كلام البشر المنطوق أو المكتوب، وهي نظام الاتصال الأكثر شيوعًا بين البشر؛ لأنها
تتيح للناس التحدث بعضهم مع بعض والتعبير ﴿ الرحمن¦ علم القرآن¦ خلق الإنسان¦ علمه البيان﴾ الرحمن 1-4 . ويمكن
استخدام كلمة لغة بصورة غير محددة لتدل على أي نظام للاتصال كإشارات المرور
الضوئية أو الإشارات الدخانية للهنود، إلا أن أصل الكلمة يبين معناها الأساسي.
نطقًا أو كتابة، عن أفكارهم وآرائهم. وقد ورد في كتاب الله الكريم ما يفيد أن الله علم الإنسان البيان، قال عز وجل:
توجد اللغة أينما وجد المجتمع البشري. وتعتمد معظم أشكال النشاط البشري على تعاون اثنين أو أكثر من الأشخاص. وتمكِّّن اللغة المشتركة الناس من العمل معًا بوسائل متنوعة غير محدودة. وقد يسرت اللغة تشييد حضارة تقنية متطورة، ولولا وجود اللغة لما كانت العلوم والتجارة والحكومة والفن والأدب والفلسفة.
لقد أبان العلماء أن هناك حوالي 3,000 لغة منطوقة في العالم اليوم. ولا تدخل اللهجات في إطار هذا العدد، وهي أشكال محلية للغة. وهناك لغات كثيرة تتكلمها مجموعات صغيرة مكونة من بضع مئات أو آلاف من البشر. كما توجد أكثر من مائة لغة يتكلم بكل منها مليون أو أكثر من الناس. ومن بين هذه اللغات، توجد 19 لغة يتكلم بكل منها ما يربو على 50 مليون نسمة وهي: العربية والبنغالية والصينية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والهندية والإيطالية واليابانية والكورية والملايوية ـ الإندونيسيَّة والماراثيَّة والبرتغالية والبنجابية والروسية والأسبانية والتاميليَّة والتيلوجيَّة والأُردية. وتُجْمَع الهندية والأُردية أحيانًا تحت اسم الهندستانية. ويستخدم الناس في كثير من بلدان العالم بعضًا من هذه اللغات الرئيسية بما في ذلك العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والبرتغالية، بينما لا تُستخدم لغات رئيسية أخرى سوى في المناطق الخاصة بها.
يتعلم معظم الناس لغاتهم بطريقة تلقائية، فيشعر الأطفال الصغار بالحاجة للتعبير عن احتياجاتهم الخاصة، ومن ثم يبدأون بالاستماع إلى الكبار وتقليدهم. ثم يتعلمون تدريجيًا انتقاء ونطق الأصوات المستخدمة في اللغة السائدة في مجتمعهم. كما يتعلمون أيضًا تجاهل الأصوات الأخرى التي لا يستطيعون نطقها في الوقت ذاته.
يتعلم الأطفال ربط الكلمات بالأشياء والأفكار والأعمال، وتصبح استجاباتهم تلقائية. فعلى سبيل المثال، عندما يشاهد طفل كلبًا فإنه ينطق تلقائيًا كلمة كلب. ويتعلم الصغار أيضًا ـ بالمحاكاة عمومًا ـ ترتيب الكلمات بطريقة معينة. وعند بلوغ الأطفال الخامسة أو السادسة من العمر يكون معظمهم قد تعلم التراكيب الرئيسية في لغته بصورة تامة. فيستطيع حينئذ التعبير بشكل واف عن أغراضه العملية. وفي المدرسة، تصبح عملية تعلم اللغة مُدركة ومقصودة. ويصبح الأطفال مدركين للكيفية التي يتم بها ترتيب أصوات وكلمات لغتهم في أنظمة معينة. ويستطيع الأطفال بعد ذلك تعلم الكلام أو الكتابة بشكل دقيق حول أمور أكثر تعقيدًا.
يزيد تعلم اللغة الأجنبية إمكانية التحدث مع أناس كثيرين. وكمثال على ذلك، إذا كنت تتكلم العربية فقط فيمكنك التخاطب مع أكثر من 120 مليون شخص من متحدثي اللغة العربية، وإذا تعلمت الإنجليزية فيمكنك حينئذ التخاطب مع أكثر من 400 مليون شخص. وعندما تتعلم الأسبانية أيضًا، يمكنك التحدث مع الـ 297 مليون شخص الناطقين بالأسبانية في أمريكا اللاتينية وأسبانيا ومناطق أخرى من العالم.
بتعلم اللغات الأخرى، تُكْتَسب المعارف حول عادات وتقاليد شعوب أخرى وأساليب حياتهم. فعند تعلمك اللغة الفرنسية، على سبيل المثال، تتعرف على الكيفية التي يعيش ويتصرف ويفكر بها الشعب الفرنسي.
تساعد اللغة الأجنبية على زيادة معرفتك بلغتك الأم. فمثلاً، عندما يدرس الناطقون بالفارسية اللغة العربية يزداد فهمهم لآلاف الكلمات الفارسية ذات الجذور العربية.
يساعد تعلم اللغة الأجنبية على توسيع ذخيرتك من المعلومات العامة، ويمكن أن يكون بمثابة مفتاح يفتح لك آفاقًا جديدة من المعرفة. فإذا تعلمت اللغة الألمانية مثلاً، تصبح قادرًا على قراءة الكتب المكتوبة بالألمانية حول أي موضوع ترغب في دراسته.
إن معرفة لغة أجنبية يمكن أن تساعد على اكتساب روح التسامح الإنساني الواسع. ستجد أن شعوبًا أخرى ربما تفكر وتتكلم وتتصرف بطرق مختلفة عن طريقة تفكيرك، ولكن تلك الطرق ليست بالضرورة أقل قبولاً من طريقة تفكيرك.
