مؤسسة لحجز ومعاقبة المجرمين. والسجون تعاقب المجرمين بتقييد
حريتهم بدرجة كبيرة. فالسجون على سبيل المثال تحدد أين يذهب النزلاء
(المعتقلون)، وماذا يعملون ومع من يجتمعون. ويقضي السجناء في السجن فترة تتفاوت من
بضعة أشهر إلى بقية أعمارهم. والسجون أيضًا مهمة؛ لأنها تحمي المجتمع من المجرمين
الخطرين.
تشكل النساء نسبة ضئيلة من مجموع السجناء. ومعظمهن موجودات في سجون النساء فقط.
يصنف الخبراء السجون حسب درجة الأمن أو الرقابة التي توفرها. والأنواع الرئيسية هي: 1- السجون ذات السلامة القصوى، 2- السجون ذات السلامة المتوسطة، 3- السجون ذات السلامة الدنيا أو السجون المفتوحة.
سجون السلامة القصوى. تحوي، عادة، السجناء الذين يقضون عقوبات طويلة بالسجن. وهؤلاء السجناء هم الذين ارتكبوا جرائم قتل، أو نهب، أو اختطاف أو خيانة أو غيرها من الجرائم الخطرة.
تحيط بسجون السلامة القصوى أسوارٌ عالية من الحجر أو سياج من السلاسل القوية، وكثير من هذه العوائق مزود بوسائل إلكترونية وأنوار كاشفة. ويعيش السجناء في زنزانات يتناولون طعامهم فيها أو في قاعة طعام. ويحدد ضباط السجون وقت وعدد الزيارات التي تقوم بها العائلة والأصدقاء. وخلال هذه الزيارات تفصل حوائط سميكة من الزجاج أو الأسلاك بين بعض السجناء والزائرين، لمنع تبادل الأشياء الخطرة مثل المخدرات والأسلحة. أما السجناء والزوار الآخرون فيُتركون معًا. وبعض السجون تستخدم الأشعة السينية (أشعة إكس) للكشف عن الأسلحة التي قد يخفيها الزوار.
سجون السلامة المتوسطة. يُحفظ بها السجناء الذين ارتكبوا جرائم أقل خطورة، كجرائم الاعتداء البسيط والسرقات الصغيرة. والنزلاء في سجون السلامة المتوسطة، عادة يكونون أقل خطورة من أولئك الموجودين في سجون السلامة القصوى.
ربما تحاط سجون السلامة المتوسطة بحظائر وأبراج للمراقبة. وقد يكون في بعضها وسائل تعليمية ورياضية مثل تلك الموجودة في المدارس.
سجون السلامة الدنيا أو السجون المفتوحة أقل السجون تقييدًا لحرية السجناء. ولا يعتبر السجناء فيها خَطِرين، ومن غير المتوقع أن يهربوا من السجن. ولمعظم هؤلاء السجناء جرائم غير عنيفة مثل السرقات والتزوير وتعويق العدالة وحنث اليمين. ويعيش هؤلاء في غرف مريحة، وعادة يتحركون في السجن كما يريدون. إن سجون السلامة الدنيا تتفاوت من مؤسسات كبيرة إلى معسكرات صغيرة في المزارع والغابات.
مراكز إصلاح الأحداث. يُحجز بها المخالفون دون عمر 18 سنة. وهذه المؤسسات تحفظ السجناء الشباب بعيدًا عن التأثير الضار من كبار المجرمين الخطرين. أما مراكز الحجز قبل المحاكمة فهي لحجز الشباب من المجرمين الذين اتهموا بارتكاب جرائم وينتظرون المحاكمة. أما مراكز اعتقال الشباب فهي مؤسسات يسجن بها المجرمون من الشباب لقضاء عقوبة السجن. ومعظم هذه العقوبات تصل لحوالي سنة. وتوفر هذه المراكز الإرشاد والتعليم والتدريب على الأعمال والترويح.
موظفو السجون. يرأسهم ضابط كبير، أو مدير يقوم بتوجيه عمليات السجن. وهو يعتبر مسؤولاً إذا حدثت مشاكل مثل الشغب والهروب وسوء إدارة السجن والمعاملة الوحشية تجاه المساجين.
