعدة أيام بعد فقس البيض. وتبقى صغار الجيبيات مثل الكنغر والأبوسوم في كيس ملتصق ببطن الأم حيث تتم تغذيتها وحمايتها بوساطة الأم. ويعنى النمل والنحل بصغاره خاصة، حيث يقوم أفراد معينون من مستعمرات النمل والنحل بجلب الغذاء للصغار كما تمضي جل وقتها في العناية بالصغار. ولا يعنى الكثير من الطيور والثدييات بصغاره فقط، بل يقوم بتدريبها على العديد من الوسائل المهمة والنافعة لها. فهي تدفئ الصغار وتطعمهم وتعلمهم الطيران والصيد. ويبدو أن بعض الحيوانات الوحشية يعلم صغاره الخوف من الإنسان. فقد لا يبدي صغير الأيل أي اهتمام حين اقتراب إنسان منه، ولكن إذا أبدت أمه أي خوف فإن الصغير يهرب بسرعة مع أمه. وأحيانًا تحذر إناث الذئاب صغارها من الأشراك التي يضعها البشر، فتظهر عليها علامات الخوف والاضطراب حين قدومها مع صغارها لأول مرة في منطقة فيها أشراك. وعليه تتحاشى الصغار الأشراك حين تذهب منفردة.

فترة الحمل في الحيوانات المختلفة

الحيوان فترة الحمل تقريبًا
الأرنب 30-32 يومًا
الأسد 108 يومًا
الإوز 30 يومًا *
الأيل 7 أشهر
البقر 9 أشهر
التَّم 35 يومًا *
الثعلب 49-55 يوما
الجُرَذ 22 يومًا
الجمل العربي 13 شهرًا
الحصان 11 شهرًا
الحمار 12 شهرًا
الحمار الوحشي 11-12 شهرًا
الحوت 10-17 شهرًا
الخروف 5 أشهر
الخنزير 114 يومًا
الدب 6-8 أشهر
الدجاج 21 يومًا *
الديك الرومي 28 يومًا
الزراف 14-15شهرًا
طائر البطرس (الملكي) 81 يومًا *
الظبي 9 أشهر
الفقمة 8-12 شهرًا
الفيل 18-23 شهرا
القط 63 يوماً
القندس 3 أشهر
الكلب 58-63 يومًا
الكنغر 30-40 يومًا
الماعز 151 يومًا
النعام 42 يومًا *
فترة الحضانة تقريبًا *

مساكن الحيوانات

يمضي معظم الحيوانات حياته متنقلاً من مكان لآخر. وتستريح معظم الأسماك، حيثما وجدت مكانًا مناسبًا حيث لا تبني أي مساكن، بينما تتنقل الحيوانات الأخرى من مكان لآخر معظم حياتها، ولكنها تبني مأوى لها لتربية صغارها. تبني بعض الأسماك أعشاشًا بين النباتات المائية لصغارها. وتتنقل معظم الطيور بصفة عامة من مكان لآخر، ولكنها عادة تبني أعشاشًا في فصل الربيع لتبيض فيها. وهناك حيوانات أخرى تبني مساكن تقيم فيها طوال عمرها، وتلك الحيوانات لا تبعد كثيرًا عن المساكن. المساكن الدائمة. لدى الكثير من الحيوانات مساكن تدوم لوقت طويل، حيث يعيش الغرير الأوروبي في شبكة من الأوجار (الأنفاق) تحت الأرض تسمى الست، بينما تعيش البومة والراقون والسنجاب داخل جذوع الأشجار الجوفاء أو داخل الأشجار الميتة. ويبني القندس بيوتًا من الطين والأغصان على ضفاف الغدران والأنهار والمجاري المائية، ويجعل مدخله بذكاء من أسفل المسكن حيث لايمكن الوصول إليه إلا عبر الماء، وذلك للحماية من الكثير من أعدائه. وتتخذ الدببة من الكهوف عرائن ويتخذ الأسد عرينه في مكان خفي مثل الأدغال الكثيفة.
تبني الحشرات مساكن في مستعمرات ذات غرف وممرات متشابكة، حيث يحفر النمل أوجارًا (أنفاقًا) متشابكة في الأرض أو في تلال مرتفعة من التربة. وتقود تلك الأنفاق إلى غرف تربي فيها صغارها، وإلى غرف تستعمل مستودعات وغرف خاصة تستخدم في الجو البارد أو الجو الماطر، بينما يبني النحل خلاياه من الشمع. وتحتوي خلايا النحل على غرف كثيرة تستخدم لأغراض شتى منها حاضنات لتربية الصغار. وتبني الزنابير أعشاشًا عديدة الخلايا من أوراق تصنعها بنفسها. انظر: الزنبور.
المدى السكني (الإقليمية). تعيش معظم الحيوانات، حتى تلك التي لا تبني مساكن، ضمن حدود معينة تمثل المدى السكني لكل حيوان. فالحيوان لايعيش ضمن حدود مقاطعته فقط، ولكنه يطرد منها الحيوانات الأخرى من نفس نوعه. تهاجر بعض الحيوانات لمسافات طويلة في أوقات معينة من العام، ولكنها حيثما حلت يقيم كل منها ضمن مدى سكني معين، قد يكون في شكل سور حاجز تعيش فيه بعض السحالي، وتطرد منها السحالي الأخرى التي تقترب من تلك المنطقة. ويطرد زوج طائر أبي الحناء الذي يعشش في شجرة ما طيور أبي الحناء الأخرى من الاقتراب من تلك الشجرة. وتُرى السمكة الببغاء تسبح ضمن منطقة معينة من الشعاب المرجانية خوفًا من الدخول ضمن المدى السكني لسمكة ببغاء أخرى. ولا يبتعد الأرنب ثلجي القبقاب لمسافة تبعد أكثر من نصف كيلومتر من مكان ميلاده. فإذا طارده ثعلب ما، فإن الأرنب يجري حتى حدود منطقته، ثم يتجه اتجاهًا آخر دون أن يعبر حدود منطقته. ولدى بعض الحيوانات الأخرى مدى سكني كبير حيث يصطاد أسد الجبل عادة ضمن منطقة تمتد لحوالي 24 كيلومترًا في كل اتجاه من مسكنه.
وكثيرًا ما يُعَلِّم علماء الحيوان حيوانًا ما بحلقة تحمل رقمًا أو رمزًا يميز ذلك الحيوان. وبهذه الطريقة وجد العلماء أن كثيرًا من الحيوانات يعيش ضمن حدود معينة أو تفضل أماكن معينة للسكنى. ولقد وجد أحد ثعابين الغرطر بأمريكا الشمالية مرات عديدة على سفح تل يبلغ طوله حوالي 30 مترًا وعرضه 9 أمتار. وتتنقل الخفافيش إذا أزعجت من كهف لآخر، ولكنها تعود للعيش في مسكنها الأصلي بعد التنقل لمرات قليلة فقط.

الحيوانات التي تعيش معًا

يعيش الكثير من الحيوانات في مجاميع تحتوي على أفراد النوع نفسه أو مع أنواع أخرى، حيث يستفيد كل الأفراد المشاركين في المجموعة.
الأفواج والقطعان والأسراب. قد تهاجر الطيور أو تعشّش معًا في أفواج، بينما يعيش بعض أنواع الثدييات معًا في قطعان. وتسبح الأسماك مثل أسماك الرنجة والسردين معًا في أسراب تتكون من آلاف الأفراد. ويكون القليل من الأفراد في معظم مجاميع الحيوانات قادة وتظل الأفراد الأخرى تابعة. ويبقى القادة على أماكنهم للدفاع عن المجموعة أو الاستعداد للدفاع عنها. ولدى الدجاج وبعض أنواع الطيور الأخرى نظام نقر. ويكافح كل فرد من أفراد القطيع للمحافظة على موقعه في نظام النقر. ويتميز هذا النظام بأولوية الغذاء والشراب للأفراد التي تنقر أفرادًا أخرى، ولكنها تفسح الطريق للدجاج الذي ينقرها.
المستعمرات. تعيش بعض الحشرات مثل النمل ونحل العسل والنمل الأبيض (الأرضة) في مستعمرات حيث تضع الملكات كل البيض بينما تجمع الشغّالات الغذاء للمستعمرة. كما يوجد بين النمل والنمل الأبيض جنود ذوو فكوك قوية يدافعون عن المستعمرة ويحمونها.
يعيش بعض الحيوانات متلاصقًا بعضه ببعض حتى يبدو كأنه حيوان واحد. البارجة البرتغالية مثلاً مجموعة من العديد من الحيوانات الطافية في البحر. ولكل فرد من أفراد المجموعة دور معين يؤديه، حيث يصطاد بعض الأفراد الطعام وتقوم بهضمه أفراد أُخرى، كما تقوم أفراد أُخرى بالتكاثر وإنتاج الصغار.
المشاركات بين الحيوانات. تساعد الحيوانات المختلفة أحيانًا بعضها بعضًا لدرجة أن يكونا شريكين. فهناك مثلاً ما يعرف بالسمك الطعم وهو سمك صغير الحجم يسبح قرب شقائق النعمان البحرية الجاثية فوق الشعاب المرجانية في المحيط الهادئ. فحينما يحاول السمك الأكبر حجمًا اصطياد السمك الطعم، يصبح فريسة سهلة لشقائق النعمان البحرية. وعند ابتلاع شقائق النعمان للسمك الأكبر حجمًا، يقوم السمك الطعم بقضم بعض أجزاء السمك الأكبر حجمًا. تعيش بعض الطيور البيضاء من فصيلة مالك الحزين المعروفة بطير البقر بالقرب من الظباء والأبقار والأفيال في إفريقيا حيث تثير حركة الحيوانات الكبيرة بين الأعشاب الحشرات الجاثمة على الأعشاب، وعندها يسهل على طير البقر اصطياد تلك الحشرات. وعادة ما يجلس طير البقر على ظهر الحيوانات الكبيرة، وإذا أحس الطير بدنو الخطر فإنه يطير من على ظهور الحيوانات وهذا يحذر الحيوانات أيضًا من الخطر.