يشمـل تـعلم أيـة لغة أربـع مـهارات مختلفة وهي: 1ـ المحادثة 2ـ الفهم 3ـ القراءة 4ـ الكتابة. وعندما تفهم لغة أجنبية وتجعل ما تعبر عنه، بالكلام أو الكتابة، مفهوماً تكون قد برعت في هذه اللغة.
طرق الدراسة. لاتوجد لغة سهلة أو صعبة بذاتها. وتعتمد سهولة أو صعوبة أية لغة على عمر الشخص الذي يتعلمها. فقبل سن العاشرة، تكون جميع اللغات متساوية في السهولة حين يتم تعلمها بطريقة المحادثة الطبيعية (الاستماع والمحاكاة). وبعد سن العاشرة، فإن عاداتنا اللغوية تكون متكيفة مع لغتنا الأم. ومنذ ذلك الحين، يصبح تعلم لغة أخرى سهلاً بالقدر الذي تكون فيه مشابهة للغتنا القومية، ويصبح صعبًا بالقدر الذي تختلف فيه تلك اللغة عن لغتنا الأصلية. وبناءً على ذلك، فإنه من المرغوب فيه تعلُم اللغة الأجنبية في سن مبكرة قدر الإمكان. لذا نجد أن بعض الأطفال يبدأون في تعلم لغة أجنبية في المدرسة الابتدائية. على أن التربويين يؤكدون على أهمية إعطاء تعلم لغة البلاد الأصلية المجال في التعليم الابتدائي وعدم مزاحمة اللغة الأولى بلغة أخرى في هذه المرحلة. ومع ذلك، فإنه يمكن للطلاب تعلم اللغات الأجنبية، بعد سن العاشرة، بإحدى الطريقتين التاليتين أو بكلتيهما: 1ـ طريقة القواعد 2ـ طريقة المحادثة.
طريقة القواعد اللغوية فيها يتعلم الطلاب القواعد العامة للغة وتطبيقها على أوضاع معينة. ففي درس لقواعد اللغة الفرنسية، على سبيل المثال، يمكن التركيز على الاستخدام الصحيح للجنس من حيث التذكير والتأنيث. يتعلم الطلاب أن الكتاب اسم مذكر والمسطرة اسم مؤنث. وبهذه الطريقة، يتعلم الطلاب قواعد اللغة، وفي الوقت ذاته تزداد ذخيرتهم من المفردات.
طريقة المحادثة وفيها يحاول الطلاب محاكاة العملية التي يتعلم بها الأطفال الصغار اللغة. فيستمع الطلاب إلى المعلم ثم يقلدون الأصوات والكلمات والجمل.
إن طريقتي القواعد اللغوية والمحادثة التطبيقية فعّالتان. ويبدو أن الطريقة المثلى للأطفال كبار السن والبالغين هي دمج الطريقتين المذكورتين معاً.
معينات الدراسة. استخدم طلاب اللغة منذ مئات السنين كتب قواعد اللغة وكتب التمارين والمعاجم. وتشتمل معينات الدراسة الحديثة وبالأخص للغة المحادثة على: 1ـ تسجيلات صوتية مع الكتيبات المصاحبة لها 2ـ أجهزة تسجيل سمعية تتيح للطلاب الاستماع للمادة اللغوية وتكرار ذلك ومسح ما يكررونه ثم المحاولة مرة أخرى 3ـ أشرطة فيديو وتلفازات الدائرة المغلقة التي تتيح للطلاب مراقبة حركات أفواههم ومقارنتها بحركات متكلم ما 4ـ أجهزة الحاسوب التي تصحح ترجمات الطلاب للكلمات والعبارات على شاشة عرض بالفيديو. ولا توفر وسائل الدراسة اللغوية هذه تعليمًا وتدريبًا فحسب، بل وتعليماً ذاتياً أيضًا حيث يمكن استخدامها بدون معلم.
هناك أشياء معينة مشتركة في جميع اللغات، وهي: 1ـ النمط الصوتي 2ـ الكلمات 3ـ
البنية النحوية.
النمط الصوتي. هو مجموعة الأصوات التي تستطيع أجهزة
الكلام في الإنسان نطقها. و يتراوح عدد الأصوات في معظم اللغات بين 20 و60 صوتًا.
الكلمات. هي أصوات أو أنماط صوتية لها معنى. ويمكن للكلمات أن تدل على أشياء أو أعمال أو أفكار.
البنية النحوية. هي الطريقة التي يتم بها جمع الكلمات لتكوين وحدات أكبر ذات معنى كالجُمَل. ويمكن للبنية النحوية أن تأخذ أحد الشكلين التاليين أو كليهما. الشكل الأول ويُسمى التراكيب النحوية وهو ترتيب الكلمات بنظام معين، ويجعل نظام ترتيب الكلمات معناها واضحًا. فمثلاً عندما نقول صافح عليٌّ محمدًا، فإننا نبين أن عليًّا هو الفاعل للحدث ومحمدًا هو الذي وقع عليه الفعل. ونقوم بتبيان ذلك بوضع كلمة محمد بعد صافح علي. وتستخدم لغات أخرى أنظمة مختلفة كليًا لترتيب الكلمات في الجملة. ومع ذلك، فما دام المعنى يعتمد على نظم الكلمات في الجملة فيمكننا القول بأن جميع اللغات تستخدم التراكيب النحوية.
يدعى الشكل الآخر للبنية النحويّة بالصرف؛ وينطوي استخدام البنية الصرفية على تغير في شكل الكلمة لتِبيان وظيفتها في إطار مجموعة من الكلمات.
تستخدم بعض اللغات كالصينية مثلاً التراكيب النحوية فقط، بينما نجد في لغات أخرى مثل اللاتينية أن نظم الكلمات في الجملة ليست لها أهمية لأن لواحق الكلمات هي التي تبيّن وظائف الكلمات. وكانت الإنجليزية القديمة أو الأنجلو ـ سكسونية ـ وهي شكل الإنجليزية المستخدمة حتى حوالي عام 1100م ـ تشبه اللاتينية في هذا الجانب.