يقوم السجَّانون بملاحظة السجناء والإشراف عليهم. والعديد من السجّانين يدخلون امتحانات للتأهيل لوظائفهم. ومعظم السجّانين، ينالون تدريبًا قليلاً، أو لا يتلقون أي تدريب خاص عند التحاقهم أول مرة بالخدمة. ومن ضمن العاملين بالسجن المدرسون والمتخصصون في الاجتماع والطب النفسي والأطباء والممرضات.
منشآت السجن. تختلف تلك المنشآت بدرجة كبيرة من حيث التصميم. فالسجون المبنية بتصميم نصف قطري تشبه محور المكابح في العجلة. فتمتد الزنزانات، وصالة الطعام والوسائل الأخرى من مركز السيطرة في المحور. ويمكن للسجانين في مركز السيطرة والرقابة ملاحظة كل النشاطات داخل المبنى. وبعض السجون ذات الحد الأقصى من الأمن، تستخدم تصميمًا مختلفًا، يحتوي على دهليز طويل يتقاطع معه دهاليز أو ممرات قصيرة توجد بها الزنزانات والمنشآت الأخرى. ويتحتم على المساجين استخدام الممر الرئيسي عند تحركهم من مكان لآخر. وهذا التصميم يسمح للسجانين بفرض رقابة دقيقة. والتصميم العالي المرتفع هو تصميم رأسي للممر أو الدهليز. ويتحرك المساجين من طابق لآخر بالمصاعد. ومؤسسات الأحداث والسجون المفتوحة عادة، تشتمل على عدد من المباني تحيط بساحة مركزية مربعة الشكل. وقد تشمل المباني مكتبة، ودارًا للعبادة، وقاعة طعام وغرفًا للدراسة.
الزنزانات. عادة، تكون صغيرة الحجم وبسيطة التأثيث. فبعضها قد يحتوي فقط على سرير وطاولة وكرسي. وفي السجون الحديثة فإن للزنزانات دورات مياه وأحواض غسيل خاصة بها. لكن الكثير من السجون القديمة المستخدمة حتى اليوم، ليس بها وسائل صحية حديثة، وعليه فإن المساجين يستخدمون سطولاً، عندما يُحتجزون في الزنزانات. أما المجرمون الذين تصعب السيطرة عليهم، فقد يوضعون لوقت معين في زنزانة انفرادية (حبس انفرادي). ومعظم الزنزانات الانفرادية بها إضاءة خافتة، وتهوية ضعيفة ووسائل صحية غير كافية. والزنزانات الانفرادية قد يكون بها فقط فَرْشٌ على الأرض ووسادة حجرية ينام عليها السجين.
وسائل وخدمات خاصة. قد تُقدم مثل هذه الخدمات للنزلاء. ويعتمد ذلك على رأي ضابط السجن وتوفر المال. قد يكون للسجون مكتبات ووسائل رياضية لاستخدام السجناء. قد تقدم السجون الإرشاد والعناية الطبية، والتلفاز والأفلام والخدمات الدينية. وبعض السجون توفر برامج دراسية، أو تقدم دورات تدريبية على بعض الأعمال مثل إصلاح السيارات والنجارة.
بعض السجون تقوم بتشغيل مزارعها أو مصانعها الخاصة، وتستخدم السجناء عمالاً فيها. وبعض هذه السجون تدفع للنزلاء مقابل عملهم بعض البضائع لاستعمال السجين. وتساعد المزارع والمصانع الخاصة بالسجون في تقليل تكلفة تشغيل تلك السجون. وبعض السجون تقوم بتشغيل برامج إذن العمل للسجناء، وتسمح بموجب ذلك للموثوق فيهم من السجناء بمغادرة السجن أثناء اليوم للقيام بعمل في الخارج.
كان حكام إنجلترا وفرنسا يعاقبون أعداءهم السياسيين بوضعهم في سجون مثل قلعة لندن، وسجن الباستيل في باريس، بالإضافة لذلك فإن الأشخاص المدينين بالمال، كان يتم حجزهم في سجون المدينين. وفي حالات كثيرة كهذه فإن عائلات المخالفين، كان يمكنها أن تبقى معهم وتروح وتجيء كما يحلو لها. ولكن المدينين كان يتعين عليهم البقاء حتى يمكن تسوية ديونهم. وفي القرن الثامن عشر الميلادي انتقد كثير من الناس الإعدامات والعقوبات القاسية، وقد كان من بين أولئك الناقدين القاضي البريطاني السير وليم بلاكستون. ونتيجة لذلك تحولت الحكومات أكثر فأكثر إلى السجن كنوع من العقوبة.