الحيوانات المهاجرة

يهاجر العديد من الحيوانات في أوقات معينة وذلك في مجاميع. فبعضها يهاجر هربًا من الجو البارد أو لإيجاد مصدر للغذاء الوفير، بينما يهاجر بعضها الآخر عبر مسافات بعيدة لأماكن غذاء مفضلة أو لأماكن خاصة للتكاثر. كما تقوم بعض الحيوانات برحلات دائرية في أوقات منتظمة من السنة في مجموعات كبيرة تسمى هجرة الحيوانات. تهاجر حيوانات الكاريبو والأيل والإلكة من مواطنها الباردة قبيل دخول فصل الشتاء من كل عام إلى مناطق أدفأ، حيث تجد الغذاء خلال أشهر الشتاء ذات البرد القارس والجليد. وتتبع الذئاب والحيوانات الأخرى التي تصطاد الأيائل تلك الحيوانات في هجرتها إلى أماكن غذائها الشتوية. حيوانات المحيطات. تشمل حيوانات المحيطات المهاجرة أنواعًا عديدة من الحيتان، التي تهاجر خلال فصل الصيف إلى المياه الباردة للتغذية، وتعود في فصل الشتاء إلى المياه الدافئة للتوالد. وتشتهر أسماك الأنقليس والسالمون بهجراتها الطويلة التي تقوم بها للتوالد. تسبح أسماك الأنقليس التي تعيش في أنهار وجداول أوروبا وشرق أمريكا في أوقات معينة في المحيط الأطلسي حتى بحر سرجاسو لتضع بيضها بين الحشائش البحرية الكثيفة هناك وتموت، وتسبح صغار الأنقليس راجعة إلى نفس الأماكن التي أتى منها آباؤها (أنهار وجداول أوروبا وشرقي أوروبا). وعلى العكس تمامًا تعيش معظم أسماك السالمون في مياه المحيطات لسنين عديدة، وحينما يأتي وقت التوالد تهاجر آلاف الكيلومترات إلى أعالي الأنهار والجداول الضحلة الداخلية التي ولدت فيها لتضع بيضها هناك وتموت. كما تسبح أسماك السالمون الصغيرة عبر تلك الأنهار إلى أعالي البحار والمحيطات وهكذا دواليك.
الطيور. يهاجر العديد من الطيور هجرات موسمية طويلة. فالطيور المهاجرة التي تعيش في نصف الكرة الشمالي تقوم بهجرتها جنوبًا كل عام قبيل فصل الشتاء وتعود شمالاً في فصل الربيع. ومنها ما يطير مسافات قصيرة مثل طائر أبي الحناء والذي يذهب فقط إلى حيث يتوافر غذاؤه من الثمار اللبية والديدان. ولكن طيور اللقلق التي تعيش في شمالي أوروبا تهاجر مسافات أطول حيث تمضي فصل الشتاء بين مستنقعات نهر النيل في مصر. أما بطل هجرة المسافات الطويلة بين الطيور، فهو طائر الخطاف القطبي، حيث تغادر أسرابه أماكن تعشيشها في الجزر الشمالية في المحيط المتجمد الشمالي حوالي نهاية شهر أغسطس من كل عام مهاجرة جنوبًا إلى شواطئ القارة المتجمدة الجنوبية أنتاركتيكا حيث تكثر الأسماك التي تتغذى بها تلك الطيور في ذلك الوقت. وفي منتصف يونيو تذوب الثلوج من المحيط المتجمد الشمالي، وتكثر الأسماك هناك مرة أخرى، وعندها تعود طيور الخطاف القطبي إلى أماكن تعشيشها في القطب الشمالي. وتستغرق تلك الرحلة حوالي 35,400كم أي ما يقارب مسافة محيط الكرة الأرضية كلها. الحشرات. تهاجر الفراشة الملكة التي تعيش في أمريكا الشمالية كل خريف من شمال القارة حتى جنوبي الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى، وتبدأ رحلة العودة شمالاً في الربيع القادم. وقد يموت معظم الفراشات المسنة في الطريق إلى الشمال، ولكن الفراشات الشابة تكمل الرحلة شمالاً. وتعبر فراشات السيدة الملونة البحر الأبيض المتوسط من أوروبا إلى إفريقيا خلال فصل الشتاء للتوالد، وتقفل الفراشات التي ولدت في قارة إفريقيا عبر البحر الأبيض المتوسط عائدة إلى أوروبا مرة أخرى لتضع بيضها هناك وهكذا دواليك. أما فراشات السيدة الملونة الأمريكية فهي تتنقل سنويًا بين ولاية كاليفورنيا وعبر المحيط الهادئ إلى جزر هاواي وإلى كاليفورنيا مرة أخرى.
الهجرات الخاصة. لقد هاجر بعض الحيوانات مع البشر عبر المحيطات، حيث حضر الأوروبيون الأرانب معهم من أوروبا إلى قارة أستراليا قبل أكثر من 100 عام ويعيش الآن صغار تلك الأرانب عبر معظم قارة أستراليا. وبالمثل، فإن العصفور الدوري الإنجليزي قد أحضر من إنجلترا إلى الولايات المتحدة في حوالي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.

الحيوانات والمناخ

تواجه معظم الحيوانات البرية مخاطر كثيرة من الطقس السيئ. وعادة ما تجتاز العواصف والتقلبات الجوية التي لاتدوم طويلاً بسلام. ولكن أعظم ما يواجهها من أخطار تتعلق بالطقس، ينتج عن البرد والحرارة والجفاف أو القحط (فترات انقطاع الأمطار) والتي تدوم طويلاً. وغالبًا ما تدمر تلك الحالات الجوية مصادر الغذاء ومياه شرب الحيوانات. كذلك فإن كثيرًا من الحيوانات لايستطيع العيش طويلاً تحت ظروف البرد أو الحرارة الشديدة. ولكن التغيرات في الحرارة لا تؤثر كثيرًا على الحيوانات التي تعيش في المحيطات مثل تأثيرها على الحيوانات البرية. والسبب في ذلك يعود إلى أن التغيرات في الحرارة لاتتم بنفس السرعة أو بنفس المدى في المياه مثلها في اليابسة. وعليه فإن الحيوانات المائية المهاجرة لديها وقت أطول مما لدى الحيوانات البرية للهجرة. تأثير البرد على الحيوانات. يدخل الكثير من الحيونات التي تعيش في المناطق الباردة في حالة السبات حيث تنام في جحر أو في كهف طوال فصل الشتاء وحتى حلول الربيع. والكثير منها لا يأكل طوال فترة السبات الطويل، ولكنها تخزن الغذاء على شكل دهن خلال تغذيتها في الصيف وتستغل أجسادها الدهن المخزون خلال السبات. وتشمل الحيوانات التي تدخل في السبات الخفافيش والضفادع والظربان الأمريكي ومعظم الحيوانات الحافرة مثل كلاب البراري. وكثير من الحشرات مثل النحل وبعض الفراشات تنام أيضًا خلال الفصول الباردة. وتتحاشى بعض الحيوانات التي تعيش في المناطق الحارة الحرارة الشديدة بطريقة مشابهة جدًا، حيث تدخل في السبات الصيفي بما في ذلك الأسماك الرئوية وبعض القواقع. تبقى بعض حيوانات القطبين في بيوتها الثلجية طوال العام، وغالبًا ما تكون بعض الحيوانات الصغيرة التي تعيش في القطب الشمالي أو في المناطق الجبلية العالية نشطة تحت ثلوج الشتاء، بما في ذلك حيوانات اللاموس والفئران القطبية. ويبقى حجل الثلوج الألبي في مناطقه القطبية الشمالية طوال فترة الشتاء بينما تهاجر الطيور القطبية الشمالية الأخرى جنوبًا. والسبب في ذلك يعود إلى أن لدى حجل الثلوج الألبي ريشًا يكسو أقدامه ويحميها من البرد، مما يمكنه من التنقل بسهولة فوق الجليد ولذلك لا يبالي ذلك الطائر من الجليد، ولا من برد المياه القطبية الشمالية القارس، وكثيرًا ما يغطس في الشواطئ الجليدية ليمضي الليل هناك. أما في القطب الجنوبي فيتحاشى البطريق الإمبراطور التجمد في البرد القارس بوقوفه على الثلج، وظهره مقابل للرياح المجمدة، كما يبيض ذلك الطائر حتى في فصل الشتاء ويحضن بيضه بين أصابع قدميه، حيث يخفي قدميه وبيضه تحت ريشه الناعم في أسفل جسمه، وهناك تفقس الصغار وتبقى دافئة خلال نموها.
ويبقى ثور المسك والدب القطبي في أقاصي شمال القطب الشمالي خلال فصل الشتاء، بينما يهاجر الكاريبو جنوبًا. ويعود السبب في ذلك إلى الفرو السميك لدى ثور المسك والدب القطبي، والذي يجعلهما يتحملان شدة البرد في شتاء القطب الشمالي. وكذلك يمكن للثعلب القطبي والأرنب البري تحمل برد شتاء القطب الشمالي وذلك لأن أذنيهما وذيليهما أقصر كثيرًا من آذان وذيول الثعالب والأرانب التي تعيش في المناطق الأدفأ. وعندما تتكور تلك الحيوانات القطبية لتتقي البرد، فإن آذانها وذيولها القصيرة تمنعها من فقدان حرارة الجسم. تأثير الحرارة على الحيوانات. كما رأينا فإن قصر الآذان والذيول قد مكن بعض الحيوانات من تحمل البرد، كما مكّن طول تلك الأعضاء حيوانات أخرى من تحمل الحرارة. ومن تلك الحيوانات الثعالب والفئران والأرانب الأمريكية التي تعيش في الصحاري والسهول الجافة والتي لديها آذان وذيول طويلة مكنتها من تحمل الحرارة الشديدة. ففي قمة اشتداد الحرارة خلال النهار تبقى تلك الحيوانات في جحورها تحت الأرض، حيث الهواء أبرد مما يمكنها من فقدان الحرارة جزئيًا من أجسامها عبر آذانها وذيولها الطويلة.
تأثير الجفاف أو القحط على الحيوانات. غالبًا مايهدد الجفاف أو القحط الحيوانات التي تعيش في المناطق الحارة. وخلال ذلك ينضب الغذاء وتجف مصادر مياه الشرب ويموت كثير من الحيوانات ولكن بعضها يقاوم تلك الظروف. وتحصل بعض الحشرات الصحراوية وسحالي معينة على المياه بأكلها نبات الصبار الذي يخزن المياه. كما تحصل جرذان الكنغر التي تعيش في المناطق الجافة من أمريكا الشمالية على المياه من الحبوب التي تتغذى بها. وفي الحقيقة فإن تلك الجرذان لا تشرب الماء طوال حياتها، كما يعيش كثير من الحيات الصحراوية دون ماء لمدة طويلة.
تظل الإبل لأيام عديدة دون ماء وتكون نشطة وقوية رغم حرارة الصحراء. والسبب في ذلك أنها تفرز القليل جدًا من العرق وتبقي الماء داخل جسمها رغم الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، كما تخزن الغذاء في صورة دهن في السنام وبذلك تظل قوية ونشطة دون طعام لأنها تحصل على الطاقة من الدهن المخزون في السنام.

