هو الشخص الذي تجاوز مرحلة الطفولة ولم يبلغ الحلم بعد. وتعتبر
معظم المجتمعات الشخص مراهقًا من سن 13 إلى 18 سنة على الأقل، وبالتالي يكون مفهوم
المراهق في تلك المجتمعات مرادفًا تقريبًا لما اصطُلح عليه بابن ما بعد العاشرة
ودون العشرين. وفي الإسلام يعد البلوغ شرطًا أساسيًا في التكليف الشرعي، ويكون
البلوغ بالاحتلام، أو بدء الدورة الشهرية للفتاة، كما أن هنالك علامات أخرى تدل على
البلوغ.
تعتبر جميع المجتمعات تقريبًا أن الفتيان والفتيات يتجاوزون مرحلة الطفولة عندما تبدأ مرحلة النضج الجنسي. ويبدأ معظم الصِّغار هذه المرحلة من النمو في نهاية السنوات العشر الأولى من أعمارهم أو بداية العشرة الثانية. ولكن العُمر الذي يتوقع الشخص أن يُسمح له بممارسة مسؤوليته الكاملة باعتباره شخصًا راشدًا يختلف كثيرًا بين المجتمعات.
في المجتمعات الزراعية التي تحتاج لكثير من العمال، يؤَمَّل من معظم الفتيات والفتيان أن يصبحوا منتجين اقتصاديًا عند وصولهم إلى مرحلة النضج الجنسي أو ربما قبل ذلك.
وتوجد مثل هذه المجتمعات في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتبدأ سن النضج مبكرًا في هذه المجتمعات، وتكون فترة المراهقة قصيرة وقد لا توجد أصلاً.
ومن جانب آخر، يكثُر الفائض من العمال في المجتمعات الصناعية. لذا فبإمكانهم تأجيل إدراج صغار الشباب ضمن القوى العاملة، وبالإضافة لذلك، فإن ثقافة المجتمعات الصناعية أكثر تعقيدًا من المجتمعات الزراعية، وتتطلب من الشخص وقتًا أطول للتعلّم.
ولكل هذه الأسباب، لا يسمح قانون معظم المجتمعات الصناعية بأن يولي الناس المسؤوليات الكاملة للبالغين قبل نهاية العقد الثاني من عمرهم. كما أنه لا يُرجى من صغار الشباب أن يتولوا مسؤولية شخصية، فهم، قانونًا، في ذمة ذويهم.
وفي الماضي، حددت جميع المجتمعات الصناعية سن النضج القانوني بـ 21 عامًا تقريبًا. ولكن، منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، خفضت معظم هذه المجتمعات السن القانونية إلى 18 أو 19 أو 20 عامًا. واليوم يصبح الفرد بالغًا قانونًا في سن 18 في معظم البلاد. في هذه السن، يمكن أن يُدلي الشباب بأصواتهم، وأن يتزوجوا بدون موافقة والديهم، وهذا عند الغربيين خاصة، وأن يكونوا مسؤولين أمام القانون عن أي عقد يوقعون عليه. ويحكم القانون بأن المراهق لا يتحمل مسؤولية الجريمة. وبذلك تكون فترة المراهقة طويلة من وجهة النظر القانونية.
وبالإضافة للجوانب القانونية، يمكن أيضًا النظر إلى المراهقة بوصفها مرحلة من مراحل النمو النفسي. ينظر الطبيب النفساني إلى المراهق بوصفه شخصًا يحاول الاستقلال أسوة بالبالغين حتى لا يظل معتمدًا على غيره كالأطفال. ويحقق بعض الناس هذا الهدف أسرع كثيرًا من غيرهم. وقد يصبح المراهق ناضجًا نفسيًا قبل وصوله إلى سن البلوغ. وعلى أية حال، فإن معظم المراهقين ينضجون نفسيًا بنفس النسبة التي يحددها مجتمعهم. ونتيجة لذلك، تستمر المراهقة النفسية عادة على الأقل لنفس الفترة القانونية للاعتماد على الآخرين.
ويكوِّن المراهقون في المجتمعات التي تطول فيها فترة المراهقة مجموعات ثقافية تعرف باسم الثقافات الفرعية وذلك باعتبار أنهم يمثلون مجموعة من الناس تختلف عاداتهم وقيمهم عن بقية أولئك الذين يضمهم المجتمع. وعمومًا، فإن هذه المجموعات التي يكوِّنها المراهقون تساعد على تشكيل عادات وقيم المجتمع الأكبر. وفي البلدان النامية، حيث ترتفع نسبة المواليد، تكون نسبة المراهقين أعلى منها في البلدان الصناعية. لكن تأثير المراهقين البالغ على المجتمع في الدول الغربية لا يتناسب مع قلة عددهم. فهم يشكلون سوقًا رائجة للبضائع وللإعلان عنها. وفي الأمور التي تتعلق بالموسيقى والملابس، تؤثر أذواقهم على المجتمع برمته، وخلال الستينيات من القرن العشرين الميلادي، قادت معارضة المراهقين لقيم ومفاهيم ثقافية راسخة لحركات ثقافية مضادة. وتكونت مجموعة الشباب المناهضة للثقافة السائدة من كبار المراهقين الذين كانوا يهدفون إلى تكوين مجتمع مفتوح كامل الحرية ومبني على مثالياتهم. ولكنهم فشلوا إلى حد بعيد. وقد ساهمت مجهوداتهم في التساؤل المستمر عن جدوى المؤسسات التقليدية خلال السبعينيات من القرن العشرين، ولكن في الثمانينيات، كان المراهقون أكثر توافقًا بصفة عامة.
والمعيار هو متوسط اختلافات فردية متعددة. مثلاً، قد تُبرز نتائج البحوث، في المتوسط، أن الفتيات في بلد ما يتعرضن لأول فترة طمث في عمر 12,5عام. لذا يعتبر عُمر 12,5 عام هو العمر القياسي لأن تتعرض الفتاة في ذلك البلد للطمث الأول. وهذا لا يعني، بالطبع، أن جميع الفتيات في ذلك البلد يتعرضن للطمث في هذا العمر على وجه التحديد. فبعضهن يبدأن الطمث في هذا العمر بالضبط، وبعضهن يبدأن في عُمر أكبر أو أصغر منه. لذلك يجب ألا ينزعج الأبوان والمراهقون إذا لم يتحقق ظهور ونمو معيار معيّن في العمر المحدد.
النمو الجسمي والتطور. تبدأ المراهقة بفترة من التطور الجنسي المثير تسمى البلوغ. ويأتي البلوغ بزيادة مفاجئة في نشاط غُدد معينة، خاصة الغدة الهايبوتلاموسية (غدة ما تحت المهاد)، والغدة الصنوبرية والغدة النخامية والغدد الجنسية.
وفي بداية فترة البلوغ، يكبر حجم نَهْدَي الفتاة، ويتسع رِدْفاها، وينمو الشعر في إبطيها وحول العضو التناسلي (الأعضاء التناسلية الخارجية). وبعد ظهور هذه التغيرات بحوالي عام تتعرض لأول فترة طمث. وحينما يبدأ الصبي فترة البلوغ، ينمو الشعر حول العضو التناسلي وعلى وجهه والأجزاء الأخرى من جسمه. ويكبر حجم العضو التناسلي، ويعرض منكبا الصبي، ويخشوشن صوته. وتبدأ معظم الفتيات فترة البلوغ في سن 11 عامًا، بينما يبدأ الصبيان في سن 13 عامًا. وينتهي البلوغ حينما تصل الفتاة أو الصبي إلى مرحلة النضج الجنسي، أي حينما يصبحان قادرين على الإنجاب. ومعظم المراهقين ينضجون جنسيًا بعد عامين أو ثلاثة من سن البلوغ.