إن بنية اللغة لا
تبقى ثابتة دون تغير عبر فترات طويلة من الزمن؛ فقواعد اللغة ومفرداتها وأنماطها
الصوتية كلها تتغير مع الاستعمال.
كيف بدأت اللغة. لا أحد يعرف كيف بدأت اللغة، ونظرًا لأن جميع الأشخاص غير المعاقين لديهم القدرة على الكلام، من المحتمل أن اللغة وجدت منذ ظهور الجنس البشري. وليس هناك سجل للغة يغطي معظم فترات وجودها. والدليل الفعلي الأول للغة هو الكتابة، إلا أن الباحثين يعتقدون أن الكتابة لم تظهر إلا بعد نشوء اللغة المنطوقة بآلاف السنين. والسجلات المكتوبة الأولى والمعروفة حتى الآن هي صور الكلمات السومرية الموضوعة في حوالي عام 3500 ق.م، والكتابة الهيروغليفية المصرية التي تعود إلى عام 3000ق.م. تقريبًا. انظر: الهيروغليفية. وتعود الصينية المكتوبة إلى حوالي عام 1500 ق.م، والإغريقية إلى عام 1400 ق.م، على وجه التقريب، واللاتينية إلى حوالي عام 500 ق.م.
كيف تتغير اللغة. لا أحد يعرف جميع الأسباب المؤدية إلى تغير اللغة، ومع ذلك يستمر تغير اللغات متى ما واصل الناس تكلمها. وفي حالات قليلة، يمكن توضيح تلك التغيرات. فعلى سبيل المثال، تضاف مفردات لتدل على أفكار وأشياء جديدة. ويؤدي الاتصال بين المتكلمين بلغات مختلفة إلى دخول مفردات جديدة من لغة إلى أخرى.
تحدث معظم التغيّرات في اللغة لأسباب مجهولة. ولا تصبح اللغات عند حدوث التغيُّرات أفضل أو أسوأ مما كانت عليه بل مختلفة. ويكون التغير عادة بطيئًا جدًا. فالمتحدثون باللغة الإنجليزية لا يلاحظون أن لغتهم تتغير من سنة إلى أخرى. ولكن إذا حاول الناطقون بالإنجليزية في الوقت الحاضر قراءة الإنجليزية القديمة، فسيجدون أنها مختلفة عن الإنجليزية الحديثة بقدر اختلاف الفرنسية أو الألمانية عنها. وبرغم أن البون ليس شاسعًا إلى هذا الحد بين العربية الحديثة وعربية الجاهلية، إلا أن القارئ العربي الحديث يجد نفسه مرتاحًا في الأولى أكثر من الثانية. وفي المجتمعات الصناعية المعاصرة تحدث التغيرات اللغوية بشكل أكثر بطئًا. فالأنظمة التربوية وأنظمة الاتصال المركزية كالمذياع والتلفاز تعزز استخدام شكل قياسي للغة. وفي ظل هذه الظروف، تبقى اللغة، على الأرجح، أكثر ثباتًا. ومع ذلك، فمن المؤكد أن اللغة لن تتوقف مطلقًا عن التغير.
عندما تفقد إحدى اللغات جميع الناطقين بها، عندها فقط يتوقف التغيير فيها بصورة تامة. ويطلق على اللغة التي لم يعد أحد يتكلم بها لغة ميتة، ومن الأمثلة على اللغات الميتة السومرية والمصرية القديمة والأكادية والحثيّة والإنزوريّة والقوطية.
عائلات لغوية أخرى. بالإضافة إلى السامية والهندو ـ أوروبية اكتشف الباحثون عائلات لغوية أخرى كثيرة. عائلة اللغات الصينية التيبتية. تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية العددية حيث يتكلمها حوالي 1,200,000,000نسمة. وتدخل اللغة الصينية، بلهجاتها المتعددة، في إطار هذه العائلة، وكذلك اللغات التايلاندية والبورمية والتيبتية، وهذه هي اللغات البارزة في شرق آسيا. وتتألف اللغات الصينية ـ التيبتية من كلمات ذات مقطع واحد. ويبين المتكلمون بهذه اللغات المعاني المختلفة للكلمات المتماثلة من حيث الشكل باستخدام النغمات وهي تغيرات في طبقة الصوت.
العائلة الأورالية ـ الألتية تضم اللغات الفنلندية والمجرية والتركية والمنغولية والمانشورية، ومعظم اللغات المستخدمة في وسط وشمالي آسيا. ويتكلم حوالي 165 مليون نسمة اللغات المنضوية في إطار هذه العائلة والموجودة في فنلندا والمجر وتركيا ومنغوليا وإستونيا وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان وسيبريا.
العائلة اليابانية والكورية. تُشكل اللغتان عائلة واحدة ويتكلمهما حوالي 200 مليون نسمة. وينحصر استخدام هاتين اللغتين عموماً في اليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
العائلة الملايوية ـ البولينيزية تضم لغات إندونيسيا والفلبين وهاواي ونيوزيلندا ومدغشقر ومعظم الجزر الأخرى في المحيطين الهادئ والهندي، ويتكلم لغات هذه العائلة حوالي 275 مليون نسمة.
عائلة المون ـ خميرية تضم حوالي 110 ملايين متكلِّم في جنوب شرقي آسيا وأجزاء من الهند. وتُسمَّى هذه العائلة أحيانًا بالأسترالية الآسيوية، وتشمل اللغات المستخدمة في كمبوديا وسيام وأجزاء من بورما وفيتنام.
اللغات الإفريقيَّة جنوب الصحراء. تستخدم في المناطق الواقعة جنوب الصحراء وغرب كل من السودان وإثيوبيا والصومال. أمَّا العائلات الثلاث الرئيسية لهذه اللغات الإفريقية فهي النيليَّة الصحراويَّة والنيجريَّة ـ الكردفانيَّة والخويسانية. ولهذه المجموعات الثلاث حوالي 440 مليون متكلِّم.
