حيوانات ذاوت جلد حرشفي جاف تتنفس بوساطة الرئتين. ويوجد حوالي 6000
نوع معروف من الزواحف تُكَوِّن إحدى طوائف الفقاريات (الحيوانات ذات السلسلة
الفقرية). وتشمل الزواحف القاطورات (التماسيح الأمريكية)،
والتماسيح، والسحالي، والثعابين، والسلاحف، وعظاية
التواتارا البدائية.
الزواحف من الحيوانات ذوات الدم البارد، أي أن ليس لديها درجة حرارة ثابتة، بل تتغير درجة حرارة جسمها حسب درجة حرارة الوسط الموجودة فيه، لذلك يجب عليها تفادي درجات الحرارة العالية جدًا والمنخفضة جدًا لتمارس نشاطات حياتها الطبيعية. تنشط أغلب الزواحف خلال النهار متنقلة بين الأماكن المشمسة والظليلة، أما معظم الأنواع التي تعيش في المناطق الحارة فتنشط ليلاً، كما تدخل الزواحف التي تعيش في المناطق ذات الشتاء القاسي في البيات الشتوي خلال فصل الشتاء.
تتفاوت الزواحف كثيرًا من حيث الحجم. فقد يصل طول الأصلة مثلاً 9م وتزن السلحفاء جلدية الظهر حوالي طن متري، بينما يصل طول بعض السحالي 5سم فقط.
والكثير من الزواحف معمَّر. وقد عاشت بعض السلاحف في الأسر لأكثر من 100 عام.
تعيش الزواحف في كل قارات العالم ما عدا القارة المتجمدة الجنوبية (أنتاركتيكا)، وفي كل المحيطات ما عدا المحيطات القطبية، لكنها تكثر في المناطق المدارية. ويعيش العديد من أنواع الثعابين في الغابات إما على الأشجار أو في أرض الغاب. كما يحفر الثعبان الأنبوبي وأصلة البوا أنفاقًا في الأرض. وهنالك من الزواحف ما يقضي جل حياته في المحيطات، مثل سحالي الإجوانة البحرية والسلاحف البحرية، ويمضي بعض الثعابين البحرية حياته كلها في الماء.
يخشى كثير من الناس الزواحف، لكن معظم أنواع الزواحف ليست مؤذية وتتجنب البشر ما أمكنها ذلك. والتمساح النيلي وتمساح المياه المالحة قد تهاجم وتقتل الإنسان ولبعضها عضات سامة، مثل وحش الهيلية والسحلية المكسيكية المحببة وكثير من الثعابين بما في ذلك ثعبان الكوبرا والحية الجرسية والأفاعي الخبيثة والثعبان النمر.
يأكل الناس في كثير من أنحاء العالم الزواحف وبيض الزواحف، كما يصطاد الناس بعض الزواحف، مثل القاطورات والتماسيح والسحالي والثعابين لجلودها التي تصنع منها الأحزمة والأحذية والمنتجات الجلدية الأخرى. لكن كثيرًا من الأقطار يمنع استيراد جلود أنواع الزواحف المهددة بالانقراض.
السحالي والثعابين تمثل هذه المجموعة أكبر مجاميع الزواحف، إذ إن هنالك حوالي 3000 نوع معروف من السحالي ومثلها من الأنواع المعروفة من الثعابين. ويوجد لدى معظم أنواع السحالي أربعة أرجل وذيل طويل وجفون متحركة وفتحات أذن خارجية، لكن بعضها ليس لديه أرجل مثل أنواع السحالي المسماة؛ الثعابين الزجاجية والديدان البطيئة. وتعيش السحالي في المناطق الحارة والدافئة، وهي شائعة في الصحاري.
ولدى الثعابين أذيال تتفاوت في الطول حسب النوع، وليس لديها أرجل ولا جفون ولا فتحات أذن خارجية، ويحمي أعين الثعابين غشاء شفاف غير متحرك. وتعيش الثعابين أساسًا في المناطق المدارية والمناطق الدافئة، لكن بعض الحيات الأوروبية الخبيثة تعيش شمال الدائرة القطبية الشمالية في فنلندا والسويد.
السلاحف. هي الزواحف الوحيدة ذات الأصداف، حيث يمكنها جذب رأسها وأرجلها داخل الصدفة طلبا للحماية. ويوجد حوالي 250 نوعًا معروفًا من السلاحف تعيش على الأرض وفي المياه العذبة وفي المحيطات.