ويسبب النشاط الزائد للغُدد الذي ينتج عنه البلوغ تغيُّرات جسمية أخرى في المراهقين، تشمل الزيادة المطردة في الطول والوزن. وتبدأ معظم الفتيات مرحلة النمو السريع في الفترة من 9 إلى 12 عامًا. وفي العادة تكون الفتيات أطول وأثقل وزنًا من الصبيان خلال هذه السنوات. وفي بداية السنوات العشر الثانية يبدأ معظم الصبيان في النمو السريع بينما تنخفض نسبة نمو الفتيات. وبعد حوالي سن 14 عامًا، يصير الذكور أثقل وزنًا وأطول في المتوسط من الإناث. ويصل معظم الذكور إلى حجم البالغين خلال السنوات الأخيرة للمراهقة أو بداية سن العشرين. وتصل معظم الإناث لحجم البالغات في سن مبكرة بالقياس للذكور.
ويُعْنى عدد من صغار المراهقين بمظهرهم الجسمي إلى حد بعيد. فقد يشكون من طولهم المفرط أو قصرهم الشاذ، أو من كبر أو صغر حجم أيديهم، أو من عدم جاذبية شكلهم العام أو عدم لباقتهم وغير ذلك من الملاحظات. وفي معظم الحالات، تختفي هذه الصعوبات بمجرد نضج الصبي أو الفتاة الجسمي. ويرتبك الكثير من المراهقين من ظهور حب الشباب أو البثور على الرغم من أن المشاكل الطفيفة على البشرة أمر عادي خلال فترة المراهقة.
والعناية التي يبذلها المراهقون بمظهرهم مفهومة؛ إذ إن المراهقين يشعرون برغبة شديدة في مقارنة أنفسهم إيجابيًا بمن هم في مثل عمرهم. وقد يزعجهم كل ما يمكن أن يجعلهم مختلفين. والفروق في النمو الجسمي واضحة في بداية فترة المراهقة، لذا فمن الطبيعي أن يتركز عليهم الانتباه. وتخف هذه الفوارق في منتصف فترة المراهقة وعند نهايتها.
التطور الاجتماعي. ينضج معظم الشباب جنسيًا ببلوغ سن 14 أو 15 عامًا. وهكذا يصبحون قادرين على الإنجاب جسميًا. وفي بعض المجتمعات، تعتبر الفتيات مهيئات للزواج في هذه السن. ولكن عمومًا، ينقص الشاب أو الشابة في هذا العمر النضج الاجتماعي حتى يستطيعا تأدية دورهما الراشد في معظم المجتمعات اليوم.
ويُعتبر الشباب ناضجين اجتماعيًا إذا استطاعوا التصرف باستقلال وتحمَّلوا مسؤولية كاملة تجاه ما يقومون به من أفعال. إن تنمية هذه المقدرة هي المهمة الرئيسية للمراهق.
يُرحب معظم المراهقين بإعطائهم الفرصة للقيام بمسؤولية أكبر وبالاستقلال. لكن قد يجدون صعوبة في البداية لمواجهة التحدي. إذ يحتاج الفرد للثقة بنفسه حتى يستطيع تحمل المسؤولية. ومن الصعب تنمية الثقة بالنفس إذا كانت النفس في حالة تغيُّر دائم. يواجه معظم صغار المراهقين هذه المشكلة بسبب التغيُّرات الجسمية العديدة التي يمرون بها خلال فترة البلوغ وتتدخل هذه التغيُّرات في إحساس المراهق بالهوية الذاتية، أي إحساس الفرد بنفسه شخصًا سويًا ومتكاملاً. وأثناء نمو المراهقين الجسمي، ينمو عندهم إحساس أقوى بالهوية الذاتية وإحساس أكبر بالثقة بالنفس. وبذلك تزيد قدراتهم على استيعاب التطوّر الاجتماعي.
ويتطور المراهقون اجتماعيًا ـ في الأساس ـ بتوسيع واختبار علاقاتهم الاجتماعية. تتمركز البيئة الاجتماعية للطفل الصغير عادة في بيته. ويُشكِّل الأطفال أنفسهم على شاكلة والديهم أو أشخاص آخرين من البالغين يعرفونهم ويُعجبون بهم. وقد يكتسبون مميزات سيئة أو حسنة، لذا تقع على عواتق الراشدين مسؤولية ثقيلة في تصرفاتهم أمام الأطفال. وعمومًا، يتفادى الأطفال أنواع السلوك التي يرفضها الوالدان أو الكبار. لكن معظم المراهقين ينغمسون بعمق في علاقتهم مع أندادهم أو أقرانهم، أي دائرة الأصدقاء والمعارف، ويُقدِّر هؤلاء المراهقون استحسان أندادهم، أكثر مما يقدّرون استحسان أبويهم، وقد يغيرون تصرفاتهم من أجل كسب ذلك الاستحسان. وبالإضافة إلى ذلك، يبدأ المراهقون تحديد علاقاتهم مع الجنس الآخر في أمريكا والدول الغربية في إطار دائرة الأنداد (الأقران).
العلاقات الأُسرية هامة للمراهقين، لكن بطريقة غير واضحة دائمًا. يفضل معظم المراهقين رفقة أصدقائهم على رفقة أسرهم. ويفضلون الوحدة في البيت. هذا التفضيل شيء طبيعي على الرغم من أنه قد لا يبدو هكذا لأفراد الأسرة. وتقل الخلافات بين المراهق ومن يصغرونه من أفراد الأسرة عادة عندما تتأقلم الأسرة على احتياجه للاستقلال والعزلة. ولكن، يعاني المراهقون من الخلاف الدائم مع والديهم حول مدى الحرية التي يعتقدون أنهم يستحقونها.
ويَسْهُل التطور الاجتماعي للمراهقين الذين يشعرون بحب والديهم لهم وثقتهم بهم. ويجب أن يتضمن حب الوالدين التهذيب، وهكذا يتلقى المراهق المحبوب حقًا التوجيه. ويُظهر الوالدان ثقتهما بمنح أطفالهما الحرية الكافية. فالمراهق الذي يبالغ والداه في حمايته، قد يجد صعوبة بالغة في تعلّم التصرف باستقلالية.
العلاقات بين مجموعة الأنداد (الأقران) تساعد المراهقين على تعلّم التعامل مع الآخرين على أساس من المساواة. إن تنمية هذه المقدرة جزء مهم في عملية التحول إلى شخص بالغ. وعمومًا، فإن المراهقين يميلون إلى قياس نموهم الاجتماعي بمدى شعبيتهم. إنهم يفترضون أنهم ينمون طبيعيًا إذا قبلهم رفاقهم. وبذلك ينشغل المراهقون بأمور يعتقدون أنها تؤثر على شعبيتهم مثل طريقتهم في اللبس، ومقدرتهم القيادية، ونجاحهم مع الآخرين. ويتضايق الوالدان من مقدار الوقت والطاقة اللذين يبذلهما المراهق في مثل هذه الاهتمامات. لكن هذه الاهتمامات جزء من النمو، ويحتاج المراهقون الحرية لتنفيذه.