أجسام الحيوانات

يملك كل نوع من الحيوان مميزات جسدية خاصة تتواءم مع طريقة حياته، وتمكنه من المعيشة حسب متطلبات بيئته. فالحيوان يستخدم بعض أجزاء جسمه للحركة وبعضها للتغذية وبعضها للتنفس وبعضها للتكاثر وبعضها للاستجابة لمؤثرات بيئته. وكل هذا نتيجة للتكيف حسب متطلبات الحياة. انظر: التكيف .

كيف تتحرك الحيوانات

تتحرك كل الحيوانات بعض الوقت خلال حياتها، ولكن وسائل الحركة تتباين كثيرًا من حيوان لآخر. فكثير من الحيوانات الدقيقة تعيش في وسط سائل؛ وعليه فهي تتحرك بوساطة نتوءات شعرية في أجسادها تسمى الأهداب. ومن بين تلك الحيوانات المستورقة، وهي ضرب من الديدان المسطحة يعيش في الماء أو في التربة الرطبة وتتحرك عن طريق الانزلاق بوساطة أهداب توجد في السطح الأسفل من جسمها. وتسبح حيوانات المرجان والإسفنج المكتملة النمو بحرية في مياه البحار بوساطة الأهداب، ولكنها سرعان ما تلتصق بالصخور أو بأي جسم صلب وتعيش هكذا طوال حياتها. وعليه فإن الحيوانات ذات الأجسام الدقيقة فقط هي التي يمكنها الحركة بوساطة نتوءات شعرية على أجسامها مثل الأهداب. أما القواقع فهي تتحرك على مسارات تصنعها بنفسها، حيث تنتج مادة لزجة من أسفل قدمها المسطح وتنزلق حواف تلك القدم عبر تلك المادة اللزجة بحركة متموجة تدفع القوقع إلى الأمام. وتتحرك بعض القواقع بنفس الطريقة أسفل الغلاف السطحي للبرك والمسطحات المائية الأخرى. الأقدام والأرجل. تتحرك قنافذ البحر ونجوم البحر وبعض أقاربها من شوكيات الجلد على أقدام أنبوبية وهي أنابيب دقيقة مرنة تندفع من جسم الحيوان، وفي نهاية كل منها يوجد قرص ماص دقيق يستخدم للالتصاق بالأجسام الصلبة، وبهذه الطريقة يتمكن الحيوان من دفع أو جذب نفسه بتحريك أقدامه الأنبوبية. وغالبًا مايستخدم القنفذ أشواكه الصلبة المتحركة لتساعده على الحركة حيث تبرز من صدفته مثل الركائز، وبذلك ترفع الصدفة عن قاع المحيط وتمنعها من الانجراف عبر القاع. أما الحركة الأساسية للحيوان فتقوم بها الأقدام الأنبوبية.


يهيئ الماء للحيوانات دعمًا كبيرًا لأجسامها حيث تطفو فوقه وتنعدم تلك الميزة بالنسبة للحيوانات البرية. وبذلك نرى أن البرمائيات (الحيوانات التي تعيش في الماء والبر) مثل الضفادع والسمندرات تتحرك بسهولة ويسر في الماء، ولكنها في البر لاتستطيع حتى الوقوف على أقدامها وعليه فهي ترقد على الأرض. تستخدم الضفادع أرجلها الخلفية للحركة في قفزات متتالية مفاجئة. أما السمندرات فهي تزحف على أرجلها القصيرة الممتدة على جانبي أجسامها وتثني أجسامها لتستطيع الأرجل القصيرة الارتكاز على الأرض لتتمكن من الحركة. أما التماسيح والطيور ومعظم الثدييات فذوات أرجل قوية تمتد من الجانب الأسفل من أجسامها وبذلك تستخدم الأرجل دعامات للأجسام وأدوات للحركة على الأرض. وعمومًا فإن أسرع الحيوانات البرية هي الحيوانات ذوات الأرجل الأطول بالنسبة لأحجام أجسامها. وتشمل تلك الحيوانات الظباء والأيائل والخيول والنعام وطيور الرية وحمير الوحش. ويستطيع بعض تلك الحيوانات العدو بسرعة تفوق 80كم في الساعة، ولكن، يمكن للتشيتا الصياد ـ وهو من الحيوانات الكبيرة ذات الأرجل الطويلة وينتمي لفصيلة السنوريات ـ أن يسبق كل الحيوانات في العدو. وتستخدم الحشرات أرجلها الست من أجل توازن ممتاز. فهي عادة ما تقف على طقم من ثلاث أرجل بينما تحرك الأرجل الثلاث الأخرى إلى موقع آخر في حركتها. وفي مؤخرة كل رجل من أرجل الحشرات زوج من المخالب وأحيانًا أيضًا خُفٌ لزج يمكن الذباب وبعض الحشرات الأخرى من السير بالمقلوب على سقوف المنازل من الداخل.


الأجنحة والزعانف. يمكن لمعظم الحشرات المكتملة النمو الطيران والمشي، وذلك لأن لديها زوجًا أو زوجين من الأجنحة إضافة إلى أرجلها الستة. ولدى الطيور والخفافيش زوج من الأجنحة مكان الأرجل الأمامية. والخفافيش هي الثدييات الوحيدة التي لديها أجنحة. تتحرك الحيتان والدلافين بدفع ذيولها إلى أعلى وإلى أسفل مما يدفع أجسامها الانسيابية إلى الأمام عبر الماء. أما أرجلها الأمامية فهي زعانف تستخدم أساسًا للتوازن والدوران. وتسبح معظم الأسماك بتحريك زعانفها الذيلية القوية من جانب إلى آخر حركة خفيفة. أما الزعانف الأخرى فتستعمل أساسًا للتوازن. ولدى أسماك الورنك والشفنين زعانف جانبية عريضة تشبه الأجنحة، فتبدو تلك الأسماك كأنها تطير عبر الماء.
ولدى القليل من الحيوانات البحرية طرق خاصة للسباحة. يثني الكركند وجراد البحر زعانفه الذيلية لأسفل ليندفع للخلف، كما يندفع الحبار والصبيد للخلف عن طريق نوع من الدفع النفاث، حيث تسحب الماء داخل تجويف جسمي كبير وتدفعه للخارج عبر فتحة ضيقة أمامية مما يدفع الحيوان للخلف. ويندفع حيوان المحار المروحي للأمام بطريقة مشابهة، حيث يسحب الماء بين شقي صدفته المفصلية، ويدفعه للخارج عبر فتحات صغيرة قرب مفصلة الصدفة.