التمساحيات. تشمل هذه المجموعة القاطورات والكيمنات (تماسيح أمريكية) والتماسيح والجافيالات (تماسيح هندية)، ويوجد حوالي 20 نوعًا معروفًا من التمساحيات تعيش كلها بالقرب من المياه. وهذه الزواحف لديها خَطْم طويل وفكوك قوية وأقدام خلفية مكففة، وهي تستعمل ذيلها القوي للسباحة. وتعيش كل التمساحيات تقريبًا في المياه العذبة والأماكن المنخفضة من المناطق المدارية، وتعيش القاطورات في جنوب الصين وفي المناطق الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية.
التواتارا. تعيش عظاية التواتارا البدائية في العديد من الجزر القريبة من سواحل نيوزيلندا. وهي تشبه السحالي، لكنها أقرب صلة بالديناصورات المنقرضة.
الجلد. الجلد في كل الزواحف مغطى بحراشف. فالسحالي والثعابين ذوات حراشف متداخلة ومتواصلة وتغطي كل الجسم، بينما تتجمع حراشف التمساحيات والسلاحف والتواتارا في مناطق تسمى الصفائح. وتملك التمساحيات وبعض السحالي كذلك قطعًا عظمية تسمى العظام الجلدية ضمن حراشفها. وعليه فإن جلد تلك الزواحف يُكَوِّنُ درعًا واقيًا.
ينسلخ كثير من الزواحف مرات عديدة في العام، حيث تتكون حراشف جديدة تحت الحراشف الجلدية القديمة مما يقود إلى خلخلة الحراشف القديمة. ففي حالة الثعابين مثلاً، تتخلخل الحراشف المحيطة بالخَطْم أولاً وعندها يدفع الثعبان إلى الخلف الجلد الذي تخلخل مستعينًا على ذلك بصخرة أو بساق أحد النباتات. ثم بعد ذلك يزحف الثعبان خارجًا من جلده القديم تاركًا ذلك الجلد قطعة واحدة. لكن معظم السحالي تطرح جلدها القديم على قطع طولية كبيرة. أما التمساحيات فيتآكل جلدها القديم تدريجيًا ليظهر تحته الجلد الجديد.
الهيكل. يمثل هيكل الزواحف دعامة داخلية للرأس والجذع والذيل. ولدى غالبية الزواحف عظمة كتف وعظمة حوض، يطلق على كل منهما اسم القوس العظمي، ويدعمان الأرجل. ولكن غالبية الثعابين ليس لديها أقواس عظمية، كما توجد أقواس السلاحف العظمية، بخلاف الحيوانات الأخرى جميعًا داخل القفص الصدري. وتُكَوِّنُ الأضلاع والفقرات العظمية الطبقة الداخلية لصدفة السلاحف.
الأعضاء الداخلية. تتنفس الزواحف بوساطة الرئتين، ولبعض أنواع الثعابين رئة واحدة فقط. ويتفاوت الجهاز الهضمي في أنواع الزواحف المختلفة حسب نوع الغذاء الذي يتناوله كل نوع. فأنواع الزواحف التي تتغذى بالحيوانات أو المنتجات الحيوانية، مثل البيض لديها معدة بسيطة ومعى طويل، وتشمل أصلة البوا ووحش الهيلية. أما الأنواع التي تتغذى بالنباتات، بما في ذلك سحالي الإجوانة والسلاحف البرية، فلديها معدة معقدة التركيب. أما أنواع التمساحيات المختلفة فعضلات المعدة لديها كبيرة جدًا، تمكنها من تفتيت اللحم الذي تتغذى به إلى قطع صغيرة جدًا.
تنتج الزواحف السامة السم من غدة توجد في الفم، ويؤثر ذلك السم إما على الدورة الدموية للضحية أو على جهازها العصبي.