والمراهقون الذين بحاجة قوية لاستحسان مجموعة أندادهم قد يضطرون لاتباع قيم المجموعة. وتبدأ المشاكل إذا تعارضت هذه القيم مع تلك التي تعلّموها في البيت. يجب أن يحاول الوالدان تذكر أن الخيار ليس دائمًا في يد المراهق. وتلاقي الفتيات مشاكل أكثر من الصبيان في حسم هذه الخلافات، ربما لأن المتوقع أن تكون الفتاة أفضل سلوكًا من الصبي، وفي بعض المجتمعات تبقى تحت رقابة أبويها إلى حدٍّ بعيد.
العلاقات بين الجنسين. في المجتمعات الغربية عمومًا وبعض المجتمعات الأخرى تختلط الفتيات والصبيان خلال المراهقة المبكرة في مجموعات النشاط، مثل مناسبات المدارس والحفلات واجتماعات النوادي. وغالبًا ما تقود الصداقات بين الجنسين في أمريكا وأوروبا إلى فوضى وانحراف في العلاقات الجنسية، ويختلف قدر الحرية الممنوحة للفتيات والصبيان للقاءات حسب اختلاف العادات الاجتماعية والدينية والأخلاقية من بلد أوروبي إلى آخر. وهذه الاختلافات حسب بعض التقارير الرسمية والبحوث التي أعدت في هذا المجال هي سبب التفكك وعدم التوافق الأسري والاجتماعي في كثير من دول أمريكا وأوروبا، حتى إِنها صارت مشكلة يصعب التغلب عليها، وكذلك فقد أدّت إلى كثير من الأمراض المزمنة داخل المجتمعات الأوروبية. ومقارنة بالإسلام نجد الدين الإسلامي قد عالج مفهوم الحرية في ضوء ما نص عليه القرآن، وأكدته السنة؛ حيث حرَّم الخلوة بين الرجل والمرأة ومنع الاختلاط بين الجنسين وأمر بغض البصر ونهى عن التبرج وأقام كل السبل لسلامة المجتمع الإسلامي. وحث الإسلام الشباب على الزواج والمبادرة إليه فإن لم يتمكن الشاب أمره بالصوم لما فيه من تقوية للإرادة وكسر للشهوة. قال رسول الله ³ في الحديث الشريف: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري .
ويختلف العمر الباكر الذي يمكن الزواج فيه بين المجتمعات. لكن معظم المراهقين ينضجون قبل سن 18 بفترة ويجد معظمهم صعوبة في كبح رغباتهم الجنسية. وعلى أية حال، فإن العلاقات الجنسية في المجتمعات الإنسانية تخضع للجوانب الأخلاقية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك.
وفي ممارسة الجنس خارج إطار الزواج جناية على الأخلاق، لأن مثل هذه العلاقات تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه، ويكثر أبناء السفاح (الزنى). وعندما أتى الإسلام حرّم الزنى ونهى عنه وعاقب فاعله المتزوج بالرجم والعازب بالجلد، ليسلم المجتمع الإسلامي من تفشي هذه المثالب الاجتماعية.
ونتيجة لفوضى الجنس وعدم انضباطه بضابط محكم، فإن الكثير من الفتيات المراهقات في المجتمعات الغربية يحملن كل عام. وبعضهن يتزوجن مباشرة بعد الحمل. ومنهن اللائي يُجْهضن، وأعداد متزايدة يُسقطن الجنين بالمساعدة الطبية. والباقيات يضعن أطفالاً خارج الزواج. كما يتعرض المراهقون الذين يمارسون الجنس لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالعلاقات الجنسية، ومنها: الزهري والسيلان. وتنتشر مثل هذه الأمراض بين المراهقين أكثر من انتـشارها بين الراشـدين والكبار.
إن معظم المشكلات التي يواجهها المراهقون تتعلق بواجباتهم المدرسية، وإيجاد العمل والمسائل المالية وعلاقاتهم بأترابهم أو علاقاتهم العائلية. ومعظم هذه المشكلات لا تعدو أن تكون مشكلات بسيطة، وذلك على الأقل من وجهة نظر الكبار. ولكنها تبدو للمراهق أمرًا كبيرًا خطرًا. وقد يسبب اختلاف وجهات النظر مشكلات كبيرة إذا كان له أثر على العلاقات بين الآباء وأبنائهم المراهقين. ولا يستطيع الآباء أداء الكثير عن طريق الوعظ والمحاضرات، ولكنهم يساعدون الأبناء أكثر ـ إن هم أصغوا إلى مشكلاتهم ـ دون أن تكتنفهم رغبة قوية في تقديم النصح لهم. ومعظم المشكلات الشخصية التي تنتاب المراهقين لا تؤثر على المجتمع كله، لكن هناك بعض المشكلات الأخرى التي تحيط بالمراهقين لها خطورتها وانتشارها الواسع ولذلك فإنها تعتبر مشكلات اجتماعية. وتتضمن هذه المشكلات الاجتماعية: 1- مواقف من التعليم والمدارس 2- تناول المخدِّرات 3- الجنوح.
مواقف من التعليم. تزايدت أهمية التعليم في المجتمعات الصناعية المعقدة وكثرت فيها الوظائف التي تتطلب درجة عالية من المعرفة المتخصصة والمهارة الفنية. وبالإضافة إلى ذلك، اعتمدت المجتمعات تقليديًا على المدارس لمساعدتها في تخريج المواطن المسؤول الواسع الاطلاع. وتكلف كثير من الدول المعاصرة شبابها بمواصلة التعليم حتى سن 16 عامًا على الأقل. ويقل حماس بعض المراهقين في السنوات الأخيرة للدراسة، بينما يظل الآخرون تحت ضغط متصل من أجل الاستعداد للامتحانات اللازمة للحصول على فرصة الالتحاق بالجامعة أو الكلية. والذين يتركون المدرسة بدون الحصول على المؤهلات الكافية، وبدون التدريب على المهارات، يجدون صعوبة في الحصول على وظائف جيدة. وتشكل البطالة عند الشباب مشكلة حادة في كثير من الدول. ويلتحق بعضهم بوظائف لا تُهَيِّئ مستقبلاً وظيفيًا جيدًا، ولكنهم يستمتعون بالدخل الجاري ولا يفكرون بتأثير اختيارهم على مستقبلهم البعيد. وقد تصعب حتى الحياة اليومية على البالغين في حالة عدم مقدرتهم على القراءة والتعبير الواضح عن أنفسهم، والقيام بالعمليات الحسابية البسيطة.
ويأتي الكثير من المراهقين سيِّئي الأداء إلى المدرسة من أسر لا تشجع التعليم. لكن العديدين لا ينمّون مقدراتهم بالقدر الكامل بالرغم من حصولهم على التشجيع الكافي من البيت. وقد يحتاج الوالدان في بعض الحالات إلى إعادة النظر في الأهداف التي وضعوها لأولادهم. فقد يتمرد الطلبة المجتهدون إذا أحسوا بالضغط الزائد عليهم. لذا فعلى الوالدين محاولة تشجيع الأداء الجيد في المدرسة بدون المبالغة في الضغط.