الإصلاحات الأولى للسجون. كانت السجون الأولى مظلمة وقذرة ومكتظة. وكان يزج بجميع أنواع المجرمين معًا، بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال بالإضافة إلى المجرمين الخطيرين والمدينين ومختلي العقول. وفي القرن الثامن عشر الميلادي قام داعية الإصلاح البريطاني جون هوارد بجولة في أوروبا لتفقد أحوال السجون. وقد أثر كتابه حالة السجون في إنجلترا وويلز (1777م) في إصدار قانون أدى إلى إنشاء السجون الأولى في بريطانيا وقد روعي في تصميمها الإصلاح إلى جانب العقاب. وقدحاولت هذه السجون أن تجعل نزلاءَها يشعرون بتبكيت الضمير والندم على ما اقترفوه وأصبحت تسمى دور التوبة.
وقد كان أحد أشكال العقوبات النفي إلى مستعمرة نائية. وفي القرن الثامن عشر الميلادي كان المجرمون البريطانيون يُرسَلُون إلى أمريكا الشمالية للعمل في حقول القطن. وقد توقف هذا عام 1776م، عندما حصلت الولايات المتحدة على استقلالها. وبعد عام 1789م كان المجرمون يُرسلون إلى أستراليا. وكان أوائل المجرمين قد أرسلوا إلى هناك للعمل خدمًا. فإذا لم يحسنوا التصرف، أعادتهم الحكومة، ووضعتهم في الأصفاد الحديدية في شكل مجموعات، للقيام بتكسير الحجارة وبناء الطرق. وبعد ذلك تم إنشاء مستعمرات عقابية بهدف استخدامها منافي مثل منفى بورت آرثر ومنفى فان ديمنز لاند (تسمانيا حاليًا) الذي أسس عام 1833م.
وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي ركز المصلحون على أهمية الاحتفاظ بالسجناء منفردين. وكانت الفكرة أنه إذا تم ترك السجناء منفردين، فإنهم سيجدون وقتًا للتفكير فيما اقترفوه من جرائم، وبالتالي يمكن إصلاحهم. وبنيت السجون لتحتوي على العديد من الزنزانات الصغيرة حيث يعيش السجناء ويعملون وحدهم. وكان لكل زنزانة مكان خاص للرياضة. وحتى بالنسبة لسجناء الكنيسة، تم فصلهم بعوازل طويلة لمنعهم من رؤية النزلاء الآخرين. ولكن في أواسط القرن التاسع عشر، كان النظام المنفصل قد استبدل به إلى حد كبير النظام الصامت؛ وذلك بسبب أن الزحام قد جعل من النظام المنفصل أمرًا مستحيلاً. في النظام الصامت كان السجناء يعملون ويمارسون الرياضة مع غيرهم من النزلاء ولكن لم يسمح لأي منهم بأن يتحدث، بل وينظر، إلى أيٍّ من الآخرين.
وفيما بعد أدخل المصلحون عقوبة السجن غيرالمحددة، التي كانت تعتمد على سلوك السجين. فحسن السلوك والعمل الجاد كانا يقودان إلى المزايا والسماح بالاختلاط بالسجناء الآخرين. وقد جربت هذه الأفكار في أيرلندا وفرنسا والمستعمرات العقابية الإنجليزية في جزيرة نورفوك في شاطئ أستراليا. كان السجناء يحصلون على درجات مقابل حسن السلوك والعمل الجاد، أو كانوا يفقدون تلك الدرجات نتيجة لسوء سلوكهم. وعندما يحصلون على العدد المطلوب من الدرجات يصبح من الممكن إطلاق سراحهم. وقد أدخل بعض المصلحين فكرة إطلاق سراح السجناء المشروط، الذي بموجبه يتم إطلاق سراح السجين قبل انتهاء مدته، بشرط أن يلتزم بشروط معينة. فإذا لم يفعل ذلك يعاد للسجن. وقد أدى هذا إلى نظام إطلاق السراح المشروط المستخدم اليوم على نطاق واسع.
الإصلاحات في القرن العشرين. أدت هذه الإصلاحات إلى مزيد من التحسينات في السجون؛ فعلى سبيل المثال، بدأت السجون في الثلاثينيات من القرن العشرين في تطوير برامج للإصلاح تعتمد على خلفية النزيل وشخصيته وحالته الجسمانية. وقد جعلت هذه الطريقة برامج الإصلاح أكثر جدوى. ولكن بالرغم من هذه الجهود كانت نتائج إصلاح المجرمين مخيبة للآمال. وقد فشلت معظم هذه البرامج، لضعف تدريب الموظفين، وعدم توفر الأموال، وعدم تحديد الأهداف.