أعضاء الحس. لدى معظم الزواحف نظر جيد. والأنواع التي تنشط نهارًا لديها بؤبؤ عين مستدير، أما تلك التي تنشط ليلاً فلديها بؤبؤ عين طولي، مثل الشق يمكن إغلاقه تمامًا في النور الباهر. أما من ناحية السمع فتتفاوت الزواحف من حيث قوة سمعها. لكن معظمها يستطيع سماع الأصوات ذات الطبقات المنخفضة. ولدى غالبية الزواحف طبل أذني وأذن وسطى وأذن داخلية، لكن الثعابين ليس لديها أذن وسطى ولا تستطيع سماع الأصوات المحمولة في الهواء، لكنها تسمع بتحسس الذبذبات المنبعثة عبر الأرض.
لدى كل من الثعابين والسحالي تجويفان صغيران في سقف الفم يسميان عضو جاكبسون. تلتقط تلك الحيوانات بألسنتها جسيمات من الهواء ومن الأرض وتدخلها في عضو جاكبسون، حيث إن جدران ذلك العضو مبطنة بأنسجة حساسة تعين تلك الحيوانات على الشم. ولدى حية الوجرة الخبيثة أعصاب خاصة توجد في تجويفين يوجدان قرب الخَطْم وتلك الأعصاب حساسة للحرارة بما في ذلك الحرارة المنبعثة من أجسام الطيور والثدييات تساعدها على اصطياد طرائدها من تلك الحيوانات.
تتزاوج معظم الزواحف في فصل الربيع ليولد الصغار في فصل الصيف. وكل السلاحف والتمساحيات وبعض السحالي والثعابين حيوانات بياضة (أى تضع بيضًا مغطى بقشور) وتضع الإناث بيضها في أكوام النباتات المتحللة أو داخل جُحْر في الأرض أو في أي مكان على الأرض. وتتم حضانة البيض بوساطة حرارة الشمس أو عن طريق الحرارة المنبعثة نتيجة لتحلل النباتات التي وضع داخل أكوامها البيض مما يؤدي إلى فقسه. وبعض الثعابين والسحالي حيوانات بيوضة ولودة حيث تحتفظ الأنثى بالبيض المخصب إلى أن يفقس داخل جسمها وتخرج الصغار إلى الخارج، كما أن القليل جدًا من الثعابين والسحالي حيوانات ولودة أي لدى الأنثى مشيمة داخل جسمها تلصق الصغار النامية بجسم الأم وتزودهم بالغذاء حتى الولادة، تمامًا مثل ما يحدث في الثدييات المشيمية. وتولد صغار الزواحف البيوضة الولودة وصغار الولودة أحياء.
ويعتني القليل جدًا من الزواحف ببيضه أو بصغاره، لكن إناث بعض الأصلات وثعابين الطين وبعض أنواع السقنقور تلتف حول بيضها لحمايته، كما تحمل أنثى القاطور صغارها حديثة الفقس في فمها إلى الماء.
الغذاء تتغذى غالبية الزواحف بالحيوانات الأخرى فهي تصطاد أي حيوان يمكنها صيده وتلتهمه كفريسة. وتتغذى بعض السحالي والسلاحف أساسًا بالنباتات، بينما تتغذى أنواع أخرى من الزواحف بحيوانات بعينها أو ببعض المنتجات الحيوانية. فمثلاً تتغذى سلاحف الخريطة بمحار وقواقع المياه العذبة، بينما تتغذى الثعابين الإفريقية آكلة البيض ببيض الطيور.
تمسك معظم السحالي بغذائها وتلتهمه دفعة واحدة أو تمضغه، وقد تُغْرِقُ التماسيح فريستها قبل التهامها، وتشل الزواحف السامة فريستها بالسم قبل التهامها. أما الأصلات والثعبان الملك وثعبان الجرذ فكلها يكتم أنفاس فريسته بالالتفاف حولها وعصرها. وقد تبقى الزواحف دون غذاء لفترات طويلة. فقد لا يتغذى الثعبان لعدة أسابيع بعد أكله وجبة ضخمة.
الحماية. تشمل أعداء الزواحف الرئيسية الطيور والثدييات والزواحف الأخرى. ويفترس غالبية الأعداء الزواحف صغيرة الحجم أو صغيرة السن. أما الزواحف كبيرة الحجم المكتملة النمو فهي في مأمن من كل المهاجمين ما عدا مهاجميها من البشر.