كيف تتغذى الحيوانات

كل حيوان يأكل لكي يعيش، ولكل ضرب من الحيوان تراكيبه الجسدية الخاصة التي يحصل بها على طعامه من بيئته، ولمعظم الحيوانات أعضاء تقوم بهضم الطعام.
التغذية عن طريق ترشيح الطعام. تستخدم هذه الطريقة الحيوانات المائية من الحيوانات ذات الخلية الواحدة كحيوان البراميسيوم إلى أضخم الحيوانات حجمًا وهو حوت العنبر الأزرق، حيث تحصل على طعامها بتصفية العوالق من المياه. ويستخدم البراميسيوم نوعًا خاصًا من الأهداب لدفع الماء المحتوي على البكتيريا عبر الدهليز الأجوف في أسفل جسمه نحو فتحة فمه، حيث يقوم بترشيح البكتيريا من الماء والتهامها. كما يستخدم المحار أيضًا الأهداب للحصول على الحيوانات المجهرية من الماء. تدفع التيارات المائية الحيوانات الدقيقة داخل صدفة المحار، حيث تلتصق بطبقة من المخاط. وعندها تدفع أهداب المحار المخاط المحمل بالحيوانات المجهرية نحو فم المحار، حيث توجد أعضاء إصبعية رخوة تقوم بدفع المخاط المحمل بالغذاء داخل فم المحار. يبتلع حوت البالين عديم الأسنان كميات كبيرة من الماء المحتوي على غذائه من العوالق الحيوانية والنباتية داخل فمه، حيث تلتصق بالصفائح القرنية المعروفة بالبالين والتي تتدلى في صفوف من سقف فم الحوت. وعندما يغلق الحوت فمه يقوم لسانه الضخم بعصر صفائح البالين بعضها ببعض مما يدفع الماء إلى الخارج ويهرس العوالق في عجينة يبلعها الحوت. التغذية عن طريق الفكوك والأسنان. يستخدم العديد من الحيوانات الفكوك والأسنان للقبض على الطعام ومضغه، فالأسد والقط مثلاً عادة ما يستخدمان فكوكهما وأسنانهما القوية في القبض على طرائدهما، ويستخدمانها أيضًا في تقطيع طعامهما قطعًا صغيرة يمضغانها قبل ابتلاعها. وتستخدم الأبقار والخيول أسنانها في تقطيع الأعشاب. وتفتقر مناقير الطيور للأسنان ولكنها تكون دقيقة لالتقاط الحبوب وهرسها. ويستخدم الكثير من الطيور ـ مثل صائد الذباب وأبي الحناء والسنونو والصعوة ـ مناقيره في صيد الحشرات. وتمزق طيور النسر والصقر والبومة الطرائد بمناقيرها المعقوفة. ومن بين الحيوانات المائية ـ كالأخطبوط والصبيد ـ ما يمتلك فكوكًا شبيهة بالمناقير تستخدمها في التهام الأسماك والسرطانات التي تصطادها بوساطة قرون الاستشعار المليئة بالممصات. وتستخدم الحشرات والديدان الألفية (حيوانات عديدة الأرجل) فكوكها وأسنانها في مسك ومضغ الطعام. والعناكب ليس لها فكوك، ولكن لدى كل منها زوجًا من مخالب السم في مقدمة الفم يحقن به سمًا يشل الذباب وطرائده الأخرى، ثم يرش عليها عصائر هاضمة تحول أنسجة الطرائد إلى سائل يتغذى به العنكبوت.
أعضاء الهضم. لدى معظم الحيوانات أعضاء تقوم بهضم الطعام الذي تأكله،. وقد يخزن الطعام في معدة الحيوان لفترة بعد ابتلاعه، ومن ثم يمر إلى الأمعاء حيث يتم هضمه بينما تمر الفضلات غير المهضومة إلى الخارج عبر أمعاء الحيوان السفلى. وتقوم بعض الحيوانات ـ مثل الطيور وديدان الأرض والحشرات ـ بتخزين الطعام في حوصلة بدلاً من المعدة. وفي الطيور والتماسيح والكركند وبعض الحيوانات الأخرى ذات الحوصلة يمر الطعام من الحوصلة إلى القانصة حيث يطحن جيدًا قبل مروره إلى الأمعاء حيث يهضم. ولدى الأبقار والأغنام ومعظم الحيوانات الأخرى التي تسمى المجترات معدة مكونة من أربعة أجزاء مختلفة يقوم كل منها بدوره المهم في هضم الطعام. انظر: المجتر، الحيوان. وهناك من الحيوانات ـ كبعض الطفيليات مثل الديدان الشريطية ـ ما ليس لديه جهاز هضمي، حيث تعيش الديدان الشريطية في الأمعاء الدقيقة لحيوانات أخرى وتمتص الغذاء المهضوم الموجود هنالك.

كيف تتنفس الحيوانات

يحتاج كل حيوان إلى إمداد مستمر ودائم بالأكسجين لإنتاج الطاقة اللازمة لحياته. ولدى معظم الحيوانات تراكيب خاصة في أجسامها تقوم بأخذ الأكسجين من بيئة الحيوان. وتحصل الحيوانات المائية على الأكسجين من الماء، بينما تحصل عليه الحيوانات البرية من الهواء. وتستخدم كل الحيوانات ـ ما عدا أنواع قليلة منها ـ نوعًا من التنفس وذلك بأخذ الأكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون خارجًا. انظر: التنفس. وهناك أنواع قليلة من الحيوانات ـ تضم الديدان الشريطية والطفيليات المعوية الأخرى ـ تعيش في أماكن لايوجد فيها الأكسجين طليقًا، وعليه تعتمد تلك الحيوانات على طريقة هضمية خاصة تمكنها من الحصول على الأكسجين من غذائها. التنفس عن طريق الخياشيم والرئات. تتنفس معظم الفقاريات المائية عن طريق الخياشيم ومعظم البرية منها عن طريق الرئات. تدخل السمكة الماء عبر فمها ليغمر الخياشيم التي تستخلص الأكسجين منه ثم تطرحه للخارج عبر فتحات أو فجوات بين الخياشيم.
ولدى الأنواع المختلفة من الحيوانات البرية رئات تعمل بطرق عديدة. فالضفادع مثلاً تدفع الهواء في رئاتها تحت ضغط وذلك باستخدام قاعدة الفم مضخة. أما الحيات والسحالي فتستخدم العضلات الموجودة بين أضلاعها لزيادة حجم أجسامها وعليه يدخل الهواء إلى رئاتها ليحتل الفراغ الذي أحدثته تلك الزيادة في حجم الجسم. أما الحيوانات ذات الدم الحار ـ الطيور والثدييات ـ فلديها عضلات وأعضاء تنفسية خاصة تمكنها من الحصول على كميات كبيرة من الأكسجين، وذلك لأن أجسامها تنتج قدرًا أكبر من الطاقة التي تنتجها أجسام الحيوانات ذات الدم البارد لأنها عادة أكثر نشاطًا من ذوات الدم البارد. فهي تستخدم قدرًا كبيرًا من الطاقة للمحافظة على مستوى درجة حرارة أجسامها مهما تغيرت درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. أما الحيوانات ذات الدم البارد فتتغير درجة حرارة أجسامها حسب درجة حرارة الوسط الذي توجد فيه. انظر: الطائر؛ الرئة.
طرق التنفس الخاصة. معظم الحيوانات من اللافقاريات حشرات. وهي تحصل على الأكسجين عبر أنابيب تسمى القصـبات الهوائيـة التي تمتد من فتحات في جدار الجسم إلى كل الأعضـاء الداخلـية للحشرة. وتقوم عضلات جسم الحشرة بضـخ الهواء إلى داخل وخارج تلك الأنابيــب. ولدى اللافقـاريات الأخرى ـ مثل السرطانات وجراد البحر والكركند ـ خياشيم تحت الأجزاء الرقيقة من الجسم أعلى الأرجل.
ولدى معظم العناكب زوج من الرئات ذات صفائح رقيقة من الأنسجة تشبه صفحات الكتاب وبالتالي يطلق عليها الرئات الكتابية. وتتمكن العناكب المائية من التنفس بتلك الرئات تحت الماء، وذلك بأن تحمل معها إلى داخل الماء فقاعات هوائية تحيط بأجسامها عند غطسها في الماء. ولدى بعض قواقع المياه العذبة رئات، وبذلك تخرج للسطح للتنفس حيث يدخل الهواء إلى رئاتها عبر ثقب يوجد في جانب جسم القوقع. أما بقية قواقع المياه العذبة وكل قواقع المياه المالحة فلديها خياشيم تتنفس بها داخل الماء ولا حاجة لها للصعود للسطح للتنفس. وتمتص بعض الديدان وكل اللافقاريات الأخرى كل الأكسجين الذي تحتاج إليه عبر جدار أجسامها، حيث تتنفس ديدان الأرض مثلاً عبر جدار جسمها الرطب.