استعمال المخدِّرات. يسبِّب استعمال المخدرات في أوساط المراهقين في بعض البلدان قلقًا شديدًا. أبرزت نتائج البحث في الولايات المتحدة أن غالبية المراهقين في تلك البلاد جربوا على الأقل مخدرات مثل الكحول، وملح حمض البربيوريت، والكوكايين، ومادة إل. إس. دي المخدرة، أو المارجوانا. وبعضهم جرّب الهيروين، والمورفين، أو المواد المخدرة الأخرى. والتعاطي المنتظم للكثير من هذه المخدرات مضر بالجسم، إذ إن جرعة واحدة مفرطة من بعض المخدرات، مثل الهيروين أو البربيتوريت، قد تنتج عنها الغيبوبة أو الوفاة.
وفي البلدان التي يشكل فيها تعاطي المخدرات مشكلة، لا يمكن الحصول على كل المخدرات التي يمكن أن يتعاطاها المراهقون أو يستعملوها استعمالاً قانونيًا بدون وصفة طبية من الطبيب. والكحول هو الاستثناء الأساسي، وهو أكثر المخدرات المستعملة انتشارًا وسط البالغين والمراهقين في أمريكا وأوروبا. وبالرغم من حظر بيع الكحول للمراهقين إلا أن تعاطيه من أكبر المشاكل في بعض الدول.
ويجرب المراهقون المخدرات (سوء استعمال العقاقير) في بعض الدول لأسباب عديدة منها: 1-إلحاح الأصدقاء 2- محاكاة الوالدين 3- حب الاستطلاع. ويمر معظمهم بفترة التجربة بدون أن يقعوا في مشكلة الإدمان. لكن بعضهم يكونون أقل حظًا.
لم تُفهم بعد أسباب سوء استعمال العقاقير. قد يقود الملل بعض المراهقين للإدمان، أو تقودهم رغبة خفية للهروب من الضغوط العقلية أو العاطفية.ولا شك أن الفراغ الديني سبب رئيسي في ذلك، وأقل المراهقين تعرضًا لخطر الإدمان هم أولئك الذين يلتزمون بتعاليم الإسلام ويشعرون بأهمية وجودهم.
الجنوح. تحاكم معظم المجتمعات الجانحين الذين يقل عمرهم عن 18 عامًا كأحداث، وليس كبالغين. والكثير من جُنح الأحداث بسيطة نسبيًا؛ فهي تشمل أشياء مثل: الهروب من البيت، وهو من جُنح المراهقين الخاصة. ولكنهم كذلك قد يُعتقلون وتوجه لهم تهم على جرائم أكثر خطورة مثل سرقة السيارات، والسطو، وسرقة المتاجر، والعُنف الذي غالبًا ما ينتج عن السُكر. ومن الجُنح التي تميز بها المراهقون المشاكسة وتخريب ممتلكات الآخرين. وفي عدد من الحالات، يشترك المراهقون في المدن وفي التجمعات الرياضية في أحداث الشغب العام. وقد ينتمي المراهقون من الذكور إلى عصابات الشوارع. وفي المتوسط، تشكل الإناث نسبة 20% من المراهقين المتهمين بجُنح خطيرة.
وفي العموم، فإن نسبة جُنح الأحداث تكون في أعلى درجاتها ـ في المجتمعات الغربية ـ في المناطق الداخلية المحرومة من المدن، والتي تقل فيها فرص العمل والترفيه للشباب. وكثير من الأحداث وليس جميعهم، من أسر ذات دخل منخفض. وفي كثير من الحالات، تنتج جُنح الأحداث في الغالب من العلاقات الخاطئة بين الوالدين والطفل، والمثل السيّئ الذي يقدمه الوالدان لأطفالهما ولا تنتج بالضرورة عن الصعوبات الاقتصادية. لكنّ للجُنح أسبابًا أخرى أيضًا؛ فقد يكون ضغط مجموعة الأنداد سببًا رئيسيًا في كثير من الحالات. ولبعض الجانحين الأحداث إحساس عدائي قوي ضد المجتمع أو مشاكل أخرى نفسية قديمة مترسبة، ولعل ما أكده الإسلام في توثيق العلاقات الاجتماعية والاهتمام بتربية الأبناء وزرع قيم الدين والأخلاق منذ السنوات الأولى لعمر الأطفال خير علاج لمثل هذه المشكلات التي تضعف المجتمع وتؤدي إلى انهيار جيل المستقبل الذي يُعتمد عليه في بناء أي أمة من الأمم.
من المفيد بالنسبة للمراهقين، مهما كانت مقدراتهم الأكاديمية، أن يحاولوا الحصول على أفضل ما يمكنهم الحصول عليه من التعليم. وعند التخطيط لمهنة، يجب أن يأخذوا في الاعتبار فوائد وتكلفة التعليم الجامعي أو الكلية أو أي تدريب خاص آخر. وقد تتوفر للذين يبحثون عن مهنة تتطلب دراسة عليا، المنح الحكومية أو القروض أو المنح الدراسية لمساعدتهم لمقابلة التكلفة. وحتى في هذه الحالات، يجب أن يكون الآباء والطلبة على استعداد للمصروفات الإضافية التي يمكن تغطية بعضها بالتحاقهم بالوظائف الجزئية أو الصيفية.
ويخطط بعض المراهقين للزواج بمجرد أن يكونوا في سن تؤهلهم لذلك. لكن نسبة الطلاق في بلدان كثيرة وسط الذين يتزوجون قبل سن العشرين تفوق نسبة الطلاق العامة بعدة مرات. ولكي ينجح الزواج، يجب أن يتمتع الطرفان بنسبة عالية من النضج العاطفي والفكري. كما يجب أن يكون كل منهما على استعداد لقبول أخطاء الآخر. وفي المجتمعات التي يُنظَّم فيها الزواج، قد يكون لزواج الشباب فرصة جيدة للنجاح، مثل زواج من هم أكبر منهم سنًا. وتفشل الكثير من زيجات المراهقين للتسرع في اتخاذ قرار الزواج. فالزواج الذي يتم عن معرفة حقيقية بين الطرفين يجد فرصة أكبر في النجاح. وتختلف أسس الاختيار لدى الناس ولكن الرسول ³ وجه إلى خير الأسس وأقصر الطرق، حيث قال: (فاظفر بذاتِ الدّين تَرِبَتْ يداك) رواه البخاري. وفي الحديث تأكيد على دور الزوجة التي عاشت في بيت ديني وقدرتها على بناء أسرة تستطيع أن تقوم بدورها الكامل داخل منظومة المجتمع.
تعتبر جميع المجتمعات تقريبًا أن الفتيان والفتيات يتجاوزون مرحلة الطفولة عندما تبدأ مرحلة النضج الجنسي. ويبدأ معظم الصِّغار هذه المرحلة من النمو في نهاية السنوات العشر الأولى من أعمارهم أو بداية العشرة الثانية. ولكن العُمر الذي يتوقع الشخص أن يُسمح له بممارسة مسؤوليته الكاملة باعتباره شخصًا راشدًا يختلف كثيرًا بين المجتمعات.
في المجتمعات الزراعية التي تحتاج لكثير من العمال، يؤَمَّل من معظم الفتيات والفتيان أن يصبحوا منتجين اقتصاديًا عند وصولهم إلى مرحلة النضج الجنسي أو ربما قبل ذلك.
وتوجد مثل هذه المجتمعات في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتبدأ سن النضج مبكرًا في هذه المجتمعات، وتكون فترة المراهقة قصيرة وقد لا توجد أصلاً.