تتقي الزواحف أعداءها بوساطة العديد من الطرق، فأغلب الزواحف ذات تلوين وقائي، حيث يمتزج لون الحيوان بلون الوسط الموجود فيه، لدرجة يصعب معها رؤيته. وتوجد تلك الخاصية في العديد من السحالي، مثل الحرباء وسحالي الأنول التي لديها المقدرة على تغيير لون جسمها حسب لون الوسط الموجودة فيه، بينما تخدع السحالي الأخرى مهاجميها لتتجنبهم. فإذا هوجم ثعبان أنف الخنزير مثلاً ينقلب على ظهره ويظل ساكنًا تماماً كأنه ميت حتى يذهب مهاجمه بعيدًا
وتُقاتل غالبية الزواحف مهاجميها بوساطة العض والهرش. وقد تحدث بعض الأنواع الكبيرة جروحًا غائرة، وقد تضرب التمساحيات والسحالي الكبيرة ضربات مؤلمة وخطيرة بأذيالها القوية التي تستعملها، مثل السياط، كما قد تسبب عضة زاحف سام الموت.
السُّبات (البيات الشتوي). تُمْضي الزواحف فترة السُّبات في جحور داخل الأرض أو في شقوق بين الصخور، وتظل هناك حتى يدفأ الجو. وتأكل الزواحف كثيرًا قبل السُّبات لتُكَوِّنَ طبقة من الشحم تَكُونَ لها مصدرًا للطاقة خلاله.
أما الزواحف التي تعيش في المناطق المدارية فإنها قد تدخل في فترة كمون شبيهة بالسبات تسمى السُّبات الصيفي في حالات ندرة الطعام نتيجة للجفاف.
كانت الزواحف الحيوانات السائدة خلال حقب الحياة المتوسطة التي امتدت من 240 مليون سنة وحتى 63 مليون سنة خلت. ولذلك يطلق على تلك الحقبة من تاريخ الأرض عصر الزواحف، وقد ظهرت الديناصورات آكلة النباتات، وهي أضخم الزواحف على الإطلاق في أوائل تلك الحقب، ومنها ديناصورات البراكيوسورس التي ضمت أضخم حيوانات عاشت على كوكب الأرض على الإطلاق. وهناك أيضًا ديناصورات تيرانوسورس الشرسة جدًا وهي أضخم آكلات اللحوم التي عاشت على وجه الأرض على الإطلاق. وتضم الزواحف الأخرى التي عاشت في ذلك العهد الزواحف شبيهة الأسماك والزواحف شبيهة الطيور.
وقد انقرضت الديناصورات في أواخر حقب الحياة المتوسطة، ولا يدري العلماء أسباب انقراضها تمامًا، لكنهم يعتقدون أن التغيرات المناخية التي مرت بكوكب الأرض قد أدت إلى ندرة غذاء الديناصورات آكلة النباتات الضخمة مما أدى إلى انقراضها. ومع انقراض الديناصورات آكلة النباتات، انقرضت كذلك الديناصورات آكلة اللحوم التي كانت تفترسها، وربما شاركت الثدييات كذلك في انقراض الديناصورات وذلك بتغذّيها ببيض تلك الحيوانات.
وعبر القرون انقرضت أعداد هائلة من أنواع الزواحف. واليوم فإن مستقبل ما تبقى من أنواع الزواحف محفوف بالمخاطر، وذلك لحاجة الناس المتزايدة للأراضي الزراعية والسكنية، وبالتالي، تؤدي حاجة البشر الماسة لتلك الأراضي إلى تدمير متواصل لبيئات الزواحف الطبيعية مما يقودها إلى الانقراض. وقد دفع صيد بعض الأنواع المتواصل وجمع بيضها إلى أن تصبح على حافة الانقراض. وعليه فإن حياة هذه الأنواع تعتمد على الحماية التي تفرضها بعض الحكومات والأفراد على تلك الأنواع.
الزواحف من الحيوانات ذوات الدم البارد، أي أن ليس لديها درجة حرارة ثابتة، بل تتغير درجة حرارة جسمها حسب درجة حرارة الوسط الموجودة فيه، لذلك يجب عليها تفادي درجات الحرارة العالية جدًا والمنخفضة جدًا لتمارس نشاطات حياتها الطبيعية. تنشط أغلب الزواحف خلال النهار متنقلة بين الأماكن المشمسة والظليلة، أما معظم الأنواع التي تعيش في المناطق الحارة فتنشط ليلاً، كما تدخل الزواحف التي تعيش في المناطق ذات الشتاء القاسي في البيات الشتوي خلال فصل الشتاء.