كيف تتكاثر الحيوانات

التكاثر في الحيوانات
كل الحيوانات تتكاثر ( تنجب صغارًا من نوعها). ولدى معظمها تراكيب جسدية خاصة للتكاثر والبقية الأخرى تتكاثر دون تلك التراكيب الخاصة. انظر: التكاثر. هناك طريقان أساسيان تستخدمهما الحيوانات للتكاثر: 1- التكاثر اللاجنسي و2- التكاثر الجنسي. يقوم والد واحد فقط بإنتاج الصغار في التكاثر اللاجنسي. أما في التكاثر الجنسي فيقوم والدان بإنتاج الصغار. تتكاثر معظم الحيوانات البسيطة ـ مثل الإسفنج والسمك الهلامي والديدان المسطحة وبخاخات البحر ـ في الغالب تكاثرًا لاجنسيًا، ولكنها أحيانًا تتكاثر تكاثرًا جنسيًا أيضًا. أما معظم الحيوانات الأخرى فتتكاثر تكاثرًا جنسيًا فقط.
التكاثر اللاجنسي. يتكاثر الكثير من الديدان المسطحة عن طريق التشظي (التقطيع) حيث يتقطع جسم الدودة إلى قطعتين أو أكثر ثم ينشأ من كل قطعة دودة جديدة. فالمستورقة عادة ما يتقطع جسمها إلى نصفين، ثم ينمو في كل نصف ما يفقده من أعضاء ليصير دودة جديدة، ويمكن للمستورقة أن تتكاثر تكاثرًا جنسيًا أيضًا.
تتكاثر حيوانات الهايدرا والمرجان تكاثرًا لاجنسيًا عن طريق التبرعم، حيث تنمو على جسم الحيوان نتوءات صغيرة تسمى براعم. وبعضها تنمو به أعضاؤه المختلفة وينفصل عن الحيوان الأم كفرد مستقل، بينما يتكاثر كثير من الإسفنج عن طريق تكوين البريعمات، وهي تراكيب شبيهة بالبراعم ولكنها تتكون من خلايا خاصة داخل غطاء واق. وقد ينشأ من تلك الخلايا فرد جديد. انظر: الإسفنج.
التكاثر الجنسي. لدى معظم أنواع الحيوانات التي تتكاثر تكاثرًا جنسيًا فقط خلايا خاصة ينشأ منها صغارها. وتسمى الخلايا الجنسية الأنثوية البيوض، كما يطلق على الخلايا الجنسية المذكرة النطاف (الحيوانات المنوية). وينشأ كائن حي جديد عند التحام نطفة ببيضة، ويسمى ذلك الالتحام الإخصاب أو التلقيح. وبعض الحيوانات التي تتكاثر جنسيًا قد تنتج صغارًا حتى دون تزاوج بينها. فمثلاً تفرز قنافذ البحر ملايين البيوض والنطاف في مياه المحيط. وقد يجد بعض تلك الخلايا بعضه الآخر وعندها يتم الالتحام بينها أو الإخصاب في مياه المحيط وينشأ من البيوض المخصبة صغار تسبح في المياه، ثم تهبط إلى قاع المحيط حيث تصير قنافذ بحر متكاملة وشبيهة بآبائها. ولكن التزاوج يتم بين غالبية الحيوانات التي تتكاثر تكاثرًا جنسيًا حيث تلتقي الذكور والإناث أولاً حتى يتم التزاوج بينها. ويتم التعارف والالتقاء بين الجنسين بطرق عديدة في الحيوانات المختلفة. يتم التعارف بين الجنسين في الطيور مثلاً حسب نسق لوني معين في المناقير أو الريش أو الأرجل حيث يتمايز الجنسان في النمط اللوني لتلك الأماكن. أما اليراعة فينتظر أحد الجنسين أن يصدر فرد من الجنس الآخر إشعاعًا ضوئيًا بصورة معينة حتى يتم التعارف بينهما والالتقاء والتزاوج. وتفرز إناث العثات رائحة في هواء الليل لتجذب إليها الذكور للتزاوج، وتصدر ذكور الجنادب وزيز الحصاد والضفادع والعلاجيم أصواتًا تدعو بها إناثها للتزاوج.
التجدد. تستطيع بعض أنواع الحيوانات الدنيا إنتاج صغار أو تعويض ما فُقد من أجزاء أجسامها عن طريق عملية تسمى التجدد. وتشبه تلك العملية عملية تكاثر شائعة بين النباتات. فإذا تم تقطيع حيوان الهيدرا قطعًا عديدة تصير كل قطعة حيوان هيدرا جديدًا، وكذلك إذا تم تفتيت بعض الإسفنج بتمريره عبر شبكة سلكية، ينشأ من بعض تلك القطع الصغيرة إسفنج جديد. وتنمو لسرطان البحر والكركند مخالب جديدة إذا انكسرت منها تلك المخالب. ويتم التجدد أيضًا حتى في بعض الفقاريات. فإذا فقد السمندر رجلاً تنمو له أخرى جديدة، ويبتر كثير من السحالي طويلة الذيل ذيله عمدًا ليهرب من قبضة عدو وبعدها ينمو له ذيل جديد في فترة وجيزة. ولكن التجدد في الحيوانات العليا يتم في الشعر والأظافر والجلد وبعض أنسجة الجسم الأخرى فقط.

حواس الحيوانات

لدى معظم الحيوانات أجزاء من جسمها تستجيب للتغيرات التي تحدث في الوسط الذي تعيش فيه. وقد يكون مصدر المؤثر (التغيير) رائحة أو منظرًا أو صوتًا أو ذوقًا أو لمسًا. ولايوجد لدى الحيوانات البسيطة التركيب أجزاء خاصة من أجسامها تستجيب بها للمؤثرات الخارجية، بل تفعل ذلك بكل خلايا جسمها. أما الحيوانات المعقدة التركيب وخاصة الفقاريات فلديها أعضاء رفيعة التكوين تستجيب بها للمؤثرات الخارجية. انظر: الجهاز العصبي؛ الحواس. الحواس. تتفاعل بعض الحيوانات البسيطة التركيب مثل الهيدرا والمشط الهلامي مع المؤثرات الخارجية بوساطة خلايا خاصة مبعثرة بين الخلايا الأطرية لجسم الحيوان. أما استجابة معظم أنواع الحيوانات الأخرى للمؤثرات الخارجية، فتعتمد إلى حد كبير على واحد أو أكثر من حواسه الأساسية وهي البصر والسمع والشم والذوق واللمس. ولكن بعض تلك الحواس قد يكون أكثر أهمية لنوع معين من الحيوان دون نوع آخر. فمعظم الطيور مثلاً، لاتستطيع الحصول على الطعام إذا لم تكن تراه. أما السمع فهو الأهم خاصة للخفافيش. فإذا غطيت أذني الخفاش فهو لايستطيع الطيران إطلاقًا، بل يصطدم بكل ما يواجهه من أشياء. وحاسة الشم الدقيقة هي التي تمكن الكلاب من إيجاد الطعام وتتبع الأثر والتعرف على المخاطر التي قد تواجهها. أما حاسة الذوق فهي مهمة جدًا لدى الكثير من الحشرات حيث تحدد الفراشة الطعام بتذوقها حلاوة رحيق الأزهار بوساطة أرجلها. وحاسة اللمس مهمة جدًا للقطط، حيث إن شوارب القط ماهي إلا أعضاء لمس تمكنه من تحسس طريقه بين الأعشاب القصيرة حتى يتمكن من تلافي الاصطدام بالأشياء التي قد توجد في طريقه.
السلوك. يداوم العلماء على دراسة تفاعلات الحيوانات لفهم سلوكها. ويشتمل السلوك على كل استجابات الحيوان للمؤثرات وطرق تصرفه مع تلك المؤثرات. ويبدو أن السلوك العام لمعظم الحيوانات يعتمد على أنماط تفاعلها التي خلقها الله سبحانه وتعالى معها وهي الغرائز والأفعال المنعكسة، وهي ليست مرتبطة بالتقدير العقلي لعواقب التصرفات، لأن الله سبحانه وتعالى قد وهب ذلك فقط للبشر من خلقه. فالحيوانات تتصرف من منطلق الغرائز التي أودعها فيها الخالق جل جلاله، لا من منطلق تعلم تلك التصرفات ودون تقدير عقلي لعواقب تلك التصرفات. وغريزيًا تطير العثة بعد خروجها من شرنقتها مباشرة لتجد غذاءها من عصائر النباتات دون أن يعلمها أحدٌ ذلك، فتلك غريزة خلقها فيها الله سبحانه وتعالى. فالخالق جل شأنه وعظمت قدرته قد أودع في خلقه من الحيوانات مجموعة من الغرائز تمكنها من البقاء في هذه الدنيا. انظر: علم النفس المقارن.
وقد وهب الله سبحانه وتعالى بعض أنواع الحيوان نوعًا من الذكاء (أي بعض المقدرة للتعلم من الخبرة لحل بعض المعضلات)؛ فالفقاريات لديها بعض الذكاء بعكس اللافقاريات. ومن بين الفقاريات فإن القردة العظمى والقردة والدلافين تتعلم بسرعة حل بعض المعضلات التي تتطلب نوعًا من الذكاء. أما اللافقاريات مثل الحشرات والكركند فتظهر مقدرة للتعلم فقط بعد تدريبها بعناية فائقة. وحتى دودة الأرض يمكن تدريبها لتتنحى يمينًا أو يسارًا لتتفادى صدمة كهربائية. انظر: التعلم. ولقد اتضح من الدراسات العديدة التي قام بها كثير من العلماء أن الشمبانزي (البعام) يمكن أن يتعلم أسرع من أي حيوان آخر، ولكن هل يمكن لبعام أن يكتب رسالةً ليقرأها في عام آخر. هذا مستحيل وذلك لأن ميزات ترتيب وتدوين الأفكار والمعارف وتناقلها من جيل إلى آخر ماهي إلا بعض النعم الكثيرة التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على خليفته في الأرض الإنسان دون أي خلق آخر من خلقه. إذ يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾ التين: 4. انظر: الإنسان.
الاتصالات بين الحيوانات. يستخدم الحيوان حواسه لتلقي الاتصالات من حيوانات أخرى من نفس نوعه. فمثلاً حينما يسمع ذكر طائر أبي الحناء غناء ذكر أبي حناء آخر، فهو يعلم جيدًا أن الطائر المغني سوف يستميت في الدفاع عن مقاطعته ضده، أما أنثى أبي الحناء فإن الذكر المغني سوف يرحب بدخولها مقاطعته وذلك بغرض التزاوج معها. وقد يتواصل بعض الحيوانات عن طريق بصمة الرائحة، حيث تطلق أنثى عثة الغجر أو أنثى عثة دودة القز رائحة مميزة في الهواء لتعلن استعدادها للتزاوج. وعندها تطير ذكور تلك العثات من مسافة تصل إلى الكيلومتر مبدية استجابة لتلك الرائحة للتزاوج مع تلك الإناث. وتميز ذكور الببر وعامة الذكور في فصيلة السنوريات حدود مقاطعاتها بالتبول عند تلك الحدود. تُشْعِر رائحة البول أيًا من ذكور الببر أن تلك المقاطعة يحتلها ذكر آخر من الببر.
ويستخدم بعض الحيوانات التعبير بالوجه وبالجسم للاتصالات. فقد يهدد ذكر الرُّباح (السعدان) ذكر رباح آخر بدفع كتفيه للأمام وبفتح فمه مكشرًا عن أنيابه وأسنانه الضخمة الحادة. وقد يرمي ذكر الغوريلا الغاضب بأوراق الأشجار في الهواء ويدق على صدره بقبضتيه. ويؤدي نحل العسل نوعين من الرقصات ليخبر بقية أفراد الخلية بأماكن وجود الأزهار ذات الرحيق الوافر. فإذا وجدت نحلة عسل أزهارًا ذات رحيق قرب خليتها فهي تعود إلى خليتها وترقص في دوائر. أما إذا كانت تلك الأزهار بعيدة عن خليتها فهي ترقص في خط مستقيم تجاه وجود الأزهار، وعندها تطير شغالات النحل الأخرى في ذلك الاتجاه لتجد الأزهار ذات الرحيق.