العائلة الدرافيدية. توجد هذه العائلة في جنوبي الهند وأجزاء من سريلانكا. وتتفرع منها اللغة التاميلية، والتيلوجوية ولغات أخرى. ويتحدث بهذه اللغات نحو 220 مليون شخص. انظر: الدرافيديون.
اللغات الهندية الأمريكية يبلغ عدد هذه اللغات أكثر من 1,000لغة، ولكن يصعب تصنيفها بسبب الاختلافات الكبيرة بينها. ولا يتجاوز العدد الإجمالي للمتحدثين بهذه اللغات 20 مليون نسمة. وتوجد هذه اللغات في مناطق منعزلة في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية.
اللغات غير المألوفة. تضم اللغات الهجينة والمولَّدة المستخدمة في مناطق كثيرة من العالم. وهذه اللغات تجعل الاتصال ممكنًا بين مجموعتين أو أكثر تتكلم لغات مختلفة. ومن الأمثلة على ذلك الإنجليزية الهجين الميلانيزية لجزر سليمان وبابوا غينيا الجديدة، واللغة المولَّدة الهاييتية المبنية على اللغة الفرنسية.
فكثير من الناس يعارض اللغات الاصطناعية ويعتقد أن أية لغة اصطناعية لا تعكس ثقافة حقيقية كما تفعل اللغات الطبيعية القائمة. ويعارض آخرون استخدام لغة من اللغات الموجودة، كلغة عالمية، ويقولون بأنه سيتم فرض ثقافة شعب أو بضعة شعوب على العالم كله. وطالما استمر تبادل هذه الحجج والحجج المضادة، فستبقى إمكانية خلق لغة عالمية بعيدة المنال.
وفي الوقت الحاضر، ينقسم علم اللغة إلى مجالين أساسين: 1- المقارن أو التاريخي 2- الوصفي. تبحث الطريقة المقارنة في اللغة عبر آلاف السنين، وتسعى إلى تحديد تاريخ نشوء اللغات والأسر اللغوية. أما الطريقة الوصفية فتركز بدرجة رئيسية، على اللغات المعاصرة. انظر: اللغة، علم.
نطقًا أو كتابة، عن أفكارهم وآرائهم. وقد ورد في كتاب الله الكريم ما يفيد أن الله علم الإنسان البيان، قال عز وجل:
توجد اللغة أينما وجد المجتمع البشري. وتعتمد معظم أشكال النشاط البشري على تعاون اثنين أو أكثر من الأشخاص. وتمكِّّن اللغة المشتركة الناس من العمل معًا بوسائل متنوعة غير محدودة. وقد يسرت اللغة تشييد حضارة تقنية متطورة، ولولا وجود اللغة لما كانت العلوم والتجارة والحكومة والفن والأدب والفلسفة.
لقد أبان العلماء أن هناك حوالي 3,000 لغة منطوقة في العالم اليوم. ولا تدخل اللهجات في إطار هذا العدد، وهي أشكال محلية للغة. وهناك لغات كثيرة تتكلمها مجموعات صغيرة مكونة من بضع مئات أو آلاف من البشر. كما توجد أكثر من مائة لغة يتكلم بكل منها مليون أو أكثر من الناس. ومن بين هذه اللغات، توجد 19 لغة يتكلم بكل منها ما يربو على 50 مليون نسمة وهي: العربية والبنغالية والصينية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والهندية والإيطالية واليابانية والكورية والملايوية ـ الإندونيسيَّة والماراثيَّة والبرتغالية والبنجابية والروسية والأسبانية والتاميليَّة والتيلوجيَّة والأُردية. وتُجْمَع الهندية والأُردية أحيانًا تحت اسم الهندستانية. ويستخدم الناس في كثير من بلدان العالم بعضًا من هذه اللغات الرئيسية بما في ذلك العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية والبرتغالية، بينما لا تُستخدم لغات رئيسية أخرى سوى في المناطق الخاصة بها.
يتعلم معظم الناس لغاتهم بطريقة تلقائية، فيشعر الأطفال الصغار بالحاجة للتعبير عن احتياجاتهم الخاصة، ومن ثم يبدأون بالاستماع إلى الكبار وتقليدهم. ثم يتعلمون تدريجيًا انتقاء ونطق الأصوات المستخدمة في اللغة السائدة في مجتمعهم. كما يتعلمون أيضًا تجاهل الأصوات الأخرى التي لا يستطيعون نطقها في الوقت ذاته.
يتعلم الأطفال ربط الكلمات بالأشياء والأفكار والأعمال، وتصبح استجاباتهم تلقائية. فعلى سبيل المثال، عندما يشاهد طفل كلبًا فإنه ينطق تلقائيًا كلمة كلب. ويتعلم الصغار أيضًا ـ بالمحاكاة عمومًا ـ ترتيب الكلمات بطريقة معينة. وعند بلوغ الأطفال الخامسة أو السادسة من العمر يكون معظمهم قد تعلم التراكيب الرئيسية في لغته بصورة تامة. فيستطيع حينئذ التعبير بشكل واف عن أغراضه العملية. وفي المدرسة، تصبح عملية تعلم اللغة مُدركة ومقصودة. ويصبح الأطفال مدركين للكيفية التي يتم بها ترتيب أصوات وكلمات لغتهم في أنظمة معينة. ويستطيع الأطفال بعد ذلك تعلم الكلام أو الكتابة بشكل دقيق حول أمور أكثر تعقيدًا.
تعـلُّم لغة أجنبية
هناك أسباب مهمة كثيرة لتعلُّم لغة أجنبية، ومنها مايلى:
يزيد تعلم اللغة الأجنبية إمكانية التحدث مع أناس كثيرين. وكمثال على ذلك، إذا كنت تتكلم العربية فقط فيمكنك التخاطب مع أكثر من 120 مليون شخص من متحدثي اللغة العربية، وإذا تعلمت الإنجليزية فيمكنك حينئذ التخاطب مع أكثر من 400 مليون شخص. وعندما تتعلم الأسبانية أيضًا، يمكنك التحدث مع الـ 297 مليون شخص الناطقين بالأسبانية في أمريكا اللاتينية وأسبانيا ومناطق أخرى من العالم.