تتفاوت الزواحف كثيرًا من حيث الحجم. فقد يصل طول الأصلة مثلاً 9م وتزن السلحفاء جلدية الظهر حوالي طن متري، بينما يصل طول بعض السحالي 5سم فقط.
والكثير من الزواحف معمَّر. وقد عاشت بعض السلاحف في الأسر لأكثر من 100 عام.
تعيش الزواحف في كل قارات العالم ما عدا القارة المتجمدة الجنوبية (أنتاركتيكا)، وفي كل المحيطات ما عدا المحيطات القطبية، لكنها تكثر في المناطق المدارية. ويعيش العديد من أنواع الثعابين في الغابات إما على الأشجار أو في أرض الغاب. كما يحفر الثعبان الأنبوبي وأصلة البوا أنفاقًا في الأرض. وهنالك من الزواحف ما يقضي جل حياته في المحيطات، مثل سحالي الإجوانة البحرية والسلاحف البحرية، ويمضي بعض الثعابين البحرية حياته كلها في الماء.
يخشى كثير من الناس الزواحف، لكن معظم أنواع الزواحف ليست مؤذية وتتجنب البشر ما أمكنها ذلك. والتمساح النيلي وتمساح المياه المالحة قد تهاجم وتقتل الإنسان ولبعضها عضات سامة، مثل وحش الهيلية والسحلية المكسيكية المحببة وكثير من الثعابين بما في ذلك ثعبان الكوبرا والحية الجرسية والأفاعي الخبيثة والثعبان النمر.
يأكل الناس في كثير من أنحاء العالم الزواحف وبيض الزواحف، كما يصطاد الناس بعض الزواحف، مثل القاطورات والتماسيح والسحالي والثعابين لجلودها التي تصنع منها الأحزمة والأحذية والمنتجات الجلدية الأخرى. لكن كثيرًا من الأقطار يمنع استيراد جلود أنواع الزواحف المهددة بالانقراض.
حقائق مهمة عن الزواحف | ||||||
|
أنواع الزواحف
يُقَسِّمُ علماء الحيوان الزواحف إلى أربعة مجاميع أساسية هي: 1- السحالي والثعابين 2- السلاحف 3- التمساحيات 4- التواتارا.السحالي والثعابين تمثل هذه المجموعة أكبر مجاميع الزواحف، إذ إن هنالك حوالي 3000 نوع معروف من السحالي ومثلها من الأنواع المعروفة من الثعابين. ويوجد لدى معظم أنواع السحالي أربعة أرجل وذيل طويل وجفون متحركة وفتحات أذن خارجية، لكن بعضها ليس لديه أرجل مثل أنواع السحالي المسماة؛ الثعابين الزجاجية والديدان البطيئة. وتعيش السحالي في المناطق الحارة والدافئة، وهي شائعة في الصحاري.
ولدى الثعابين أذيال تتفاوت في الطول حسب النوع، وليس لديها أرجل ولا جفون ولا فتحات أذن خارجية، ويحمي أعين الثعابين غشاء شفاف غير متحرك. وتعيش الثعابين أساسًا في المناطق المدارية والمناطق الدافئة، لكن بعض الحيات الأوروبية الخبيثة تعيش شمال الدائرة القطبية الشمالية في فنلندا والسويد.
السلاحف. هي الزواحف الوحيدة ذات الأصداف، حيث يمكنها جذب رأسها وأرجلها داخل الصدفة طلبا للحماية. ويوجد حوالي 250 نوعًا معروفًا من السلاحف تعيش على الأرض وفي المياه العذبة وفي المحيطات.
التمساحيات. تشمل هذه المجموعة القاطورات والكيمنات (تماسيح أمريكية) والتماسيح والجافيالات (تماسيح هندية)، ويوجد حوالي 20 نوعًا معروفًا من التمساحيات تعيش كلها بالقرب من المياه. وهذه الزواحف لديها خَطْم طويل وفكوك قوية وأقدام خلفية مكففة، وهي تستعمل ذيلها القوي للسباحة. وتعيش كل التمساحيات تقريبًا في المياه العذبة والأماكن المنخفضة من المناطق المدارية، وتعيش القاطورات في جنوب الصين وفي المناطق الجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية.