تصنيف المملكة الحيوانية

يصنف العلماء الحيوانات في مجاميع تصنيفية حسب التشابه والتباين بينها، وهذه طريقة منطقية لترتيب المعلومات عن الحيوانات وإِبراز الصلات بينها. والجداول التصنيفية التالية تبرز بعض مجاميع الحيوان الرئيسية وبعض صفاتها المهمة. الجداول مرتبة ابتداءً من الحيوانات ذات الخلية الواحدة إلى أكثر الحيوانات تعقيدًا في التركيب. يعتبر تصنيف الأحياء من أكثر المواضيع الشائكة جدًا، حيث إن هناك اختلافات كبيرة جدًا بين المدارس التصنيفية المختلفة. وأكثر ما يتفق عليه علماء الحيوان هو تقسيم المملكة الحيوانية إلى عدة مميلكات هي : مميلكة الأوليات ومميلكة البارازوا ومميلكة عديدات الخلايا الحقيقية. هذا باعتبار أن نظام الممالك الخمس الذي اقترحه العالم الأمريكي روبرت هويتيكر منذ عام 1969 لتصنيف الأحياء لم يجد حتى الآن القبول التام بين علماء الأحياء رغم ما فيه من مزايا جليلة عديدة تحل كثيرًا من مشاكل التصنيف الموجودة في نظام المملكتين القديم، حيث صنف العلماء في النظام القديم الأحياء إلى مملكتين فقط هما : المملكة النباتية والمملكة الحيوانية. أما في نظام الممالك الخمس فنجد أن الأوليات هي مميلكة ضمن مملكة الغرطيسيات (البروتيستا)، ولكن في نظام المملكتين فإن الأوليات هي أحدى المميلكات في المملكة الحيوانية.

الجدول الأول: مملكة الأوليات

اسم الشعبة خصائص الشعبة المثال
السوطيات واللحمياتSarcomastigophora جُهيزات الحركة هي السياط أو الأقدام الكاذبة أو كلاهما، لديها نواة واحدة، لا تُكون أبواغًا أساسًا. التكاثر الجنسي إذا وجد يكون أساسًا عن طريق اندماج الخلايا Trypanosoma brucei Entamoeba histolytica
الأوليات ذات الجُهيز الطرفي المعقد التركيب Apicomplexa حين دراستها بالمجهر الإلكتروني النفاذ يوجد بها جهيز طرفي معقد التركيب يتكون من مخاريط صغيرة الحجم وحبال عضلية دقيقة وأنيبيبات إلخ... على الأقل في مرحلة من مراحل دورة الحياة؛ حيوانات ذات نواة واحدة فقط؛ لا أهداب لها ولا سياط إلا في حالة الأمشاج المذكرة حيث يوجد لديها سياط؛ تتكاثر لا جنسيًا بالتفلق أساسًا، كما تتكاثر تكاثرًا جنسيًا حقيقيًا. كلها طفيلية وتتطفل داخل خلايا العائل Toxoplasma gondii
البوغيات الدقيقةMicrospora تُكوِّن أبواغًا، بكل بوغ خيط قطبي واحد أو عدة خيوط قطبية، كلها حيوانات طفيلية داخل خلايا العائل Encephalitozoon cuniculi
البوغيات المخاطية Myxospora تُكوِّن أبواغًا عديدة الخلايا بداخلها عناصر نمو أميبية الشكل، الأطوار الأكولة عديدة الخلايا أيضًا وهي مقسمة إلى عناصر جسدية وعناصر نمو. كلها طفيلية تتطفل على الحيوانات ذات الدم البارد، خاصة الأسماك Myxosorma cereloralis
الهدبيات Ciliophora لها أهداب بسيطة أو عُضيّات (أعضاء صغيرة) هدبية مركبة على الأقل في مرحلة من مراحل دورة الحياة. لديها نوعان مختلفان من الأنوية: النواة الصغيرة، وهي نواة حويصلية والنواة الكبيرة وهي نواة مضغوطة، وتتكاثر لاجنسيًا بالانقسام الثنائي على المحور الأفقي مثل خلايا النبات، وتتكاثر تكاثرًا شبيهًا بالجنسي عن طريق الاقتران (Conjugation)، أكثر الأوليات رقيًا إذ إن بها تخصصًا وتجهيزات متكاملة تقريبًا. Paramecium caudatum
الجدول الثاني :مميلكة البارازوا
اسم الشعبة خصائص الشعبة المثال
الصفيحياتPlacozoa تتكون هذه الشعبة من نوع واحد فقط، وهو حيوان ذو لون أبيض يميل إلى اللون الرمادي وهو حيوان بحري دقيق، شبيه بالصفيحة وذو قطر يبلغ 2 - 3ملم ويتكون جسمه من ثلاث طبقات خلوية ولا رأس له ولا ذيل ولا جهاز عصبي. وهو بدون أي تماثل وليس لديه أية أعضاء ولا عضلات Trichoplax adhaerens
المساميات (الإسفنجيات)Porifera(Sponges) لهذه الحيوانات جدران جسمية مكونة من طبقتين خلويتين، ولديها قنوات داخلية تفتح في ثقوب في جدار الجسم. ينمو معظم هذه الحيوانات في مستعمرات تعيش في المياه العذبة أو غالبًا في مياه البحار المالحة Gelliodes digitalis
الجدول الثالث : مميلكة عديدــات الخلايا الحقيقية.
اسم الشعبة خصائص الشعبة المثال
اللاسعات (الجوفمعويات أو اللاحشويات) Cnidaria (Coelenterates) تتكون أجسام هذه الحيوانات من طبقتين من الخلايا بينها مادة هلامية. والتجويف الوحيد في الجسم هو القناة الهضمية الشبيهة بالكيس وذات فتحة واحدة ولذلك سميت الجوفمعويات. ومن طوائف الشعبة طائفة : الكأسيات (قناديل البحر) وطائفة : الزهريّات (شقائق النعمان والمرجان) Craspedacusta sowerbii
المشطيات (الهلاميات المشطية) Ctenophoa أجسام هذه الحيوانات مستديرة أو مفلطحة تقريبًا، وتحتوي على مادة هلامية. وتعيش هذه الحيوانات في المياه المالحة حيث تسبح بوساطة ثماني زوائد مشطية في شكل صفوف من أنسجة شبه صدفية. ومن بين أفراد هذه الشعبة حيوان حزام فينوس الشبيه بالشريط Cestum veneris
الديدان المفلطحة (المسطحة) Platyhelminthes(Flatworms) لهذه الحيوانات أجسام رخوة ورقيقة ومسطحة على المحور الظهري البطني ومكونة من ثلاث طبقات. معظم الديدان المفلطحة طفيليات في الفقاريات، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : المهتزات أو الدوامات (وهي الوحيدة في الشعبة التي تحتوي على حيوانات تعيش حياة حرة)، طائفة : الترماتودا أو المثقبات (الديدان الورقية)، طائفة : الديدان الشريطية Dugesia dorotocephala
الديدان الساحلية أو أمامية التجويف Nemertina(Ribbon worm) أجسام هذه الحيوانات رخوة ورفيعة ومرنة وليست مقسمة إلى حلقات أو عُقَل مثل الديدان الشريطية، ويعيش معظمها في المياه المالحة، ولكن بعض أنواعها يعيش في المياه العذبة أو في الأرض، وهي ديدان ملونة يعيش معظمها في أجحار تحتفرها في الطين أو الرمل على ساحل البحر، لذلك سميت ساحلية. إلا أن قليلاً منها طفيليات في حيوانات أخرى Prostoma rubrum
الدَّوَّارات أو الدولابيات Rotifera لهذه الحيوانات أطواق من الأهداب على رؤوسها، تستخدمها لدفع الطعام نحو الفم. يعيش معظمها في المياه العذبة، ولكن بعضها يعيش على الأرض، وبعضها الآخر طفيليات في اللافقاريات الصغيرة Brachionus calyciflorus
الديدان شوكية الرأس Acanthocephala لهذه الحيوانات أجسام مسطحة تقريبًا وخشنة، يوجد على خطمها صفوف من الأشواك المعقوفة. كلها طفيلية وليس لديها جهاز هضمي، الأطوار غير المكتملة تتطفل في الحشرات أما الأطوار المكتملة النمو فهي طفيليات في أمعاء الفقاريات، تستخدم خطمها للالتصاق بجدار أمعاء عوائلها من الفقاريات Leptorhynchoides
thecatus
داخلية الإست Entoprocta تشابه هذه الحيوانات الزهور، فلديها أجزاء من الجسم شبيهة بالساق تلتصق بها على الأجسام والحيوانات المائية، ولها جزء كأسي (شبيه بالفنجان) في قمة الساق، يوجد على قمة ذلك الجزء الكأسي طوق من اللوامس يشابه بتلات الأزهار Barentsia matsuchimana
الديدان الأسطوانية Nematehelminthes لهذه الحيوانات أجسام أسطوانية رفيعة. توجد هذه الحيوانات في جميع أنحاء العالم وتعيش في المحيطات والبحيرات والأنهار وكذلك في البر. يعيش كثير منها طفيليات في البشر وفي الحيوانات وأحيانًا تسبب المرض والموت لعوائلها من البشر والحيوانات، ويتطفل بعضها الآخر في النباتات، ولكن الغالبية تعيش حياة حرة Necator americanus
خارجية الإست Ectoprocta هذه حيوانات مائية شبيهة بالنباتات تنمو عادة في مستعمرات وهي عديمة الحركة وتُكون مستعمرات تلك الحيوانات قشورًا على الصخور والأصداف والنباتات المائية. ولدى كل حيوان لوامس حول الفم تدفع الطعام نحو الفم Plumatella
casmiana
عضديات الأرجل (قنديلية الأصداف) Brachiopoda لهذه الحيوانات البحرية أصداف مزدوجة وهي ذات سوق لحيمة تلتصق بها بالصخور، ويعتقد العلماء أن الجنس Lingula التابع لهذه الشعبة هو أقدم جنس من الحيوانات موجود حتى الآن. Terebratulina retusa
الرخويّات Mollusca الأجسام الرخوة لهذه الحيوانات مغطاة بغطاء (طبقة من الأنسجة) يفرز صدفة جيرية. تشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : بطنية الأقدام وهي رخويات وحيدة الصدفة مثل البطلينوس وطائفة إسفينية (بُليطية) الأقدام وهي رخويات ثنائية الأصداف مثل المحار Melongena corona
البرييابوسيات Priapulida لهذه الحيوانات البحرية أجسام شبيهة بالسجق، والرأس متضخم قليلاً ويمكن دفعه للأمام وإلى الخلف، وهي تعيش في الطين أو الرمل وعادة ما تستخدم الأصداف الفارغة للحماية Tubiluchus
corallicola
الديدان الفستقية Sipuncula هذه حيوانات ذات أجسام رقيقة وليس لديها حلقات أو عُقَل. وهي تعيش في الشواطئ حيث تدفن نفسها في الطين أو الرمل، وإذا أُزعجت تنكمش وبذلك تبدو مثل حبة الفستق Themiste
lageniformis
شوكية الذيل Echiura أجسام هذه الحيوانات البحرية رخوة ومكتنزة ويقع الفم في نهاية خطم طويل شبيه بالحوض وهي تحفر جحورًا على شكل الحرف U في الطين أو الرمل أو تجد مأوى بين الصخور في المياه الضحلة. Metabonellia tasmanica
الحلقيات (الديدان الحلقية) Annelida لهذه الحيوانات أجسام طويلة ذات حلقات عديدة ومعظمها مغطى بشعيرات تستعملها في الحركة، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : عديدة الأشواك (ديدان الرمل) وطائفة : قليلة الأشواك (ديدان الأرض) وطائفة : العَلَقيات (العلقة( Lumbricus terrestris
المفصليات (مفصليات الأرجل) Arthropoda (تتكون أجسام غالبية هذه الحيوانات من رأس وصدر وبطن وثلاثة أزواج أو أكثر من الأرجل عديدة المفاصل، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : العنكبوتيات (العناكب) وطائفة : رخوية الهيكل (الكركند) وطائفة : الحشرات (الحشرات) وطائفة : مفردة أزواج الأرجل (الحيوانات ذات الأرجل المائة أي المئينية) وطائفة: ثنائية أزواج الأرجل (الحيوانات ذات الأرجل الألف أي الديدان الألفية Melanoplus
differentialis
الملتحيات (الديدان الملتحية) Pogonophora لهذه الحيوانات البحرية التي تعيش في أعماق البحار أجسام دودية الشكل، ويتضمن الجزء الأمامي القصير من الجسم "الرأس" وهناك لوامس طويلة أسفل الرأس تجعل هذه الحيوانات تبدو كأنها ملتحية Oligobrachia ivanovi
شوكيات الجلد (قنفذيات الجلد) Echinodermata لهذه الحيوانات البحرية صفائح جيرية ذات أشواك، وتشمل طوائف هذه الشعبة طائفة : الزنبقيات (زنابق البحر) وطائفة : النجميات (نجوم البحر) وطائفة : الثعبانيات (نجوم البحر الهشة) وطائفة : الشوكيات (قنافذ البحر) وطائفة : المبخريات (خيار البحر( Asterias forbesi
شوكية الفكوك (الديدان السهمية) Chaetognatha لهذه الحيوانات أجسام رقيقة وشفافة ومقسمة لثلاث مناطق محدودة هي 1- الرأس 2- الجذع 3- الذيل، ولديها زعانف في الجذع وزعنفة ذيلية للحركة. وهي جزء مهم من العوالق البحرية في المحيطات Sagitta bipunctata
نصفية الحبل Hemichordata لمعظم هذه الحيوانات البحرية الدودية الجسم خطم رفيع أمام الفم والعديد من الفتحات الخيشومية على جانبي الجسم، وهي تعيش في الطين أو الرمل، وتشابه أجنتها أجنة شوكيات الجلد Ptychodera flava
الحبليات Chordata لهذه الحيوانات في مرحلة من مراحل حياتها حبل ظهري (تركيبب شبيه بالعمود) يدعم الجسم، وفي الفقاريات يتحول الحبل للسلسلة الفقرية، في مرحلة التكوين الجنيني يوضح الشكل الذي يلي هذا الجدول تصنيف شعبة الحبليات.