ومن جانب آخر، يكثُر الفائض من العمال في المجتمعات الصناعية. لذا فبإمكانهم تأجيل إدراج صغار الشباب ضمن القوى العاملة، وبالإضافة لذلك، فإن ثقافة المجتمعات الصناعية أكثر تعقيدًا من المجتمعات الزراعية، وتتطلب من الشخص وقتًا أطول للتعلّم.
ولكل هذه الأسباب، لا يسمح قانون معظم المجتمعات الصناعية بأن يولي الناس المسؤوليات الكاملة للبالغين قبل نهاية العقد الثاني من عمرهم. كما أنه لا يُرجى من صغار الشباب أن يتولوا مسؤولية شخصية، فهم، قانونًا، في ذمة ذويهم.
وفي الماضي، حددت جميع المجتمعات الصناعية سن النضج القانوني بـ 21 عامًا تقريبًا. ولكن، منذ بداية الستينيات من القرن العشرين، خفضت معظم هذه المجتمعات السن القانونية إلى 18 أو 19 أو 20 عامًا. واليوم يصبح الفرد بالغًا قانونًا في سن 18 في معظم البلاد. في هذه السن، يمكن أن يُدلي الشباب بأصواتهم، وأن يتزوجوا بدون موافقة والديهم، وهذا عند الغربيين خاصة، وأن يكونوا مسؤولين أمام القانون عن أي عقد يوقعون عليه. ويحكم القانون بأن المراهق لا يتحمل مسؤولية الجريمة. وبذلك تكون فترة المراهقة طويلة من وجهة النظر القانونية.
وبالإضافة للجوانب القانونية، يمكن أيضًا النظر إلى المراهقة بوصفها مرحلة من مراحل النمو النفسي. ينظر الطبيب النفساني إلى المراهق بوصفه شخصًا يحاول الاستقلال أسوة بالبالغين حتى لا يظل معتمدًا على غيره كالأطفال. ويحقق بعض الناس هذا الهدف أسرع كثيرًا من غيرهم. وقد يصبح المراهق ناضجًا نفسيًا قبل وصوله إلى سن البلوغ. وعلى أية حال، فإن معظم المراهقين ينضجون نفسيًا بنفس النسبة التي يحددها مجتمعهم. ونتيجة لذلك، تستمر المراهقة النفسية عادة على الأقل لنفس الفترة القانونية للاعتماد على الآخرين.
ويكوِّن المراهقون في المجتمعات التي تطول فيها فترة المراهقة مجموعات ثقافية تعرف باسم الثقافات الفرعية وذلك باعتبار أنهم يمثلون مجموعة من الناس تختلف عاداتهم وقيمهم عن بقية أولئك الذين يضمهم المجتمع. وعمومًا، فإن هذه المجموعات التي يكوِّنها المراهقون تساعد على تشكيل عادات وقيم المجتمع الأكبر. وفي البلدان النامية، حيث ترتفع نسبة المواليد، تكون نسبة المراهقين أعلى منها في البلدان الصناعية. لكن تأثير المراهقين البالغ على المجتمع في الدول الغربية لا يتناسب مع قلة عددهم. فهم يشكلون سوقًا رائجة للبضائع وللإعلان عنها. وفي الأمور التي تتعلق بالموسيقى والملابس، تؤثر أذواقهم على المجتمع برمته، وخلال الستينيات من القرن العشرين الميلادي، قادت معارضة المراهقين لقيم ومفاهيم ثقافية راسخة لحركات ثقافية مضادة. وتكونت مجموعة الشباب المناهضة للثقافة السائدة من كبار المراهقين الذين كانوا يهدفون إلى تكوين مجتمع مفتوح كامل الحرية ومبني على مثالياتهم. ولكنهم فشلوا إلى حد بعيد. وقد ساهمت مجهوداتهم في التساؤل المستمر عن جدوى المؤسسات التقليدية خلال السبعينيات من القرن العشرين، ولكن في الثمانينيات، كان المراهقون أكثر توافقًا بصفة عامة.
النمو والتطور
تحاول عدة دراسات للتطور البشري أن تحدد العُمر الذي يتَّسم فيه معظم الناس بصفات معيّنة. وتستعمل هذه الدراسات معلومات جُمعت من البحوث التي أُجريت من أجل إنتاج معدل إحصائي يسمى المِعْيار ويسمى التطور الذي يقترب من المعيار قياسيًا. وعمومًا، لا تُعتبر الخلافات الواسعة شاذة بالضرورة.والمعيار هو متوسط اختلافات فردية متعددة. مثلاً، قد تُبرز نتائج البحوث، في المتوسط، أن الفتيات في بلد ما يتعرضن لأول فترة طمث في عمر 12,5عام. لذا يعتبر عُمر 12,5 عام هو العمر القياسي لأن تتعرض الفتاة في ذلك البلد للطمث الأول. وهذا لا يعني، بالطبع، أن جميع الفتيات في ذلك البلد يتعرضن للطمث في هذا العمر على وجه التحديد. فبعضهن يبدأن الطمث في هذا العمر بالضبط، وبعضهن يبدأن في عُمر أكبر أو أصغر منه. لذلك يجب ألا ينزعج الأبوان والمراهقون إذا لم يتحقق ظهور ونمو معيار معيّن في العمر المحدد.
النمو الجسمي والتطور. تبدأ المراهقة بفترة من التطور الجنسي المثير تسمى البلوغ. ويأتي البلوغ بزيادة مفاجئة في نشاط غُدد معينة، خاصة الغدة الهايبوتلاموسية (غدة ما تحت المهاد)، والغدة الصنوبرية والغدة النخامية والغدد الجنسية.
وفي بداية فترة البلوغ، يكبر حجم نَهْدَي الفتاة، ويتسع رِدْفاها، وينمو الشعر في إبطيها وحول العضو التناسلي (الأعضاء التناسلية الخارجية). وبعد ظهور هذه التغيرات بحوالي عام تتعرض لأول فترة طمث. وحينما يبدأ الصبي فترة البلوغ، ينمو الشعر حول العضو التناسلي وعلى وجهه والأجزاء الأخرى من جسمه. ويكبر حجم العضو التناسلي، ويعرض منكبا الصبي، ويخشوشن صوته. وتبدأ معظم الفتيات فترة البلوغ في سن 11 عامًا، بينما يبدأ الصبيان في سن 13 عامًا. وينتهي البلوغ حينما تصل الفتاة أو الصبي إلى مرحلة النضج الجنسي، أي حينما يصبحان قادرين على الإنجاب. ومعظم المراهقين ينضجون جنسيًا بعد عامين أو ثلاثة من سن البلوغ.
ويسبب النشاط الزائد للغُدد الذي ينتج عنه البلوغ تغيُّرات جسمية أخرى في المراهقين، تشمل الزيادة المطردة في الطول والوزن. وتبدأ معظم الفتيات مرحلة النمو السريع في الفترة من 9 إلى 12 عامًا. وفي العادة تكون الفتيات أطول وأثقل وزنًا من الصبيان خلال هذه السنوات. وفي بداية السنوات العشر الثانية يبدأ معظم الصبيان في النمو السريع بينما تنخفض نسبة نمو الفتيات. وبعد حوالي سن 14 عامًا، يصير الذكور أثقل وزنًا وأطول في المتوسط من الإناث. ويصل معظم الذكور إلى حجم البالغين خلال السنوات الأخيرة للمراهقة أو بداية سن العشرين. وتصل معظم الإناث لحجم البالغات في سن مبكرة بالقياس للذكور.