التواتارا. تعيش عظاية التواتارا البدائية في العديد من الجزر القريبة من سواحل نيوزيلندا. وهي تشبه السحالي، لكنها أقرب صلة بالديناصورات المنقرضة.
أجسام الزواحف
تتفاوت الزواحف كثيرًا في الحجم والشكل واللون، لكنها تتشابه في مميزات جسمية معينة، بجانب كونها من ذوات الدم البارد. وتشمل تلك الخصائص الجلد والهيكل والأعضاء الداخلية والأعضاء الحسية.الجلد. الجلد في كل الزواحف مغطى بحراشف. فالسحالي والثعابين ذوات حراشف متداخلة ومتواصلة وتغطي كل الجسم، بينما تتجمع حراشف التمساحيات والسلاحف والتواتارا في مناطق تسمى الصفائح. وتملك التمساحيات وبعض السحالي كذلك قطعًا عظمية تسمى العظام الجلدية ضمن حراشفها. وعليه فإن جلد تلك الزواحف يُكَوِّنُ درعًا واقيًا.
ينسلخ كثير من الزواحف مرات عديدة في العام، حيث تتكون حراشف جديدة تحت الحراشف الجلدية القديمة مما يقود إلى خلخلة الحراشف القديمة. ففي حالة الثعابين مثلاً، تتخلخل الحراشف المحيطة بالخَطْم أولاً وعندها يدفع الثعبان إلى الخلف الجلد الذي تخلخل مستعينًا على ذلك بصخرة أو بساق أحد النباتات. ثم بعد ذلك يزحف الثعبان خارجًا من جلده القديم تاركًا ذلك الجلد قطعة واحدة. لكن معظم السحالي تطرح جلدها القديم على قطع طولية كبيرة. أما التمساحيات فيتآكل جلدها القديم تدريجيًا ليظهر تحته الجلد الجديد.
الهيكل. يمثل هيكل الزواحف دعامة داخلية للرأس والجذع والذيل. ولدى غالبية الزواحف عظمة كتف وعظمة حوض، يطلق على كل منهما اسم القوس العظمي، ويدعمان الأرجل. ولكن غالبية الثعابين ليس لديها أقواس عظمية، كما توجد أقواس السلاحف العظمية، بخلاف الحيوانات الأخرى جميعًا داخل القفص الصدري. وتُكَوِّنُ الأضلاع والفقرات العظمية الطبقة الداخلية لصدفة السلاحف.
الأعضاء الداخلية. تتنفس الزواحف بوساطة الرئتين، ولبعض أنواع الثعابين رئة واحدة فقط. ويتفاوت الجهاز الهضمي في أنواع الزواحف المختلفة حسب نوع الغذاء الذي يتناوله كل نوع. فأنواع الزواحف التي تتغذى بالحيوانات أو المنتجات الحيوانية، مثل البيض لديها معدة بسيطة ومعى طويل، وتشمل أصلة البوا ووحش الهيلية. أما الأنواع التي تتغذى بالنباتات، بما في ذلك سحالي الإجوانة والسلاحف البرية، فلديها معدة معقدة التركيب. أما أنواع التمساحيات المختلفة فعضلات المعدة لديها كبيرة جدًا، تمكنها من تفتيت اللحم الذي تتغذى به إلى قطع صغيرة جدًا.
تنتج الزواحف السامة السم من غدة توجد في الفم، ويؤثر ذلك السم إما على الدورة الدموية للضحية أو على جهازها العصبي.
أعضاء الحس. لدى معظم الزواحف نظر جيد. والأنواع التي تنشط نهارًا لديها بؤبؤ عين مستدير، أما تلك التي تنشط ليلاً فلديها بؤبؤ عين طولي، مثل الشق يمكن إغلاقه تمامًا في النور الباهر. أما من ناحية السمع فتتفاوت الزواحف من حيث قوة سمعها. لكن معظمها يستطيع سماع الأصوات ذات الطبقات المنخفضة. ولدى غالبية الزواحف طبل أذني وأذن وسطى وأذن داخلية، لكن الثعابين ليس لديها أذن وسطى ولا تستطيع سماع الأصوات المحمولة في الهواء، لكنها تسمع بتحسس الذبذبات المنبعثة عبر الأرض.