مستقبل الحيوانات

يعتقد بعض العلماء أننا نعيش في عصر يتسم بالانقراض. ففي الولايات المتحدة وحدها انقرضت حوالي 40 نوعًا من الطيور و35 نوعًا من الثدييات و25 نوعًا من الحيوانات، خلال السنوات المائتين الماضية. وقد انقرض الكثير من هذه الأنواع بسبب النشاط البشري، كما أصبحت مئات الأنواع الأخرى في الولايات المتحدة مهددة (معرضة لخطر الانقراض). ولكن أعدادًا متزايدة من الناس تعمل اليوم على الحفاظ على تنوع الحياة الحيوانية لصالح الأجيال القادمة.
كيف يهدد البشر الحيوانات. يهدّد البشر الحيوانات بطرق عديدة، نوجز بعضها هنا.
تدمير الموطن. عندما يبني الناس المدن، أو يقطعون الغابات للحصول على الأخشاب، أو تنظيف الأرض بغرض الزراعة، تتعرض بيئات الحيوانات إلى التدمير. فعلى سبيل المثال، كانت الدببة الرمادية وأسود الجبال تتجوّل بحرية يومًا ما في الموقع الحالي لمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ولكنها لاتستطيع العيش في المدينة اليوم.
واليوم، تتعرض بيئات الحيوانات في الغابات المدارية إلى التهديد، أكثر من غيرها، حيث يقطع الناس الأشجار بسرعة فائقة، للحصول على الأخشاب الصلبة القيمة مثل الماهوجني والتيك، وينظفون الأرض لزراعة المحاصيل الزراعية. ونظرًا لأن التربة في هذه المناطق ليست عالية الخصوبة فإن المزارع لا تنتج المحاصيل إلا لسنوات قليلة، ولذا يلجأ المزارعون إلى تنظيف المزيد من المساحات، بقطع أشجارها. وبحلول السنوات الأولى من تسعينيات القرن العشرين، شملت المساحات المدمرة حوالي خمسي مساحة الغابات المدارية في العالم.
ويولي العديد من العلماء، وغيرهم من المهتمين بالحياة الفطرية، تدمير الغابات المدارية اهتمامًا خاصًا، حيث يشيرون إلى أن التنوع البيولوجي، أي وجود أعداد كبيرة من أنواع النباتات والحيوانات، في هذه الغابات، يفوق التنوع البيولوجي في أي بيئة أخرى. فقد تحتوي ثلاثة كيلومترات فقط من الغابات في أمريكا الجنوبية على عدد من أنواع الطيور أكثر مما نجده في العديد من الدول. وفي الواقع، اكتشف العلماء، أن شجرة واحدة في غابة مدارية ببيرو يعيش عليها 43 نوعًا من النمال. ويساوي هذا العدد عدد أنواع النمال في المملكة المتحدة كلها.
وبالرغم من احتمال وجود عدد من أنواع الحياة الحيوانية في مكان واحد من المنطقة المدارية، فإن العدد الكلي للكثير من الأنواع المدارية صغير جدًا. وعليه فإن تنظيف مساحة واسعة من الغابات يؤدي إلى قتل كل الكائنات الحية المنتمية لبعض الأنواع.
التلوث. قد يؤدي عدد من أنواع التلوث أيضًا إلى تدمير الحيوانات ومواطنها. فالكيميائيات الزراعية، والنفايات الصناعية، تتسرب أحيانًا إلى البرك والأنهار، وتقتل الحياة الفطرية هناك. كذلك يؤدي تلوث الهواء الذي تسببه المصانع، التي تستخدم الوقود الأحفوري مثل الفحم والزيت، إلى التدمير الشديد للغابات والحياة الفطرية. وتموت الأسماك وغيرها من الحيوانات، بسبب المطر الحمضي، أي المطر المركز بحمضي الكبريتيك والنيتريك الناتجين عن تلوث الهواء.
ويشكل ازدياد ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تهديدًا طويل الأمد للحيوانات ومواطنها. فالكثير من المصانع ـ بالإضافة إلى السيارات ومحطات القدرة ـ تنفث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو. وتساعد أشجار الغابات ونباتاتها في امتصاص هذا الغاز، ولكن نظرًا لأنها تتعرض للقطع المستمر فإن معدلات ثاني أكسيد الكربون تتزايد. ويعتقد كثير من العلماء أن كميات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة في الجو تسرع معدل ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، الناتج عن الظاهرة المعروفة باسم تأثير البيت المحمي. ويمكن أن يحدث هذا الارتفاع تأثيرات كبيرة في مناخ الأرض، تؤدي بدورها إلى تدمير عدد كبير من أنواع الحيوانات والنباتات. انظر : تأثير البيت المحمي.
إدخال الأنواع الجديدة. قد يكون لإدخال أنواع جديدة في منطقة معينة نتائج غير متوقعة. ففي منتصف القرن التاسع عشر على سبيل المثال، إدخل الناس الأرانب في الحياة البرية في أستراليا. وبسبب عدم وجود أعداء طبيعيين للأرانب في تلك المناطق ازدادت أعدادها بكثرة، وأدى هذا التكاثر بدوره إلى اختفاء البندقوط ذي الأذن الأرنبي ـ وهو من الحيوانات المستوطنة في أستراليا ـ من بعض مناطق القارة. وقد نتج هذا الاختفاء بسبب التنافس على الأجحار، الذي نشأ عن وجود العدد الكبير من الأرانب، ولأن السموم والشراك التي استخدمها الناس ضد الأرانب قتلت أيضًا أعدادًا كبيرة منها. انظر : البندقوط .
وقد يتسبب الإنسان في دخول أنواع جديدة من الحيوانات إلى منطقة معينة، دون قصد. فبلح البحر الوحشي مثلاً حيوان صدفي يستوطن المنطقة المحيطة ببحر قزوين، بين أوروبا وآسيا. وقد عثر على هذه الحيوانات أول مرة في أمريكا الشمالية، في عام 1988م، حيث أطلقت يرقاتها في البحيرات العظمى دون قصد عبر مياه التوازن، وهي المياه التي تحفظ داخل السفينة لحفظ توازنها. واليوم يشكل بلح البحر الوحشي آفة رئيسية في أمريكا الشمالية، وقد يهدد وجوده الموارد الغذائية لكثير من الأسماك والأصداف التي تستوطن البحيرات العظمى.
الصيد. أدى الصيد الجائر للعديد من الحيوانات عبر القرون إلى فنائها. فصيادو ما قبل التاريخ، على سبيل المثال، ربما تسببوا في انقراض الماموث الصوفي والمستودون بصيدهما. انظر : الماموث؛ المستودون، حيوان.
وقد كان الصيد الجائر في المائتي سنة الماضية بصفة خاصة، من أهم أسباب تدمير الحياة الحيوانية، حيث تسبب في انقراض كائنات مثل الأوك الكبير والحمام المهاجر وبقرة ستيلر البحرية. انظر : الأوك، طائر؛ الحمام المهاجر؛ بقرة البحر.
النمو السكاني. يتزايد عدد سكان البشر في العالم باطراد. فقد بلغ عدد سكان العالم في نهاية تسعينيات القرن العشرين حوالي 6 بليون نسمة، أي حوالي خمسة أضعاف عدد سكان العالم في عام 1850م. ويتوقع بعض الخبراء أن يبلغ عدد سكان العالم في عام 2050م حوالي 11,5 بليون نسمة، أي حوالي ضعف عدد السكان الحالي. وسيضيف هذا الازدياد الهائل لعدد السكان عبئًا إضافيًا على المواطن الطبيعية أو تدميرها.