بتعلم اللغات الأخرى، تُكْتَسب المعارف حول عادات وتقاليد شعوب أخرى وأساليب حياتهم. فعند تعلمك اللغة الفرنسية، على سبيل المثال، تتعرف على الكيفية التي يعيش ويتصرف ويفكر بها الشعب الفرنسي.
تساعد اللغة الأجنبية على زيادة معرفتك بلغتك الأم. فمثلاً، عندما يدرس الناطقون بالفارسية اللغة العربية يزداد فهمهم لآلاف الكلمات الفارسية ذات الجذور العربية.
يساعد تعلم اللغة الأجنبية على توسيع ذخيرتك من المعلومات العامة، ويمكن أن يكون بمثابة مفتاح يفتح لك آفاقًا جديدة من المعرفة. فإذا تعلمت اللغة الألمانية مثلاً، تصبح قادرًا على قراءة الكتب المكتوبة بالألمانية حول أي موضوع ترغب في دراسته.
إن معرفة لغة أجنبية يمكن أن تساعد على اكتساب روح التسامح الإنساني الواسع. ستجد أن شعوبًا أخرى ربما تفكر وتتكلم وتتصرف بطرق مختلفة عن طريقة تفكيرك، ولكن تلك الطرق ليست بالضرورة أقل قبولاً من طريقة تفكيرك.
يشمـل تـعلم أيـة لغة أربـع مـهارات مختلفة وهي: 1ـ المحادثة 2ـ الفهم 3ـ القراءة 4ـ الكتابة. وعندما تفهم لغة أجنبية وتجعل ما تعبر عنه، بالكلام أو الكتابة، مفهوماً تكون قد برعت في هذه اللغة.
طرق الدراسة. لاتوجد لغة سهلة أو صعبة بذاتها. وتعتمد سهولة أو صعوبة أية لغة على عمر الشخص الذي يتعلمها. فقبل سن العاشرة، تكون جميع اللغات متساوية في السهولة حين يتم تعلمها بطريقة المحادثة الطبيعية (الاستماع والمحاكاة). وبعد سن العاشرة، فإن عاداتنا اللغوية تكون متكيفة مع لغتنا الأم. ومنذ ذلك الحين، يصبح تعلم لغة أخرى سهلاً بالقدر الذي تكون فيه مشابهة للغتنا القومية، ويصبح صعبًا بالقدر الذي تختلف فيه تلك اللغة عن لغتنا الأصلية. وبناءً على ذلك، فإنه من المرغوب فيه تعلُم اللغة الأجنبية في سن مبكرة قدر الإمكان. لذا نجد أن بعض الأطفال يبدأون في تعلم لغة أجنبية في المدرسة الابتدائية. على أن التربويين يؤكدون على أهمية إعطاء تعلم لغة البلاد الأصلية المجال في التعليم الابتدائي وعدم مزاحمة اللغة الأولى بلغة أخرى في هذه المرحلة. ومع ذلك، فإنه يمكن للطلاب تعلم اللغات الأجنبية، بعد سن العاشرة، بإحدى الطريقتين التاليتين أو بكلتيهما: 1ـ طريقة القواعد 2ـ طريقة المحادثة.
طريقة القواعد اللغوية فيها يتعلم الطلاب القواعد العامة للغة وتطبيقها على أوضاع معينة. ففي درس لقواعد اللغة الفرنسية، على سبيل المثال، يمكن التركيز على الاستخدام الصحيح للجنس من حيث التذكير والتأنيث. يتعلم الطلاب أن الكتاب اسم مذكر والمسطرة اسم مؤنث. وبهذه الطريقة، يتعلم الطلاب قواعد اللغة، وفي الوقت ذاته تزداد ذخيرتهم من المفردات.
طريقة المحادثة وفيها يحاول الطلاب محاكاة العملية التي يتعلم بها الأطفال الصغار اللغة. فيستمع الطلاب إلى المعلم ثم يقلدون الأصوات والكلمات والجمل.
إن طريقتي القواعد اللغوية والمحادثة التطبيقية فعّالتان. ويبدو أن الطريقة المثلى للأطفال كبار السن والبالغين هي دمج الطريقتين المذكورتين معاً.
معينات الدراسة. استخدم طلاب اللغة منذ مئات السنين كتب قواعد اللغة وكتب التمارين والمعاجم. وتشتمل معينات الدراسة الحديثة وبالأخص للغة المحادثة على: 1ـ تسجيلات صوتية مع الكتيبات المصاحبة لها 2ـ أجهزة تسجيل سمعية تتيح للطلاب الاستماع للمادة اللغوية وتكرار ذلك ومسح ما يكررونه ثم المحاولة مرة أخرى 3ـ أشرطة فيديو وتلفازات الدائرة المغلقة التي تتيح للطلاب مراقبة حركات أفواههم ومقارنتها بحركات متكلم ما 4ـ أجهزة الحاسوب التي تصحح ترجمات الطلاب للكلمات والعبارات على شاشة عرض بالفيديو. ولا توفر وسائل الدراسة اللغوية هذه تعليمًا وتدريبًا فحسب، بل وتعليماً ذاتياً أيضًا حيث يمكن استخدامها بدون معلم.
بنية اللغة
مصطلحات لغوية | ||||||||||||||||||||||||||||||
|
الكلمات. هي أصوات أو أنماط صوتية لها معنى. ويمكن للكلمات أن تدل على أشياء أو أعمال أو أفكار.