ويُعْنى عدد من صغار المراهقين بمظهرهم الجسمي إلى حد بعيد. فقد يشكون من طولهم المفرط أو قصرهم الشاذ، أو من كبر أو صغر حجم أيديهم، أو من عدم جاذبية شكلهم العام أو عدم لباقتهم وغير ذلك من الملاحظات. وفي معظم الحالات، تختفي هذه الصعوبات بمجرد نضج الصبي أو الفتاة الجسمي. ويرتبك الكثير من المراهقين من ظهور حب الشباب أو البثور على الرغم من أن المشاكل الطفيفة على البشرة أمر عادي خلال فترة المراهقة.
والعناية التي يبذلها المراهقون بمظهرهم مفهومة؛ إذ إن المراهقين يشعرون برغبة شديدة في مقارنة أنفسهم إيجابيًا بمن هم في مثل عمرهم. وقد يزعجهم كل ما يمكن أن يجعلهم مختلفين. والفروق في النمو الجسمي واضحة في بداية فترة المراهقة، لذا فمن الطبيعي أن يتركز عليهم الانتباه. وتخف هذه الفوارق في منتصف فترة المراهقة وعند نهايتها.
التطور الاجتماعي. ينضج معظم الشباب جنسيًا ببلوغ سن 14 أو 15 عامًا. وهكذا يصبحون قادرين على الإنجاب جسميًا. وفي بعض المجتمعات، تعتبر الفتيات مهيئات للزواج في هذه السن. ولكن عمومًا، ينقص الشاب أو الشابة في هذا العمر النضج الاجتماعي حتى يستطيعا تأدية دورهما الراشد في معظم المجتمعات اليوم.
ويُعتبر الشباب ناضجين اجتماعيًا إذا استطاعوا التصرف باستقلال وتحمَّلوا مسؤولية كاملة تجاه ما يقومون به من أفعال. إن تنمية هذه المقدرة هي المهمة الرئيسية للمراهق.
يُرحب معظم المراهقين بإعطائهم الفرصة للقيام بمسؤولية أكبر وبالاستقلال. لكن قد يجدون صعوبة في البداية لمواجهة التحدي. إذ يحتاج الفرد للثقة بنفسه حتى يستطيع تحمل المسؤولية. ومن الصعب تنمية الثقة بالنفس إذا كانت النفس في حالة تغيُّر دائم. يواجه معظم صغار المراهقين هذه المشكلة بسبب التغيُّرات الجسمية العديدة التي يمرون بها خلال فترة البلوغ وتتدخل هذه التغيُّرات في إحساس المراهق بالهوية الذاتية، أي إحساس الفرد بنفسه شخصًا سويًا ومتكاملاً. وأثناء نمو المراهقين الجسمي، ينمو عندهم إحساس أقوى بالهوية الذاتية وإحساس أكبر بالثقة بالنفس. وبذلك تزيد قدراتهم على استيعاب التطوّر الاجتماعي.
ويتطور المراهقون اجتماعيًا ـ في الأساس ـ بتوسيع واختبار علاقاتهم الاجتماعية. تتمركز البيئة الاجتماعية للطفل الصغير عادة في بيته. ويُشكِّل الأطفال أنفسهم على شاكلة والديهم أو أشخاص آخرين من البالغين يعرفونهم ويُعجبون بهم. وقد يكتسبون مميزات سيئة أو حسنة، لذا تقع على عواتق الراشدين مسؤولية ثقيلة في تصرفاتهم أمام الأطفال. وعمومًا، يتفادى الأطفال أنواع السلوك التي يرفضها الوالدان أو الكبار. لكن معظم المراهقين ينغمسون بعمق في علاقتهم مع أندادهم أو أقرانهم، أي دائرة الأصدقاء والمعارف، ويُقدِّر هؤلاء المراهقون استحسان أندادهم، أكثر مما يقدّرون استحسان أبويهم، وقد يغيرون تصرفاتهم من أجل كسب ذلك الاستحسان. وبالإضافة إلى ذلك، يبدأ المراهقون تحديد علاقاتهم مع الجنس الآخر في أمريكا والدول الغربية في إطار دائرة الأنداد (الأقران).
العلاقات الأُسرية هامة للمراهقين، لكن بطريقة غير واضحة دائمًا. يفضل معظم المراهقين رفقة أصدقائهم على رفقة أسرهم. ويفضلون الوحدة في البيت. هذا التفضيل شيء طبيعي على الرغم من أنه قد لا يبدو هكذا لأفراد الأسرة. وتقل الخلافات بين المراهق ومن يصغرونه من أفراد الأسرة عادة عندما تتأقلم الأسرة على احتياجه للاستقلال والعزلة. ولكن، يعاني المراهقون من الخلاف الدائم مع والديهم حول مدى الحرية التي يعتقدون أنهم يستحقونها.
ويَسْهُل التطور الاجتماعي للمراهقين الذين يشعرون بحب والديهم لهم وثقتهم بهم. ويجب أن يتضمن حب الوالدين التهذيب، وهكذا يتلقى المراهق المحبوب حقًا التوجيه. ويُظهر الوالدان ثقتهما بمنح أطفالهما الحرية الكافية. فالمراهق الذي يبالغ والداه في حمايته، قد يجد صعوبة بالغة في تعلّم التصرف باستقلالية.
العلاقات بين مجموعة الأنداد (الأقران) تساعد المراهقين على تعلّم التعامل مع الآخرين على أساس من المساواة. إن تنمية هذه المقدرة جزء مهم في عملية التحول إلى شخص بالغ. وعمومًا، فإن المراهقين يميلون إلى قياس نموهم الاجتماعي بمدى شعبيتهم. إنهم يفترضون أنهم ينمون طبيعيًا إذا قبلهم رفاقهم. وبذلك ينشغل المراهقون بأمور يعتقدون أنها تؤثر على شعبيتهم مثل طريقتهم في اللبس، ومقدرتهم القيادية، ونجاحهم مع الآخرين. ويتضايق الوالدان من مقدار الوقت والطاقة اللذين يبذلهما المراهق في مثل هذه الاهتمامات. لكن هذه الاهتمامات جزء من النمو، ويحتاج المراهقون الحرية لتنفيذه.
والمراهقون الذين بحاجة قوية لاستحسان مجموعة أندادهم قد يضطرون لاتباع قيم المجموعة. وتبدأ المشاكل إذا تعارضت هذه القيم مع تلك التي تعلّموها في البيت. يجب أن يحاول الوالدان تذكر أن الخيار ليس دائمًا في يد المراهق. وتلاقي الفتيات مشاكل أكثر من الصبيان في حسم هذه الخلافات، ربما لأن المتوقع أن تكون الفتاة أفضل سلوكًا من الصبي، وفي بعض المجتمعات تبقى تحت رقابة أبويها إلى حدٍّ بعيد.