وفي ستينيات القرن العشرين، شعر كثير من الناس أنه بالإمكان مساعدة المجرمين بطريقة أفضل خارج السجن. ونتيجة لذلك بدأت العديد من البلاد في إنشاء مراكز الإصلاح الاجتماعي والبيوت الجزئية. يعيش المخالفون في هذه المؤسسات قبل إطلاق سراحهم، ويتم إرشادهم ليتمكنوا من التكيف مع الحياة خارج السجن. وقد تناقص عدد نزلاء السجون، ولكن برامج الإصلاح الاجتماعي أيضًا فشلت في تحقيق التوقعات، وأصبحت السجون مرة أخرى هي المؤسسات المنفصلة.
وتواجه السجون مشاكل أخرى كذلك. فقد أدّى عدم توفر الأموال الكافية إلى صعوبة عمل التحسينات. بالإضافة لذلك فالنزاعات بين السجناء أنفسهم وبين موظفي السجن، تعتبر عالية وتؤدي أحيانًا إلى صدامات عنيفة. وهذه الأحوال التي تسوء أكثر، نتيجة للازدحام، أدت إلى عدد من حوادث الشغب في السجون منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين.
النقاش المستمر. إن الاهتمام الحالي بالجريمة ومشاكل السجون، ساعد على تركيز انتباه الجمهور على النقاش المستمر حول أغراض وفعالية السجون. وقد أوضحت الدراسات أنه حتى برامج الإصلاح الجيدة، فشلت في إعادة إصلاح الكثير من السجناء الذين أطلق سراحهم. وقد أدّى الفشل الظاهر لهذه البرامج إلى تركيز معظم الناس على السجن بوصفه عقوبةً وليس علاجًا. ومن جهة أخرى، فقد فشل الخبراء أيضًا في إثبات أن السجون تقلل من نسبة الجريمة، إما بتعجيز المجرمين، أو بكف الناس عن الخروج على القانون. لهذا السبب فإن بعض الخبراء يعتقدون أنه من الأقل تكلفة، والأكثر إنسانية، والأكثر إنتاجية، أن يتم الاحتفاظ بالمخالفين للقانون في مراكز الإصلاح الاجتماعي بدلاً من السجون. ويرى هؤلاء أنه يجب وضع المجرمين شديدي الخطورة في السجن.
هنالك بعض المحاكم قامت بعمل تجارب وذلك بإصدار أحكام بالسجن، تسمح للمجرمين بالبقاء خارج السجن. بعض هذه الأحكام تتطلب من المجرمين الدفع لضحايا جرائمهم، وبذلك يمكنهم مزاولة أعمالٍ عامة في المجتمع.
أنواع السجون
هناك أنواعٌ من المؤسسات التي تحجز المُدانين الخارجين على القانون، أو الذين ينتظرون المحاكمة. تعرف هذه المؤسسات بأسماء مختلفة مثل دور التوبة، الإصلاحيات، مراكز الإصلاح. وفي الولايات المتحدة يطلق المفهوم الأخير عمومًا على الأماكن التي يتم التحفظ فيها على الأفراد المدانين بجرائم أقل خطورة أو الذين ينتظرون المحاكمة. ومعظم الناس يعتقدون أن السجون هي فقط تلك المؤسسات التي تحجز الأشخاص البالغين المدانين بجرائم كبيرة. أما المؤسسات، التي تخصص للصغار من مرتكبي المخالفات فإنها تشمل مراكز حبس ومراكز اعتقال الشباب. بالإضافة لذلك فهناك مراكز الحجز التي بُنيت خصيصًا بصورة منفصلة عن السجون، ويُحجز بها الأفراد الذين ينتظرون المحاكمة.تشكل النساء نسبة ضئيلة من مجموع السجناء. ومعظمهن موجودات في سجون النساء فقط.
يصنف الخبراء السجون حسب درجة الأمن أو الرقابة التي توفرها. والأنواع الرئيسية هي: 1- السجون ذات السلامة القصوى، 2- السجون ذات السلامة المتوسطة، 3- السجون ذات السلامة الدنيا أو السجون المفتوحة.