البنية النحوية. هي الطريقة التي يتم بها جمع الكلمات لتكوين وحدات أكبر ذات معنى كالجُمَل. ويمكن للبنية النحوية أن تأخذ أحد الشكلين التاليين أو كليهما. الشكل الأول ويُسمى التراكيب النحوية وهو ترتيب الكلمات بنظام معين، ويجعل نظام ترتيب الكلمات معناها واضحًا. فمثلاً عندما نقول صافح عليٌّ محمدًا، فإننا نبين أن عليًّا هو الفاعل للحدث ومحمدًا هو الذي وقع عليه الفعل. ونقوم بتبيان ذلك بوضع كلمة محمد بعد صافح علي. وتستخدم لغات أخرى أنظمة مختلفة كليًا لترتيب الكلمات في الجملة. ومع ذلك، فما دام المعنى يعتمد على نظم الكلمات في الجملة فيمكننا القول بأن جميع اللغات تستخدم التراكيب النحوية.
يدعى الشكل الآخر للبنية النحويّة بالصرف؛ وينطوي استخدام البنية الصرفية على تغير في شكل الكلمة لتِبيان وظيفتها في إطار مجموعة من الكلمات.
تستخدم بعض اللغات كالصينية مثلاً التراكيب النحوية فقط، بينما نجد في لغات أخرى مثل اللاتينية أن نظم الكلمات في الجملة ليست لها أهمية لأن لواحق الكلمات هي التي تبيّن وظائف الكلمات. وكانت الإنجليزية القديمة أو الأنجلو ـ سكسونية ـ وهي شكل الإنجليزية المستخدمة حتى حوالي عام 1100م ـ تشبه اللاتينية في هذا الجانب.
تطـور اللغة
كيف بدأت اللغة. لا أحد يعرف كيف بدأت اللغة، ونظرًا لأن جميع الأشخاص غير المعاقين لديهم القدرة على الكلام، من المحتمل أن اللغة وجدت منذ ظهور الجنس البشري. وليس هناك سجل للغة يغطي معظم فترات وجودها. والدليل الفعلي الأول للغة هو الكتابة، إلا أن الباحثين يعتقدون أن الكتابة لم تظهر إلا بعد نشوء اللغة المنطوقة بآلاف السنين. والسجلات المكتوبة الأولى والمعروفة حتى الآن هي صور الكلمات السومرية الموضوعة في حوالي عام 3500 ق.م، والكتابة الهيروغليفية المصرية التي تعود إلى عام 3000ق.م. تقريبًا. انظر: الهيروغليفية. وتعود الصينية المكتوبة إلى حوالي عام 1500 ق.م، والإغريقية إلى عام 1400 ق.م، على وجه التقريب، واللاتينية إلى حوالي عام 500 ق.م.
كيف تتغير اللغة. لا أحد يعرف جميع الأسباب المؤدية إلى تغير اللغة، ومع ذلك يستمر تغير اللغات متى ما واصل الناس تكلمها. وفي حالات قليلة، يمكن توضيح تلك التغيرات. فعلى سبيل المثال، تضاف مفردات لتدل على أفكار وأشياء جديدة. ويؤدي الاتصال بين المتكلمين بلغات مختلفة إلى دخول مفردات جديدة من لغة إلى أخرى.
تحدث معظم التغيّرات في اللغة لأسباب مجهولة. ولا تصبح اللغات عند حدوث التغيُّرات أفضل أو أسوأ مما كانت عليه بل مختلفة. ويكون التغير عادة بطيئًا جدًا. فالمتحدثون باللغة الإنجليزية لا يلاحظون أن لغتهم تتغير من سنة إلى أخرى. ولكن إذا حاول الناطقون بالإنجليزية في الوقت الحاضر قراءة الإنجليزية القديمة، فسيجدون أنها مختلفة عن الإنجليزية الحديثة بقدر اختلاف الفرنسية أو الألمانية عنها. وبرغم أن البون ليس شاسعًا إلى هذا الحد بين العربية الحديثة وعربية الجاهلية، إلا أن القارئ العربي الحديث يجد نفسه مرتاحًا في الأولى أكثر من الثانية. وفي المجتمعات الصناعية المعاصرة تحدث التغيرات اللغوية بشكل أكثر بطئًا. فالأنظمة التربوية وأنظمة الاتصال المركزية كالمذياع والتلفاز تعزز استخدام شكل قياسي للغة. وفي ظل هذه الظروف، تبقى اللغة، على الأرجح، أكثر ثباتًا. ومع ذلك، فمن المؤكد أن اللغة لن تتوقف مطلقًا عن التغير.
عندما تفقد إحدى اللغات جميع الناطقين بها، عندها فقط يتوقف التغيير فيها بصورة تامة. ويطلق على اللغة التي لم يعد أحد يتكلم بها لغة ميتة، ومن الأمثلة على اللغات الميتة السومرية والمصرية القديمة والأكادية والحثيّة والإنزوريّة والقوطية.