العلاقات بين الجنسين. في المجتمعات الغربية عمومًا وبعض المجتمعات الأخرى تختلط الفتيات والصبيان خلال المراهقة المبكرة في مجموعات النشاط، مثل مناسبات المدارس والحفلات واجتماعات النوادي. وغالبًا ما تقود الصداقات بين الجنسين في أمريكا وأوروبا إلى فوضى وانحراف في العلاقات الجنسية، ويختلف قدر الحرية الممنوحة للفتيات والصبيان للقاءات حسب اختلاف العادات الاجتماعية والدينية والأخلاقية من بلد أوروبي إلى آخر. وهذه الاختلافات حسب بعض التقارير الرسمية والبحوث التي أعدت في هذا المجال هي سبب التفكك وعدم التوافق الأسري والاجتماعي في كثير من دول أمريكا وأوروبا، حتى إِنها صارت مشكلة يصعب التغلب عليها، وكذلك فقد أدّت إلى كثير من الأمراض المزمنة داخل المجتمعات الأوروبية. ومقارنة بالإسلام نجد الدين الإسلامي قد عالج مفهوم الحرية في ضوء ما نص عليه القرآن، وأكدته السنة؛ حيث حرَّم الخلوة بين الرجل والمرأة ومنع الاختلاط بين الجنسين وأمر بغض البصر ونهى عن التبرج وأقام كل السبل لسلامة المجتمع الإسلامي. وحث الإسلام الشباب على الزواج والمبادرة إليه فإن لم يتمكن الشاب أمره بالصوم لما فيه من تقوية للإرادة وكسر للشهوة. قال رسول الله ³ في الحديث الشريف: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري .
ويختلف العمر الباكر الذي يمكن الزواج فيه بين المجتمعات. لكن معظم المراهقين ينضجون قبل سن 18 بفترة ويجد معظمهم صعوبة في كبح رغباتهم الجنسية. وعلى أية حال، فإن العلاقات الجنسية في المجتمعات الإنسانية تخضع للجوانب الأخلاقية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك.
وفي ممارسة الجنس خارج إطار الزواج جناية على الأخلاق، لأن مثل هذه العلاقات تؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه، ويكثر أبناء السفاح (الزنى). وعندما أتى الإسلام حرّم الزنى ونهى عنه وعاقب فاعله المتزوج بالرجم والعازب بالجلد، ليسلم المجتمع الإسلامي من تفشي هذه المثالب الاجتماعية.
ونتيجة لفوضى الجنس وعدم انضباطه بضابط محكم، فإن الكثير من الفتيات المراهقات في المجتمعات الغربية يحملن كل عام. وبعضهن يتزوجن مباشرة بعد الحمل. ومنهن اللائي يُجْهضن، وأعداد متزايدة يُسقطن الجنين بالمساعدة الطبية. والباقيات يضعن أطفالاً خارج الزواج. كما يتعرض المراهقون الذين يمارسون الجنس لخطر الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالعلاقات الجنسية، ومنها: الزهري والسيلان. وتنتشر مثل هذه الأمراض بين المراهقين أكثر من انتـشارها بين الراشـدين والكبار.
مشاكل خاصة بالمراهقين
تعترض المراهقين كافة بعض المشكلات من حين لآخر، غير أن معظم الشباب يتجاوز مرحلة المراهقة دون صعوبات كبيرة، فهم قادرون على إقامة صداقات جديدة، ويشتركون في الأندية، ويشاركون في الألعاب والنشاطات الاجتماعية. وتتسم فترة المراهقة عند هؤلاء الشباب بالسعادة والإثارة.إن معظم المشكلات التي يواجهها المراهقون تتعلق بواجباتهم المدرسية، وإيجاد العمل والمسائل المالية وعلاقاتهم بأترابهم أو علاقاتهم العائلية. ومعظم هذه المشكلات لا تعدو أن تكون مشكلات بسيطة، وذلك على الأقل من وجهة نظر الكبار. ولكنها تبدو للمراهق أمرًا كبيرًا خطرًا. وقد يسبب اختلاف وجهات النظر مشكلات كبيرة إذا كان له أثر على العلاقات بين الآباء وأبنائهم المراهقين. ولا يستطيع الآباء أداء الكثير عن طريق الوعظ والمحاضرات، ولكنهم يساعدون الأبناء أكثر ـ إن هم أصغوا إلى مشكلاتهم ـ دون أن تكتنفهم رغبة قوية في تقديم النصح لهم. ومعظم المشكلات الشخصية التي تنتاب المراهقين لا تؤثر على المجتمع كله، لكن هناك بعض المشكلات الأخرى التي تحيط بالمراهقين لها خطورتها وانتشارها الواسع ولذلك فإنها تعتبر مشكلات اجتماعية. وتتضمن هذه المشكلات الاجتماعية: 1- مواقف من التعليم والمدارس 2- تناول المخدِّرات 3- الجنوح.
مواقف من التعليم. تزايدت أهمية التعليم في المجتمعات الصناعية المعقدة وكثرت فيها الوظائف التي تتطلب درجة عالية من المعرفة المتخصصة والمهارة الفنية. وبالإضافة إلى ذلك، اعتمدت المجتمعات تقليديًا على المدارس لمساعدتها في تخريج المواطن المسؤول الواسع الاطلاع. وتكلف كثير من الدول المعاصرة شبابها بمواصلة التعليم حتى سن 16 عامًا على الأقل. ويقل حماس بعض المراهقين في السنوات الأخيرة للدراسة، بينما يظل الآخرون تحت ضغط متصل من أجل الاستعداد للامتحانات اللازمة للحصول على فرصة الالتحاق بالجامعة أو الكلية. والذين يتركون المدرسة بدون الحصول على المؤهلات الكافية، وبدون التدريب على المهارات، يجدون صعوبة في الحصول على وظائف جيدة. وتشكل البطالة عند الشباب مشكلة حادة في كثير من الدول. ويلتحق بعضهم بوظائف لا تُهَيِّئ مستقبلاً وظيفيًا جيدًا، ولكنهم يستمتعون بالدخل الجاري ولا يفكرون بتأثير اختيارهم على مستقبلهم البعيد. وقد تصعب حتى الحياة اليومية على البالغين في حالة عدم مقدرتهم على القراءة والتعبير الواضح عن أنفسهم، والقيام بالعمليات الحسابية البسيطة.
ويأتي الكثير من المراهقين سيِّئي الأداء إلى المدرسة من أسر لا تشجع التعليم. لكن العديدين لا ينمّون مقدراتهم بالقدر الكامل بالرغم من حصولهم على التشجيع الكافي من البيت. وقد يحتاج الوالدان في بعض الحالات إلى إعادة النظر في الأهداف التي وضعوها لأولادهم. فقد يتمرد الطلبة المجتهدون إذا أحسوا بالضغط الزائد عليهم. لذا فعلى الوالدين محاولة تشجيع الأداء الجيد في المدرسة بدون المبالغة في الضغط.
استعمال المخدِّرات. يسبِّب استعمال المخدرات في أوساط المراهقين في بعض البلدان قلقًا شديدًا. أبرزت نتائج البحث في الولايات المتحدة أن غالبية المراهقين في تلك البلاد جربوا على الأقل مخدرات مثل الكحول، وملح حمض البربيوريت، والكوكايين، ومادة إل. إس. دي المخدرة، أو المارجوانا. وبعضهم جرّب الهيروين، والمورفين، أو المواد المخدرة الأخرى. والتعاطي المنتظم للكثير من هذه المخدرات مضر بالجسم، إذ إن جرعة واحدة مفرطة من بعض المخدرات، مثل الهيروين أو البربيتوريت، قد تنتج عنها الغيبوبة أو الوفاة.