سجون السلامة القصوى. تحوي، عادة، السجناء الذين يقضون عقوبات طويلة بالسجن. وهؤلاء السجناء هم الذين ارتكبوا جرائم قتل، أو نهب، أو اختطاف أو خيانة أو غيرها من الجرائم الخطرة.
تحيط بسجون السلامة القصوى أسوارٌ عالية من الحجر أو سياج من السلاسل القوية، وكثير من هذه العوائق مزود بوسائل إلكترونية وأنوار كاشفة. ويعيش السجناء في زنزانات يتناولون طعامهم فيها أو في قاعة طعام. ويحدد ضباط السجون وقت وعدد الزيارات التي تقوم بها العائلة والأصدقاء. وخلال هذه الزيارات تفصل حوائط سميكة من الزجاج أو الأسلاك بين بعض السجناء والزائرين، لمنع تبادل الأشياء الخطرة مثل المخدرات والأسلحة. أما السجناء والزوار الآخرون فيُتركون معًا. وبعض السجون تستخدم الأشعة السينية (أشعة إكس) للكشف عن الأسلحة التي قد يخفيها الزوار.
سجون السلامة المتوسطة. يُحفظ بها السجناء الذين ارتكبوا جرائم أقل خطورة، كجرائم الاعتداء البسيط والسرقات الصغيرة. والنزلاء في سجون السلامة المتوسطة، عادة يكونون أقل خطورة من أولئك الموجودين في سجون السلامة القصوى.
ربما تحاط سجون السلامة المتوسطة بحظائر وأبراج للمراقبة. وقد يكون في بعضها وسائل تعليمية ورياضية مثل تلك الموجودة في المدارس.
سجون السلامة الدنيا أو السجون المفتوحة أقل السجون تقييدًا لحرية السجناء. ولا يعتبر السجناء فيها خَطِرين، ومن غير المتوقع أن يهربوا من السجن. ولمعظم هؤلاء السجناء جرائم غير عنيفة مثل السرقات والتزوير وتعويق العدالة وحنث اليمين. ويعيش هؤلاء في غرف مريحة، وعادة يتحركون في السجن كما يريدون. إن سجون السلامة الدنيا تتفاوت من مؤسسات كبيرة إلى معسكرات صغيرة في المزارع والغابات.
مراكز إصلاح الأحداث. يُحجز بها المخالفون دون عمر 18 سنة. وهذه المؤسسات تحفظ السجناء الشباب بعيدًا عن التأثير الضار من كبار المجرمين الخطرين. أما مراكز الحجز قبل المحاكمة فهي لحجز الشباب من المجرمين الذين اتهموا بارتكاب جرائم وينتظرون المحاكمة. أما مراكز اعتقال الشباب فهي مؤسسات يسجن بها المجرمون من الشباب لقضاء عقوبة السجن. ومعظم هذه العقوبات تصل لحوالي سنة. وتوفر هذه المراكز الإرشاد والتعليم والتدريب على الأعمال والترويح.
كيف تعمل السجون
للسجون أربعة أغراض رئيسية هي 1- الجزاء، 2- الإقصاء، 3- الردع، 4- الإصلاح أو إعادة التأهيل. يعني الجزاء العقوبة على الجرائم المرتكبة ضد المجتمع. وسلب المجرمين حريتهم هو طريقة لجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم للمجتمع. والإقصاء هو إبعاد المجرمين من المجتمع حتى لا يؤذوا الأبرياء من الناس. والردع هو منع الجرائم التي يمكن أن تحدث مستقبلاً. والإصلاح يشمل النشاطات التي يتم إعدادها لتحويل المجرمين إلى مواطنين ملتزمين بالقانون. وقد يشمل توفير خدمات برامج تعليمية في السجن، وتعليمهم مهارات العمل، وتقديم إرشادات بمساعدة الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين. إن الأغراض الأربعة للسجون لم يُعْتَنَ بها بطريقة متساوية خلال السنوات الماضية. ونتيجة لذلك، فإن السجون تتفاوت من حيث الموظفين العاملين فيها، ومن حيث تصميم مبانيها، وكذلك من حيث عملياتها.موظفو السجون. يرأسهم ضابط كبير، أو مدير يقوم بتوجيه عمليات السجن. وهو يعتبر مسؤولاً إذا حدثت مشاكل مثل الشغب والهروب وسوء إدارة السجن والمعاملة الوحشية تجاه المساجين.