لدى كل من الثعابين والسحالي تجويفان صغيران في سقف الفم يسميان عضو جاكبسون. تلتقط تلك الحيوانات بألسنتها جسيمات من الهواء ومن الأرض وتدخلها في عضو جاكبسون، حيث إن جدران ذلك العضو مبطنة بأنسجة حساسة تعين تلك الحيوانات على الشم. ولدى حية الوجرة الخبيثة أعصاب خاصة توجد في تجويفين يوجدان قرب الخَطْم وتلك الأعصاب حساسة للحرارة بما في ذلك الحرارة المنبعثة من أجسام الطيور والثدييات تساعدها على اصطياد طرائدها من تلك الحيوانات.
طرق الحياة
التكاثر. تتكاثر معظم الزواحف جنسيًا، حيث يطلق الذكر نطافه (خلايا الذكر الجنسية) داخل فتحة الأنثى التناسلية التي تقود إلى أعضائها التناسلية الداخلية، حيث تخصب أو تلقح تلك النطاف بيوض الأنثى (خلايا الأنثى التناسلية) داخل جسم الأنثى، وتنمو البيوض المخصبة لتخرج حيوانات جديدة.تتزاوج معظم الزواحف في فصل الربيع ليولد الصغار في فصل الصيف. وكل السلاحف والتمساحيات وبعض السحالي والثعابين حيوانات بياضة (أى تضع بيضًا مغطى بقشور) وتضع الإناث بيضها في أكوام النباتات المتحللة أو داخل جُحْر في الأرض أو في أي مكان على الأرض. وتتم حضانة البيض بوساطة حرارة الشمس أو عن طريق الحرارة المنبعثة نتيجة لتحلل النباتات التي وضع داخل أكوامها البيض مما يؤدي إلى فقسه. وبعض الثعابين والسحالي حيوانات بيوضة ولودة حيث تحتفظ الأنثى بالبيض المخصب إلى أن يفقس داخل جسمها وتخرج الصغار إلى الخارج، كما أن القليل جدًا من الثعابين والسحالي حيوانات ولودة أي لدى الأنثى مشيمة داخل جسمها تلصق الصغار النامية بجسم الأم وتزودهم بالغذاء حتى الولادة، تمامًا مثل ما يحدث في الثدييات المشيمية. وتولد صغار الزواحف البيوضة الولودة وصغار الولودة أحياء.
ويعتني القليل جدًا من الزواحف ببيضه أو بصغاره، لكن إناث بعض الأصلات وثعابين الطين وبعض أنواع السقنقور تلتف حول بيضها لحمايته، كما تحمل أنثى القاطور صغارها حديثة الفقس في فمها إلى الماء.
الغذاء تتغذى غالبية الزواحف بالحيوانات الأخرى فهي تصطاد أي حيوان يمكنها صيده وتلتهمه كفريسة. وتتغذى بعض السحالي والسلاحف أساسًا بالنباتات، بينما تتغذى أنواع أخرى من الزواحف بحيوانات بعينها أو ببعض المنتجات الحيوانية. فمثلاً تتغذى سلاحف الخريطة بمحار وقواقع المياه العذبة، بينما تتغذى الثعابين الإفريقية آكلة البيض ببيض الطيور.
تمسك معظم السحالي بغذائها وتلتهمه دفعة واحدة أو تمضغه، وقد تُغْرِقُ التماسيح فريستها قبل التهامها، وتشل الزواحف السامة فريستها بالسم قبل التهامها. أما الأصلات والثعبان الملك وثعبان الجرذ فكلها يكتم أنفاس فريسته بالالتفاف حولها وعصرها. وقد تبقى الزواحف دون غذاء لفترات طويلة. فقد لا يتغذى الثعبان لعدة أسابيع بعد أكله وجبة ضخمة.
الحماية. تشمل أعداء الزواحف الرئيسية الطيور والثدييات والزواحف الأخرى. ويفترس غالبية الأعداء الزواحف صغيرة الحجم أو صغيرة السن. أما الزواحف كبيرة الحجم المكتملة النمو فهي في مأمن من كل المهاجمين ما عدا مهاجميها من البشر.