العائلات اللغـوية
يصنف الباحثون اللغات إلى عائلات، والعائلات اللغوية هي مجموعة من اللغات المترابطة، لأنها جميعها نشأت بصورة بطيئة من لغة واحدة موغلة في القدم تسمى اللغة الأصل. وعندما يصبح المتكلمون بلغة ما منقسمين إلى مجموعات لايتصل بعضها ببعض، تستمر لغة كل مجموعة بالتغير بطريقتها الخاصة، وبعد عدة قرون تتكلم تلك المجموعات بشكل مختلف إلى درجة بعيدة بحيث إنها لا تفهم بعضها بعضًا. ومع ذلك، فإن اللغات في كل عائلة لاتزال تعتبر مرتبطة معًا لكوْنها نشأت من نفس اللغة الأصل. وكان أول من أشار إلى أن اللغات عائلات هو ابن حزم الأندلسي، حيث أشار إلى أن اللغات أسر كالبشر، وأن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر لا لغة حمير، لغة واحدة تبدلت بتبدل مساكن أهلها. اللغات السامية. مجموعة من اللغات تنقسم إلى ثلاث شعب: شعبة جنوبية تمثلها اللغتين العربية والأمهرية، وشعبة شمالية شرقية تمثلها اللغة الأكادية بفرعيها البابلي والأشوري، وشعبة شمالية غربية وتشمل العبرية والفينيقية والآرامية والأوغارتية. كما تشمل أيضًا لغات البربر الذين يقطنون شمالي إفريقيا. ويصنف بعض علماء اللغات هذه اللغات تحت مسمى اللغات الأفروآسيوية. وأهم هذه اللغات حاليًا هي اللغة العربية التي تتحدث بها كل الشعوب العربية وهي اللغة الرسمية لـ 18 دولة ويستخدمها نحو 200 مليون مسلم من غير العرب كلغة ثانية. ويبلغ مجموع المتحدثين بعائلة اللغات السامية نحو 220 مليون نسمة. وتكتسب لغات هذه العائلة أهمية قصوى لنزول الكتب السماوية (القرآن، والإنجيل، والتوراة) ببعض هذه اللغات، كما أن الأنبياء جميعهم بعثوا من أبناء الذين يتحدثون هذه اللغات. لمزيد من المعلومات، انظر: السامية، اللغات. الهندو ـ أوروبية. يتكلم اللغات المنتمية إلى هذه العائلة ما يقارب 2,600,000,000 نسمة، أي حوالي نصف سكان العالم. وتتكلم معظم الشعوب التي صنعت الحضارة الغربية لغات هندو ـ أوروبية. عاش المتكلمون بهذه اللغات أصلاً في منطقة تمتد من شمالي الهند إلى أوروبا الغربية. كما أنهم يعيشون الآن أيضًا في مناطق أخرى من العالم. وأصبحت اللغات الهندو ـ أوروبية أكثر اللغات أهمية في معظم بلدان أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا ودول أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية.وللعائلة الهندو ـ أوروبية ثمانية فروع حية وهي: 1ـ الجرمانية أو التيوتونية، وتضم الإنجليزية والألمانية والهولندية واللغات الإسكندينافية ـ الدنماركية والأيسلندية والنرويجية والسويدية ـ. 2ـ الرومانسية أو اللاتينية ـ الرومانسية وتشتمل على اللغات الفرنسية والأسبانية والبرتغالية والإيطالية والرومانية. 3ـ البلطوسلافية وتضم اللغات الروسية والأوكرانية والبولندية والتشيكية والسلوفاكية والصربو ـ كرواتية ـ والسلوفينية والبلغارية واللتوانية 4ـ الهندو ـ إيرانية وتشمل الهندية والأردية والبنغالية والفارسية والباشتو. 5ـ الإغريقية (اليونانية) 6ـ السلتية وتضم الأيرلندية (الغيلية) والغيلية الأسكتلندية والويلزية والبريتانيية 7ـ الألبانية 8ـ الأرمينية. ولجميع اللغات في العائلة الهندو ـ أوروبية نفس البنية الأصلية المستندة على التصريفات. كما أن لها أقسام كلام محدودة وواضحة، وتشتمل على الأسماء والصفات والضمائر والأفعال التي تتصف بوجود لواحق معينة تدل على الجنس من حيث التذكير والتأنيث، وعلى العدد والحالة والشخص والزمن وصيغة الفعل والحس. ويتشابه الكثير من الكلمات الأساسية البسيطة في اللغات الهندو ـ أوروبية. فعلى سبيل المثال، نجد أن الكلمة الإنجليزية أمُّ Mother تقابلها في السنسكريتية Mata وفي الإغريقية Meter وفي اللاتينية Mater وفي الأسبانية Madre وفي الألمانية Mutter وفي الروسية Mat. ومن المحتمل أن الناطقين باللغة الهندو ـ أوروبية الأصلية عاشوا في المنطقة الواقعة شمال البحر الأسود. ويحتمل أنهم هاجروا من هناك في كل اتجاه وكانوا يغيِّرون اللغة على طول الطريق الذي سلكوه. واللغات الهندو ـ أوروبية التي تتوفر عنها السجلات المدونة هي الحيثيّة تليها الإغريقية ثم السنسكريتية.
عائلات لغوية أخرى. بالإضافة إلى السامية والهندو ـ أوروبية اكتشف الباحثون عائلات لغوية أخرى كثيرة. عائلة اللغات الصينية التيبتية. تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية العددية حيث يتكلمها حوالي 1,200,000,000نسمة. وتدخل اللغة الصينية، بلهجاتها المتعددة، في إطار هذه العائلة، وكذلك اللغات التايلاندية والبورمية والتيبتية، وهذه هي اللغات البارزة في شرق آسيا. وتتألف اللغات الصينية ـ التيبتية من كلمات ذات مقطع واحد. ويبين المتكلمون بهذه اللغات المعاني المختلفة للكلمات المتماثلة من حيث الشكل باستخدام النغمات وهي تغيرات في طبقة الصوت.
العائلة الأورالية ـ الألتية تضم اللغات الفنلندية والمجرية والتركية والمنغولية والمانشورية، ومعظم اللغات المستخدمة في وسط وشمالي آسيا. ويتكلم حوالي 165 مليون نسمة اللغات المنضوية في إطار هذه العائلة والموجودة في فنلندا والمجر وتركيا ومنغوليا وإستونيا وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان وسيبريا.
العائلة اليابانية والكورية. تُشكل اللغتان عائلة واحدة ويتكلمهما حوالي 200 مليون نسمة. وينحصر استخدام هاتين اللغتين عموماً في اليابان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
العائلة الملايوية ـ البولينيزية تضم لغات إندونيسيا والفلبين وهاواي ونيوزيلندا ومدغشقر ومعظم الجزر الأخرى في المحيطين الهادئ والهندي، ويتكلم لغات هذه العائلة حوالي 275 مليون نسمة.