يقوم السجَّانون بملاحظة السجناء والإشراف عليهم. والعديد من السجّانين يدخلون امتحانات للتأهيل لوظائفهم. ومعظم السجّانين، ينالون تدريبًا قليلاً، أو لا يتلقون أي تدريب خاص عند التحاقهم أول مرة بالخدمة. ومن ضمن العاملين بالسجن المدرسون والمتخصصون في الاجتماع والطب النفسي والأطباء والممرضات.
منشآت السجن. تختلف تلك المنشآت بدرجة كبيرة من حيث التصميم. فالسجون المبنية بتصميم نصف قطري تشبه محور المكابح في العجلة. فتمتد الزنزانات، وصالة الطعام والوسائل الأخرى من مركز السيطرة في المحور. ويمكن للسجانين في مركز السيطرة والرقابة ملاحظة كل النشاطات داخل المبنى. وبعض السجون ذات الحد الأقصى من الأمن، تستخدم تصميمًا مختلفًا، يحتوي على دهليز طويل يتقاطع معه دهاليز أو ممرات قصيرة توجد بها الزنزانات والمنشآت الأخرى. ويتحتم على المساجين استخدام الممر الرئيسي عند تحركهم من مكان لآخر. وهذا التصميم يسمح للسجانين بفرض رقابة دقيقة. والتصميم العالي المرتفع هو تصميم رأسي للممر أو الدهليز. ويتحرك المساجين من طابق لآخر بالمصاعد. ومؤسسات الأحداث والسجون المفتوحة عادة، تشتمل على عدد من المباني تحيط بساحة مركزية مربعة الشكل. وقد تشمل المباني مكتبة، ودارًا للعبادة، وقاعة طعام وغرفًا للدراسة.
الزنزانات. عادة، تكون صغيرة الحجم وبسيطة التأثيث. فبعضها قد يحتوي فقط على سرير وطاولة وكرسي. وفي السجون الحديثة فإن للزنزانات دورات مياه وأحواض غسيل خاصة بها. لكن الكثير من السجون القديمة المستخدمة حتى اليوم، ليس بها وسائل صحية حديثة، وعليه فإن المساجين يستخدمون سطولاً، عندما يُحتجزون في الزنزانات. أما المجرمون الذين تصعب السيطرة عليهم، فقد يوضعون لوقت معين في زنزانة انفرادية (حبس انفرادي). ومعظم الزنزانات الانفرادية بها إضاءة خافتة، وتهوية ضعيفة ووسائل صحية غير كافية. والزنزانات الانفرادية قد يكون بها فقط فَرْشٌ على الأرض ووسادة حجرية ينام عليها السجين.
وسائل وخدمات خاصة. قد تُقدم مثل هذه الخدمات للنزلاء. ويعتمد ذلك على رأي ضابط السجن وتوفر المال. قد يكون للسجون مكتبات ووسائل رياضية لاستخدام السجناء. قد تقدم السجون الإرشاد والعناية الطبية، والتلفاز والأفلام والخدمات الدينية. وبعض السجون توفر برامج دراسية، أو تقدم دورات تدريبية على بعض الأعمال مثل إصلاح السيارات والنجارة.
بعض السجون تقوم بتشغيل مزارعها أو مصانعها الخاصة، وتستخدم السجناء عمالاً فيها. وبعض هذه السجون تدفع للنزلاء مقابل عملهم بعض البضائع لاستعمال السجين. وتساعد المزارع والمصانع الخاصة بالسجون في تقليل تكلفة تشغيل تلك السجون. وبعض السجون تقوم بتشغيل برامج إذن العمل للسجناء، وتسمح بموجب ذلك للموثوق فيهم من السجناء بمغادرة السجن أثناء اليوم للقيام بعمل في الخارج.