وفي البلدان التي يشكل فيها تعاطي المخدرات مشكلة، لا يمكن الحصول على كل المخدرات التي يمكن أن يتعاطاها المراهقون أو يستعملوها استعمالاً قانونيًا بدون وصفة طبية من الطبيب. والكحول هو الاستثناء الأساسي، وهو أكثر المخدرات المستعملة انتشارًا وسط البالغين والمراهقين في أمريكا وأوروبا. وبالرغم من حظر بيع الكحول للمراهقين إلا أن تعاطيه من أكبر المشاكل في بعض الدول.
ويجرب المراهقون المخدرات (سوء استعمال العقاقير) في بعض الدول لأسباب عديدة منها: 1-إلحاح الأصدقاء 2- محاكاة الوالدين 3- حب الاستطلاع. ويمر معظمهم بفترة التجربة بدون أن يقعوا في مشكلة الإدمان. لكن بعضهم يكونون أقل حظًا.
لم تُفهم بعد أسباب سوء استعمال العقاقير. قد يقود الملل بعض المراهقين للإدمان، أو تقودهم رغبة خفية للهروب من الضغوط العقلية أو العاطفية.ولا شك أن الفراغ الديني سبب رئيسي في ذلك، وأقل المراهقين تعرضًا لخطر الإدمان هم أولئك الذين يلتزمون بتعاليم الإسلام ويشعرون بأهمية وجودهم.
الجنوح. تحاكم معظم المجتمعات الجانحين الذين يقل عمرهم عن 18 عامًا كأحداث، وليس كبالغين. والكثير من جُنح الأحداث بسيطة نسبيًا؛ فهي تشمل أشياء مثل: الهروب من البيت، وهو من جُنح المراهقين الخاصة. ولكنهم كذلك قد يُعتقلون وتوجه لهم تهم على جرائم أكثر خطورة مثل سرقة السيارات، والسطو، وسرقة المتاجر، والعُنف الذي غالبًا ما ينتج عن السُكر. ومن الجُنح التي تميز بها المراهقون المشاكسة وتخريب ممتلكات الآخرين. وفي عدد من الحالات، يشترك المراهقون في المدن وفي التجمعات الرياضية في أحداث الشغب العام. وقد ينتمي المراهقون من الذكور إلى عصابات الشوارع. وفي المتوسط، تشكل الإناث نسبة 20% من المراهقين المتهمين بجُنح خطيرة.
وفي العموم، فإن نسبة جُنح الأحداث تكون في أعلى درجاتها ـ في المجتمعات الغربية ـ في المناطق الداخلية المحرومة من المدن، والتي تقل فيها فرص العمل والترفيه للشباب. وكثير من الأحداث وليس جميعهم، من أسر ذات دخل منخفض. وفي كثير من الحالات، تنتج جُنح الأحداث في الغالب من العلاقات الخاطئة بين الوالدين والطفل، والمثل السيّئ الذي يقدمه الوالدان لأطفالهما ولا تنتج بالضرورة عن الصعوبات الاقتصادية. لكنّ للجُنح أسبابًا أخرى أيضًا؛ فقد يكون ضغط مجموعة الأنداد سببًا رئيسيًا في كثير من الحالات. ولبعض الجانحين الأحداث إحساس عدائي قوي ضد المجتمع أو مشاكل أخرى نفسية قديمة مترسبة، ولعل ما أكده الإسلام في توثيق العلاقات الاجتماعية والاهتمام بتربية الأبناء وزرع قيم الدين والأخلاق منذ السنوات الأولى لعمر الأطفال خير علاج لمثل هذه المشكلات التي تضعف المجتمع وتؤدي إلى انهيار جيل المستقبل الذي يُعتمد عليه في بناء أي أمة من الأمم.
الاستعداد للمستقبل
يجب أن يقرر الشباب في السنوات الأخيرة من المرحلة الثانوية، أو غالبًا قبل ذلك، كيفية توليهم أمر أنفسهم عندما يستقلون بحياتهم. فخلال التخطيط لمهنة المستقبل، يجب أن يحدد الطلبة أولاً أهدافهم ونوع العمل الذي يفضلون تأديته والمهارات التي يجيدونها. وبمقارنة الإجابات عن هذه الأسئلة بمواصفات الوظائف المختلفة، يستطيع الطالب حصر مجالات الاختيار الممكنة. ومن الحكمة أن تكون مجالات الاختيار واسعة ما أمكن في البداية. فعادةً يغيِّر المراهقون أهدافهم عندما يكبرون، إما باختيارهم أو للضرورة، وحينها يجب أن يكونوا على استعداد للخيارات الوظيفية الممكنة الأخرى.من المفيد بالنسبة للمراهقين، مهما كانت مقدراتهم الأكاديمية، أن يحاولوا الحصول على أفضل ما يمكنهم الحصول عليه من التعليم. وعند التخطيط لمهنة، يجب أن يأخذوا في الاعتبار فوائد وتكلفة التعليم الجامعي أو الكلية أو أي تدريب خاص آخر. وقد تتوفر للذين يبحثون عن مهنة تتطلب دراسة عليا، المنح الحكومية أو القروض أو المنح الدراسية لمساعدتهم لمقابلة التكلفة. وحتى في هذه الحالات، يجب أن يكون الآباء والطلبة على استعداد للمصروفات الإضافية التي يمكن تغطية بعضها بالتحاقهم بالوظائف الجزئية أو الصيفية.
ويخطط بعض المراهقين للزواج بمجرد أن يكونوا في سن تؤهلهم لذلك. لكن نسبة الطلاق في بلدان كثيرة وسط الذين يتزوجون قبل سن العشرين تفوق نسبة الطلاق العامة بعدة مرات. ولكي ينجح الزواج، يجب أن يتمتع الطرفان بنسبة عالية من النضج العاطفي والفكري. كما يجب أن يكون كل منهما على استعداد لقبول أخطاء الآخر. وفي المجتمعات التي يُنظَّم فيها الزواج، قد يكون لزواج الشباب فرصة جيدة للنجاح، مثل زواج من هم أكبر منهم سنًا. وتفشل الكثير من زيجات المراهقين للتسرع في اتخاذ قرار الزواج. فالزواج الذي يتم عن معرفة حقيقية بين الطرفين يجد فرصة أكبر في النجاح. وتختلف أسس الاختيار لدى الناس ولكن الرسول ³ وجه إلى خير الأسس وأقصر الطرق، حيث قال: (فاظفر بذاتِ الدّين تَرِبَتْ يداك) رواه البخاري. وفي الحديث تأكيد على دور الزوجة التي عاشت في بيت ديني وقدرتها على بناء أسرة تستطيع أن تقوم بدورها الكامل داخل منظومة المجتمع.
أسئلة
- ما الدور الرئيسي للمراهق؟
- لماذا تقل فترة المراهَقة في المجتمعات الزراعية عنها في المجتمعات الصناعية؟
- ما العوامل التي يجب أن يراعيها المراهق عند اختياره مهنة المستقبل؟
- ما المعيار في دراسة التطور البشري؟
- ما مجموعة الأنداد؟
- لماذا يصبح للتعليم أهمية خاصة للمراهقين في المجتمعات الصناعية؟
- كيف تختلف علاقات الأولاد بالبنات في بداية المراهقة عنها في النهاية؟
- كيف يقيس المراهقون تطورهم الاجتماعي؟
- لماذا يفشل العديد من زيجات ما قبل العشرين؟