عائلة المون ـ خميرية تضم حوالي 110 ملايين متكلِّم في جنوب شرقي آسيا وأجزاء من الهند. وتُسمَّى هذه العائلة أحيانًا بالأسترالية الآسيوية، وتشمل اللغات المستخدمة في كمبوديا وسيام وأجزاء من بورما وفيتنام.
اللغات الإفريقيَّة جنوب الصحراء. تستخدم في المناطق الواقعة جنوب الصحراء وغرب كل من السودان وإثيوبيا والصومال. أمَّا العائلات الثلاث الرئيسية لهذه اللغات الإفريقية فهي النيليَّة الصحراويَّة والنيجريَّة ـ الكردفانيَّة والخويسانية. ولهذه المجموعات الثلاث حوالي 440 مليون متكلِّم.
العائلة الدرافيدية. توجد هذه العائلة في جنوبي الهند وأجزاء من سريلانكا. وتتفرع منها اللغة التاميلية، والتيلوجوية ولغات أخرى. ويتحدث بهذه اللغات نحو 220 مليون شخص. انظر: الدرافيديون.
اللغات الهندية الأمريكية يبلغ عدد هذه اللغات أكثر من 1,000لغة، ولكن يصعب تصنيفها بسبب الاختلافات الكبيرة بينها. ولا يتجاوز العدد الإجمالي للمتحدثين بهذه اللغات 20 مليون نسمة. وتوجد هذه اللغات في مناطق منعزلة في أمريكا الشمالية والوسطى والجنوبية.
اللغات غير المألوفة. تضم اللغات الهجينة والمولَّدة المستخدمة في مناطق كثيرة من العالم. وهذه اللغات تجعل الاتصال ممكنًا بين مجموعتين أو أكثر تتكلم لغات مختلفة. ومن الأمثلة على ذلك الإنجليزية الهجين الميلانيزية لجزر سليمان وبابوا غينيا الجديدة، واللغة المولَّدة الهاييتية المبنية على اللغة الفرنسية.
اللغات العالمية
منذ سنين طويلة، أبدى الناس اهتمامًا بأن يكون لهم لغة واحدة يمكن التحدث بها في جميع أنحاء العالم. فمثل هذه اللغة ستساعد على تعزيز التفاهم والمشاعر الطيبة بين الشعوب. وسيؤدي وجود لغة عالمية إلى زيادة الروابط الثقافية والاقتصادية بين مختلف الدول. وعبر السنين اُقتُرِحت 600 لغة عالمية على الأقل، ومن بين هذه اللغات برزت الإسبرانتو باعتبارها اللغة العالمية الأكثر نجاحًا. ومنذ استحداث هذه اللغة في عام 1887م، تعلمها حوالي 10 ملايين شخص. ويرى بعض الناس أنه من الأفضل اعتماد إحدى اللغات الموجودة في العالم كالإنجليزية أو الفرنسية أو الروسية كلغة عالمية. ولاشك أن اعتماد أية لغة، طبيعية كانت أو اصطناعية، سيسهل الاتصال بدرجة كبيرة بين الشعوب. إلا أن المشكلة تكمن في ماهية اللغة التي يمكن اختيارها كلغة عالمية حيث إن الاحتمالات الممكنة كثيرة جدًا.
فكثير من الناس يعارض اللغات الاصطناعية ويعتقد أن أية لغة اصطناعية لا تعكس ثقافة حقيقية كما تفعل اللغات الطبيعية القائمة. ويعارض آخرون استخدام لغة من اللغات الموجودة، كلغة عالمية، ويقولون بأنه سيتم فرض ثقافة شعب أو بضعة شعوب على العالم كله. وطالما استمر تبادل هذه الحجج والحجج المضادة، فستبقى إمكانية خلق لغة عالمية بعيدة المنال.
علـم اللغــة
قام الإغريق والرومان القدماء بدراسة طبيعة وأصل اللغة، إلا أن دراساتهم افتقدت الأساس العلمي المنهجي. ولكن العرب المسلمين تطورت لديهم علوم اللغة بفروعها المختلفة كالأصوات والنحو وعلم المعاني وغيرها. وفي أوروبا، أثناء العصور الوسطى الممتدة من القرن الخامس الميلادى إلى القرن السادس عشر الميلادي، اعتقد كثيرمن الناس أن جميع اللغات نشأت من العبرية التوراتية. ولم تبدأ الدراسة العلمية للغة في أوروبا حتى أواخر القرن السابع عشر. وفي بداية الأمر، عمد الباحثون أمثال فريدريتش شليجل وجاكوب جريم وفرانز بوب، وجميعهم ألمان، إلى دراسة اللغات متبعين الطريقة المقارنة. وأجروا العديد من المقارنات بين لغات العالم ولاحظوا العلاقات بينها. وأدت النتائج التي توصلوا إليها في دراساتهم إلى تصنيف اللغات إلى أُسر. وفي أوائل القرن التاسع عشر، قام باحث سويسري اسمه فرديناند دو سوسير بدراسة اللغات متّبعاً الطريقة العامة في البحث، وأرسى قوانين تنطبق على كافة اللغات.
وفي الوقت الحاضر، ينقسم علم اللغة إلى مجالين أساسين: 1- المقارن أو التاريخي 2- الوصفي. تبحث الطريقة المقارنة في اللغة عبر آلاف السنين، وتسعى إلى تحديد تاريخ نشوء اللغات والأسر اللغوية. أما الطريقة الوصفية فتركز بدرجة رئيسية، على اللغات المعاصرة. انظر: اللغة، علم.
أسئلة
- كيف يمكن أن يساعدك تعلم لغة أجنبية؟
- ما الأشياء الثلاثة المشتركة بين كافة لغات العالم؟
- ما العائلات اللغوية الرئيسية في العالم؟
- ما أقدم السجلات المكتوبة للغة؟
- ما فروع علم اللغة التي تطورت لدى العرب والمسلمين؟
- متى تصبح لغة ما ميتة؟
- ما عدد اللغات التي يتكلمها الناس في العالم؟
- ما أسباب تغيُّر اللغة؟