نبذة تاريخية
السجون القديمة. قبل القرن الثامن عشر الميلادي كانت الحكومات الأوروبية نادرًا ما تسجن المجرمين بقصد معاقبتهم. وبدلاً من ذلك كان الناس يُسجنون انتظارًا لمحاكمتهم أو عقوبة لهم. وكانت العقوبات في ذلك الزمان هي الوسم بسمة العار، والغرامة، والجلد والعقوبة القصوى (الإعدام). وكانت السلطات تقوم بمعاقبة المخالفين علنًا أمام الجمهور وذلك لتخويف الناس من الخروج على القانون. وكان بعض المجرمين يعاقبون بحملهم على تجديف السفن الشراعية الكبيرة والمسماة بالقوادس.كان حكام إنجلترا وفرنسا يعاقبون أعداءهم السياسيين بوضعهم في سجون مثل قلعة لندن، وسجن الباستيل في باريس، بالإضافة لذلك فإن الأشخاص المدينين بالمال، كان يتم حجزهم في سجون المدينين. وفي حالات كثيرة كهذه فإن عائلات المخالفين، كان يمكنها أن تبقى معهم وتروح وتجيء كما يحلو لها. ولكن المدينين كان يتعين عليهم البقاء حتى يمكن تسوية ديونهم. وفي القرن الثامن عشر الميلادي انتقد كثير من الناس الإعدامات والعقوبات القاسية، وقد كان من بين أولئك الناقدين القاضي البريطاني السير وليم بلاكستون. ونتيجة لذلك تحولت الحكومات أكثر فأكثر إلى السجن كنوع من العقوبة.
الإصلاحات الأولى للسجون. كانت السجون الأولى مظلمة وقذرة ومكتظة. وكان يزج بجميع أنواع المجرمين معًا، بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال بالإضافة إلى المجرمين الخطيرين والمدينين ومختلي العقول. وفي القرن الثامن عشر الميلادي قام داعية الإصلاح البريطاني جون هوارد بجولة في أوروبا لتفقد أحوال السجون. وقد أثر كتابه حالة السجون في إنجلترا وويلز (1777م) في إصدار قانون أدى إلى إنشاء السجون الأولى في بريطانيا وقد روعي في تصميمها الإصلاح إلى جانب العقاب. وقدحاولت هذه السجون أن تجعل نزلاءَها يشعرون بتبكيت الضمير والندم على ما اقترفوه وأصبحت تسمى دور التوبة.
وقد كان أحد أشكال العقوبات النفي إلى مستعمرة نائية. وفي القرن الثامن عشر الميلادي كان المجرمون البريطانيون يُرسَلُون إلى أمريكا الشمالية للعمل في حقول القطن. وقد توقف هذا عام 1776م، عندما حصلت الولايات المتحدة على استقلالها. وبعد عام 1789م كان المجرمون يُرسلون إلى أستراليا. وكان أوائل المجرمين قد أرسلوا إلى هناك للعمل خدمًا. فإذا لم يحسنوا التصرف، أعادتهم الحكومة، ووضعتهم في الأصفاد الحديدية في شكل مجموعات، للقيام بتكسير الحجارة وبناء الطرق. وبعد ذلك تم إنشاء مستعمرات عقابية بهدف استخدامها منافي مثل منفى بورت آرثر ومنفى فان ديمنز لاند (تسمانيا حاليًا) الذي أسس عام 1833م.
وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي ركز المصلحون على أهمية الاحتفاظ بالسجناء منفردين. وكانت الفكرة أنه إذا تم ترك السجناء منفردين، فإنهم سيجدون وقتًا للتفكير فيما اقترفوه من جرائم، وبالتالي يمكن إصلاحهم. وبنيت السجون لتحتوي على العديد من الزنزانات الصغيرة حيث يعيش السجناء ويعملون وحدهم. وكان لكل زنزانة مكان خاص للرياضة. وحتى بالنسبة لسجناء الكنيسة، تم فصلهم بعوازل طويلة لمنعهم من رؤية النزلاء الآخرين. ولكن في أواسط القرن التاسع عشر، كان النظام المنفصل قد استبدل به إلى حد كبير النظام الصامت؛ وذلك بسبب أن الزحام قد جعل من النظام المنفصل أمرًا مستحيلاً. في النظام الصامت كان السجناء يعملون ويمارسون الرياضة مع غيرهم من النزلاء ولكن لم يسمح لأي منهم بأن يتحدث، بل وينظر، إلى أيٍّ من الآخرين.
وفيما بعد أدخل المصلحون عقوبة السجن غيرالمحددة، التي كانت تعتمد على سلوك السجين. فحسن السلوك والعمل الجاد كانا يقودان إلى المزايا والسماح بالاختلاط بالسجناء الآخرين. وقد جربت هذه الأفكار في أيرلندا وفرنسا والمستعمرات العقابية الإنجليزية في جزيرة نورفوك في شاطئ أستراليا. كان السجناء يحصلون على درجات مقابل حسن السلوك والعمل الجاد، أو كانوا يفقدون تلك الدرجات نتيجة لسوء سلوكهم. وعندما يحصلون على العدد المطلوب من الدرجات يصبح من الممكن إطلاق سراحهم. وقد أدخل بعض المصلحين فكرة إطلاق سراح السجناء المشروط، الذي بموجبه يتم إطلاق سراح السجين قبل انتهاء مدته، بشرط أن يلتزم بشروط معينة. فإذا لم يفعل ذلك يعاد للسجن. وقد أدى هذا إلى نظام إطلاق السراح المشروط المستخدم اليوم على نطاق واسع.