تتقي الزواحف أعداءها بوساطة العديد من الطرق، فأغلب الزواحف ذات تلوين وقائي، حيث يمتزج لون الحيوان بلون الوسط الموجود فيه، لدرجة يصعب معها رؤيته. وتوجد تلك الخاصية في العديد من السحالي، مثل الحرباء وسحالي الأنول التي لديها المقدرة على تغيير لون جسمها حسب لون الوسط الموجودة فيه، بينما تخدع السحالي الأخرى مهاجميها لتتجنبهم. فإذا هوجم ثعبان أنف الخنزير مثلاً ينقلب على ظهره ويظل ساكنًا تماماً كأنه ميت حتى يذهب مهاجمه بعيدًا
وتُقاتل غالبية الزواحف مهاجميها بوساطة العض والهرش. وقد تحدث بعض الأنواع الكبيرة جروحًا غائرة، وقد تضرب التمساحيات والسحالي الكبيرة ضربات مؤلمة وخطيرة بأذيالها القوية التي تستعملها، مثل السياط، كما قد تسبب عضة زاحف سام الموت.
السُّبات (البيات الشتوي). تُمْضي الزواحف فترة السُّبات في جحور داخل الأرض أو في شقوق بين الصخور، وتظل هناك حتى يدفأ الجو. وتأكل الزواحف كثيرًا قبل السُّبات لتُكَوِّنَ طبقة من الشحم تَكُونَ لها مصدرًا للطاقة خلاله.
أما الزواحف التي تعيش في المناطق المدارية فإنها قد تدخل في فترة كمون شبيهة بالسبات تسمى السُّبات الصيفي في حالات ندرة الطعام نتيجة للجفاف.
ارتقاء الزواحف
تعود أحافير أقدم الزواحف إلى العصر البنسلفاني الذي امتد من 330 إلى 290 مليون سنة خلت. ويختلف بيض الزواحف عن بيض ما سبقها من الحيوانات (البرمائيات) في أنه ذو قشرة سمكية وأغشية تحميه من الجفاف، بينما يجف بيض البرمائيات مثلاً إذا وضع على اليابسة. وعليه يعتقد بعض العلماء أن الزواحف هي أول الحيوانات البرية تمامًا التي ليس لها أي صلة بالماء.كانت الزواحف الحيوانات السائدة خلال حقب الحياة المتوسطة التي امتدت من 240 مليون سنة وحتى 63 مليون سنة خلت. ولذلك يطلق على تلك الحقبة من تاريخ الأرض عصر الزواحف، وقد ظهرت الديناصورات آكلة النباتات، وهي أضخم الزواحف على الإطلاق في أوائل تلك الحقب، ومنها ديناصورات البراكيوسورس التي ضمت أضخم حيوانات عاشت على كوكب الأرض على الإطلاق. وهناك أيضًا ديناصورات تيرانوسورس الشرسة جدًا وهي أضخم آكلات اللحوم التي عاشت على وجه الأرض على الإطلاق. وتضم الزواحف الأخرى التي عاشت في ذلك العهد الزواحف شبيهة الأسماك والزواحف شبيهة الطيور.
وقد انقرضت الديناصورات في أواخر حقب الحياة المتوسطة، ولا يدري العلماء أسباب انقراضها تمامًا، لكنهم يعتقدون أن التغيرات المناخية التي مرت بكوكب الأرض قد أدت إلى ندرة غذاء الديناصورات آكلة النباتات الضخمة مما أدى إلى انقراضها. ومع انقراض الديناصورات آكلة النباتات، انقرضت كذلك الديناصورات آكلة اللحوم التي كانت تفترسها، وربما شاركت الثدييات كذلك في انقراض الديناصورات وذلك بتغذّيها ببيض تلك الحيوانات.
وعبر القرون انقرضت أعداد هائلة من أنواع الزواحف. واليوم فإن مستقبل ما تبقى من أنواع الزواحف محفوف بالمخاطر، وذلك لحاجة الناس المتزايدة للأراضي الزراعية والسكنية، وبالتالي، تؤدي حاجة البشر الماسة لتلك الأراضي إلى تدمير متواصل لبيئات الزواحف الطبيعية مما يقودها إلى الانقراض. وقد دفع صيد بعض الأنواع المتواصل وجمع بيضها إلى أن تصبح على حافة الانقراض. وعليه فإن حياة هذه الأنواع تعتمد على الحماية التي تفرضها بعض الحكومات والأفراد على تلك الأنواع.