كيف يحمي البشر الحيوانات. منذ أواخر القرن التاسع عشر تزايد اهتمام الناس بتدهور الحياة الفطرية في العالم. وقد نتج هذا الاهتمام جزئيًا بسبب تزايد إدراك الناس للعلاقات المتداخلة بين الأنواع ـ أو ما يعرف بشبكة الحياة. فكثير من الناس الآن يعرفون أن اختفاء الأعداد الكبيرة من الأنواع، يهدد حياة الكائنات الحية الأخرى، بما في ذلك البشر.
المناطق المحميّة. تهتم العديد من الدول بتشييد المتنزهات الوطنية، ومناطق حفظ الطرائد، والملاجئ الفطرية، التي تحمى فيها مواطن الحيوانات من التغول، ويحظر فيها الصيد. ويعتقد الكثيرون من المهتمين بصيانة الحياة الفطرية أن هذه المناطق تمثل الأمل الأخير لحماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض. ففي الهند مثلاً، هناك الآن حوالي25,000 كيلومتر مربع، مخصص لحفظ النمور. وقد تضاعف عدد النمور في الهند منذ تطبيق المشروع المسمى مشروع النمر في عام 1973م. ويحتضن متنزه يلوستون الوطني حيوانات نادرة مثل الدب الرمادي والبيسون والعقاب الأصلع والقم البوّاق. ويحمى الفيل الإفريقي والخرتيت الأسود في متنزهات وملاجئ في السافانا الإفريقية.
وتحمى الحيوانات أيضًا بالاتفاقيات الدولية. فبحلول عام 1988م، على سبيل المثال، أوقفت كل الدول صيد الحيتان التجاري لأن كثيرًا من أنواع الحيتان أصبحت مهددة بالانقراض. انظر : الحوت . كذلك اتفق الموقعون على معاهدة أنتاركتيكا على تبني قوانين لحماية نباتات أنتاركتيكا وحيواناتها.
القوانين. تحمي القوانين أيضًا الحياة الفطرية في مختلف من الدول. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يحتفظ المسؤولون بقائمة عن الأنواع المهددة بالانقراض. وتفرض القوانين على كل من يريد استغلال موطن يسكنه نوع مهدد بالانقراض، أن يثبت أن التغييرات المتوقعة لن تؤثر على ذلك النوع. وفي ماليزيا يعاقب كل من يقتل سعلاة أو يجرحها أو يقبضها بالسجن.
وتحدد بعض الهيئات الحكومية أيضًا عدد طرائد بعض الأنواع التي يمكن صيدها في كل موسم. وحين يصبح نوع معين نادر الوجود، تلجأ الهيئات الحكومية إلى تخفيض العدد المسموح بصيده قانونًا من ذلك النوع، لتعويض الفاقد.
الاستيلاد. أصبحت بعض الأنواع، مثل الكندور الكاليفورني، نادرة جدًا، مما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن الطريقة الوحيدة لانقاذ هذه الأنواع، هي استيلادها في الأسر. ومن الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض، والتي تستولد الآن في الأسر، المارية العربية والدب الشمسي والسعلاة والكركي الناعق. وفي حالة نمو أعدادها تبذل المحاولات لإعادة بعضها إلى الحياة الفطرية.
ويتم الآن إعادة بعض الأنواع إلى مواطنها الأصلية، حيث أعيد الوشق مثلاً إلى جبال فوزج بفرنسا وجبال جورا بسويسرا. ويحلق نسر جربيبيتوس ذو اللحية الآن في مناطق أخرى فوق جبال الألب.
ويظل مستقبل الحياة الفطرية غامضًا بالرغم من جهود المعنيين بصيانتها. فالبشر يتزايدون باستمرار، ومازالت الغابات وأراضي الحشائش تتعرض للتدمير، ويواصل الناس صيد الفيل الإفريقي والنمور وغيرها من الحيوانات المعرضة للزوال، ويهدد تلوث الهواء والمطر الحمضي وتلوث الماء حياة الأنواع الفطرية.

جـدول لذكـاء الحيـوانات

القردة العظمى والقرود. لديها مقدرة للتعلم أكثر مما لدى أي حيوان آخر. فمثلاً يستخدم الشمبانزي (البعام) أدوات لأداء أْعمال مختلفة. والمعروف عن البعام أنه يبري الأغصان الرقيقة ويستخدمها في اصطياد النمل الأبيض (الأرضة) من تلاله في أحراش القارة الإفريقية، وبالتالي فإن البعام يعتبر أذكى الحيوانات على الاطلاق.
الثدييات البحرية. لدى كل من الدلافين والحيتان دماغ قريب من دماغ البشر ويعتبر الدلفين مخروط الأنف أذكى الحيوانات المائية ولقد تم تعليمه أداء بعض الأعمال المعقدة.
الثدييات آكلة اللحوم. أبدى كل من القط والكلب قدرات للتعلم أفضل من كل الحيوانات الأخرى ما عدا القردة العظمى والقرود والثدييات البحرية. وقد تتعلم الدببة والأُسود والببرات (جمع الببر) والذئاب بنفس السرعة التي تتعلم بها القطط والكلاب.
الحيوانات ذات الحافر. يستجيب كل من الفيل والحصان جيدًا للأوامر والإشارات، ولكن الخنزير أفضل من يحل المعضلات بين الحيوانات ذات الحافر.
القوارض. عادة ما تجد طريقها عبر ممرات أرضية معقدة، ويمكنها التمييز بين شكل وآخر. ويعتبر السنجاب واحدًا من أذكى القوارض.
الطيور. يستطيع كل من الغراب الأسحم والحمام حل مسائل حسابية بسيطة. أما الببغاوات وكثير من الطيور الأخرى فلديها مقدرة عظيمة على تقليد وتذكر الأصوات.
البرمائيات والزواحف. يصعب اختبار هذه الحيوانات. ولكن إذا وضع كثير منها أمام ممرات عديدة فغالبًا ما تختار الممرات التي تقود إلى الطعام.
الأسماك. يميز كثير من الأسماك الألوان، حيث يمكن تعليمه السباحة نحو ألوان معينة وتجنب ألوان أخرى. وبعضها مثل أسماك السالمون يمكن أن يتذكر الألوان لسنين عديدة.
اللافقاريات. لديها مقدرة قليلة جدًا للتعلم، ولكن يمكن تدريب بعضها لتجنب الأماكن الخطرة والتوجه إلى الأماكن الآمنة.

أسئلة

  1. ما أكبر الحيوانات على الإطلاق؟
  2. لماذا يعيش طير البقر قرب الأبقار والأفيال والحيوانات الكبيرة الأخرى؟ ما الفوائد التي تجنيها الحيوانات الكبيرة من وجود تلك الطيور بجانبها؟
  3. ما مجاميع الحيوانات ذات الدم الحار؟
  4. اذكر وسيلتين ساعدت بها الحيوانات النباتات.
  5. لماذا يحمي البشر العديد من الحيوانات الوحشية؟
  6. كيف تمكن أذنا الثعلب القطبي القصيرتان وذيله القصير الحيوان من المعيشة في البرد القارس؟
  7. ما الفرق بين التلوين الوقائي والتشابه الوقائي؟
  8. كيف تعتني خيول البحر بصغارها؟
  9. ما السبيلان الرئيسيان اللذان تتكاثر بهما الحيوانات؟
  10. لماذا تدعى حيتان البالين حيوانات متغذية بوساطة ترشيح الطعام؟
  11. ما بطل الهجرات الطويلة بين الحيوانات؟ كم من المسافة يقطعها ذلك البطل كل عام في هجراته؟