الإصلاحات في القرن العشرين. أدت هذه الإصلاحات إلى مزيد من التحسينات في السجون؛ فعلى سبيل المثال، بدأت السجون في الثلاثينيات من القرن العشرين في تطوير برامج للإصلاح تعتمد على خلفية النزيل وشخصيته وحالته الجسمانية. وقد جعلت هذه الطريقة برامج الإصلاح أكثر جدوى. ولكن بالرغم من هذه الجهود كانت نتائج إصلاح المجرمين مخيبة للآمال. وقد فشلت معظم هذه البرامج، لضعف تدريب الموظفين، وعدم توفر الأموال، وعدم تحديد الأهداف.
وفي ستينيات القرن العشرين، شعر كثير من الناس أنه بالإمكان مساعدة المجرمين بطريقة أفضل خارج السجن. ونتيجة لذلك بدأت العديد من البلاد في إنشاء مراكز الإصلاح الاجتماعي والبيوت الجزئية. يعيش المخالفون في هذه المؤسسات قبل إطلاق سراحهم، ويتم إرشادهم ليتمكنوا من التكيف مع الحياة خارج السجن. وقد تناقص عدد نزلاء السجون، ولكن برامج الإصلاح الاجتماعي أيضًا فشلت في تحقيق التوقعات، وأصبحت السجون مرة أخرى هي المؤسسات المنفصلة.
السجون اليوم
المشاكل الحالية. الازدحام الشديد هو المشكلة الرئيسية الآن في معظم السجون، فالزنزانات التي بنيت أساسًا لتسع سجينًا واحدًا أصبح بها اثنان أو ثلاثة سجناء. ففي الولايات المتحدة حكم القضاة بأن السجون مزدحمة بدرجة أخلّت بالحماية الدستورية المطلوبة من العقوبة البشعة وغير العادية. وفي إنجلترا أصبحت الأحوال سيئة للغاية لدرجة أنه تم وضع السجناء في ثكنات الجيش غير المستعملة، وفي زنازين الشرطة.وتواجه السجون مشاكل أخرى كذلك. فقد أدّى عدم توفر الأموال الكافية إلى صعوبة عمل التحسينات. بالإضافة لذلك فالنزاعات بين السجناء أنفسهم وبين موظفي السجن، تعتبر عالية وتؤدي أحيانًا إلى صدامات عنيفة. وهذه الأحوال التي تسوء أكثر، نتيجة للازدحام، أدت إلى عدد من حوادث الشغب في السجون منذ أواخر الستينيات من القرن العشرين.
النقاش المستمر. إن الاهتمام الحالي بالجريمة ومشاكل السجون، ساعد على تركيز انتباه الجمهور على النقاش المستمر حول أغراض وفعالية السجون. وقد أوضحت الدراسات أنه حتى برامج الإصلاح الجيدة، فشلت في إعادة إصلاح الكثير من السجناء الذين أطلق سراحهم. وقد أدّى الفشل الظاهر لهذه البرامج إلى تركيز معظم الناس على السجن بوصفه عقوبةً وليس علاجًا. ومن جهة أخرى، فقد فشل الخبراء أيضًا في إثبات أن السجون تقلل من نسبة الجريمة، إما بتعجيز المجرمين، أو بكف الناس عن الخروج على القانون. لهذا السبب فإن بعض الخبراء يعتقدون أنه من الأقل تكلفة، والأكثر إنسانية، والأكثر إنتاجية، أن يتم الاحتفاظ بالمخالفين للقانون في مراكز الإصلاح الاجتماعي بدلاً من السجون. ويرى هؤلاء أنه يجب وضع المجرمين شديدي الخطورة في السجن.
هنالك بعض المحاكم قامت بعمل تجارب وذلك بإصدار أحكام بالسجن، تسمح للمجرمين بالبقاء خارج السجن. بعض هذه الأحكام تتطلب من المجرمين الدفع لضحايا جرائمهم، وبذلك يمكنهم مزاولة أعمالٍ عامة في المجتمع.