
كل الناس يحلمون، ولكن القليل منهم يتذكر أحلامه. بعض الناس يتذكر نزرًا يسيرًا من الأحلام التي استيقظ بعد رؤيتها مباشرة، ونادرًا ما يتذكر أحلامه السابقة. ولا يوجد فرد يتذكر كل الأحلام. ويمكننا القول بصفة عامة إن الأحلام سرعان ما تُنسى.
والناس يرون في معظم أحلامهم، وقد يسمعون أو يشمون، أو يلمسون أو يتذوقون. وعادة ما يكون الحلم ملونًا، ولكن الألوان لا أهمية لها في الأحلام، حيث لا يتذكَّرها الحالم إلا نادرًا.
بيولوجية الأحلام. تنتج الأحلام مثلها مثل كل العمليات العقلية، عن الدماغ ونشاطه. وسواء أكان الشخص نائمًا، أم مستيقظًا، فإن الدماغ يعطي باستمرار موجات كهربائية. ويقيس العلماء هذه الموجات بجهاز يسمى مخطاط كهربائية الدماغ انظر: مخطاط كهربائية الدماغ.

وإذا حدث أن استيقظ المرء في هذه الفترة، فإنه عادةً يتذكر تفاصيل الحلم الذي رآه. يحلم معظم البالغين ما بين ثلاث وخمس مرات، خلال ثماني ساعات من النوم. وتحدث الأحلام عادةً كل 90 - 100 دقيقة وتستغرق وقتًا يتراوح بين 5 و30 دقيقة في كل مرة.
وأثناء فترة حركة العين السريعة تكون الممرات التي تحمل النبضات العصبية من الدماغ إلى العضلات مسدودة، ولذا فإن النائم لا يستطيع أن يتحرك أثناء الحلم. وفي هذه الفترة كذلك يزداد نشاط قشرة المخ ـ الجزء من الدماغ المسؤول عن الوظائف العقلية العليا ـ بصورة ملحوظة. وتقوم بتنبيه القشرة، خلايا خاصة في الجهاز العصبي تسمى الخلايا العصبية، حيث تحمل هذه الخلايا النبضات العصبية، من جزء خاص بالدماغ يسمى جذع الدماغ.
تفسير الأحلام. تشتمل الأحلام على آخر الأحداث والانفعالات التي مرت على الحالم.


وظائف الأحلام. وظيفة الأحلام غير معروفة على وجه التحديد، وربما كان لها دورٌ في مساعدة الدماغ على استعادة قدرته على أداء بعض المهام، مثل تركيز الانتباه، والتذكر، والتعلم. وبالرغم من نظرية ماكارلي ـ هوبسون، فإن معظم الأطباء النفسانيين يعتقدون أن مشاعر الشخص الدفينة، غالبًا ما تطفو على السطح في الأحلام. وبناء على هذه الحقيقة، يقوم الأطباء النفسانيون بتحليل أحلام المريض في محاولة لتحسين مستوى فهمه لنفسه.